ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم في مصر مع تحركات الأسواق العالمية    أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    طقس خريفي معتدل يسيطر على أجواء مصر اليوم.. وأجواء مائلة للبرودة ليلًا    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    عاكف المصري: قمة شرم الشيخ أكدت أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية وخط الدفاع الأخير    بريطانيا توجه رسالة شكر إلى مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل العملية التعليمية    عماد النحاس يكشف عن رأيه في حسين الشحات وعمر الساعي    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    رئيس مدغشقر يغادر البلاد دون الكشف عن مكانه    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    الأمم المتحدة: تقدم ملموس في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بقطاع غزة    مدير منظمة الصحة العالمية يعلن دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة    إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن كانوا محتجزين فى غزة    بشارة بحبح: تعريف الولايات المتحدة لنزع سلاح حماس لا يشمل الأسلحة الفردية    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    ذاكرة الكتب| «مذكرات الجمسي».. شهادة تاريخية حيَّة على إرادة أمة استطاعت أن تتجاوز الانكسار إلى النصر    «اختياراته تدل على كدة».. رضا عبدالعال ينتقد حسام حسن: يحلم بتدريب الأهلي    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «بين الأخضر وأسود الرافدين».. حسابات التأهل لكأس العالم في مجموعة العراق والسعودية    «زي النهارده».. استشهاد اللواء أحمد حمدي 14 أكتوبر 1973    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    سحب منخفضة على القاهرة وسقوط رذاذ.. بيان مهم من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    تسجيل دخول منصة الشهادات العامة 2025 عبر موقع وزارة التربية والتعليم لطلاب أولى ثانوي (رابط مباشر)    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    ترامب: لا أعلم شيئًا عن «ريفييرا غزة».. ووقف إطلاق النار «سيصمد»    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    957 مليون دولار أمريكى إيرادات فيلم A Minecraft Movie    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    هتشوف فرق كبير.. 6 مشروبات واظب عليها لتقليل الكوليسترول بالدم    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    مصرع شاب غرقًا في حوض زراعي بقرية القايات في المنيا    د.حماد عبدالله يكتب: القدرة على الإحتمال "محددة" !!!    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    موعد صرف معاشات شهر نوفمبر 2025    تخصيص 20 مليون دولار لتأمين الغذاء والمياه والمأوى بغزة    بالتفاصيل| خطوات تحديث بطاقتك التموينية من المنزل إلكترونيًا    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    89.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    ألمانيا تفوز أمام ايرلندا الشمالية بهدف نظيف في تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    بحضور صناع الأعمال.. عرض أفلام مهرجان بردية وندوة نقاشية بالمركز القومي للسينما    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    جامعة بنها: إعفاء الطلاب ذوي الهمم من مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية    وزير الري يشارك فى جلسة "مرفق المياه الإفريقي" المعنية بالترويج للإستثمار فى إفريقيا    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دواعش بعيون زرقاء.. أشبال التنظيم مشاريع إرهابيين جدد.. مصير مجهول لأطفال العناصر الأجنبية ب«داعش».. والدول الغربية ترفض استعادة مواطنيها والأطفال الضحية
نشر في البوابة يوم 14 - 10 - 2021

تجردت أم الطفل الألبانى «ألفين بريشا»، من كل مشاعر الأمومة حيث خطفت ابنها، وذهبت به إلى أتون الجحيم فى مناطق تنظيم داعش الإرهابى، فى سوريا قبل نحو ست سنوات للقتال فى صفوفه، ولم تنته القصة بمقتل الأم فى معارك داعش، على بعد أمتار من طفلها الذي تركته وحيدا يواجه مصيرا مجهولا فى مخيمات اللاجئين، إلى أن تواصل والده مع الحكومة الإيطالية لتتمكن فى مايو من العام الماضي 2020 من استعادته، لترتسم على وجهه البسمة بمجرد وصوله إلى مطار فيوميتشينو فى العاصمة روما، حيث ولد لأبوين ألبانيين، قادما من مخيم الهول للاجئين في سوريا.
وتوجد نماذج بالآلاف مثل الطفل الألبانى فى مخيمات اللاجئين، وقالت منظمة «أنقذوا الأطفال» في تقرير لها آواخر سبتمبر المنصرم إن 62 طفلًا توفوا خلال العام الحالى وحده، أي بمعدل طفلين كل أسبوع، فى مخيم الهول.
وأكدت المنظمة الدولية أن 40 ألف طفل من 60 دولة فى المخيمين "الهول وروج"، وينشأ هؤلاء فى ظل ظروف معيشية صعبة جدًا.
وأفادت المنظمة الدولية أن فرنسا أعادت 35 طفلًا فقط من أصل 320 على الأقل يقطنون فى المخيمين، فيما أعادت بريطانيا أربعة فقط بينما يُعتقد أن 60 طفلًا ما زالوا فى سوريا.
أطفال داعش
آلاف الأطفال الأجانب فى الهول وروج
وفيما يتعلق بأطفال الدواعش فإن أكثر من 90٪ منهم فى مخيمى الهول وروج دون 12 عاما، وأكثر من نصفهم دون خمسة أعوام، وأكد مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، أن أكثر من 700 محتجز في الهول وروج، ماتوا نصفهم من الأطفال.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في تقرير لها نشرته يونيو الماضي أن عدد الأطفال الأجانب بسوريا نحو 28 ألف طفل من أكثر من 60 بلدًا مختلفًا، بما في ذلك قرابة 20 ألفا من العراق، ما زالوا عالقين في شمال شرق سوريا، معظمهم فى مخيمات النازحين.
وتقول المنظمة الأممية إن أكثر من 80٪ من هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن 12 عامًا، بينما نصفهم دون سن الخامسة، كما يوجد ما لا يقل عن 250 فتى، بعضهم لا يتجاوز عمرهم تسعة أعوام، رهن الاحتجاز.. ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
أطفال فرنسا يتصدرون أطفال الدواعش
ونشر معهد «إيجمونت» فى بروكسل، دراسة في أكتوبر من العام الماضى أكد خلالها أن ما بين 610 و680 طفلًا من مواطنى الاتحاد الأوروبى محتجزون حاليًا مع أمهاتهم في مخيمي روج والهول في شمال شرق سوريا.
ويتصدر الفرنسيون قائمة هؤلاء المحتجزين الأوروبيين إذ هناك ما بين 150 إلى 200 بالغ و200 إلى 250 طفلًا، غالبيتهم العظمى فى سوريا، وفقا للدراسة.
ويلى الفرنسيين من حيث العدد الألمان ثم الهولنديون ثم السويديون ثم البلجيكيون فالبريطانيون، وفقًا للدراسة التي لفتت إلى أن هناك ما لا يقل عن 38 طفلًا بلجيكيًا محتجزًا و35 قاصرًا بريطانيًا.
وعن إعادة الأجانب لبلدانهم فإنها حالات شحيحة جدا، حيث أعلنت منظمة «أنقذوا الأطفال» عودة 29 خلال عام 2019 وعودة 17 فى 2020 وخلال الأسابيع العشرة الأولى من العام الجارر 2021، عاد 3 فقط، فى الوقت الذى جردت المملكة المتحدة، وأستراليا، والدنمارك بعض مواطنيها المحتجزين فى شمال شرق سوريا من الجنسية.
800 عائلة أجنبية فى مخيم الهول
وقالت صحيفة لموند الفرنسية في تقرير لها أغسطس الماضى، إن مخيم الهول الذى يشبه السجن المكشوف والمحاط بأسوار من الأسلاك وأبراج المراقبة، احتجز فيه أكثر من 800 عائلة أجنبية، بينهن النساء اللواتى انضممن إلى تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب أطفالهن، ويوجد ما يقرب من 90 امرأة ونحو 200 طفل يحملون الجنسية الفرنسية، وغالبيتهم دون سن 6 سنوات.
حق عودة الطفل والأم معا
ووفقا لاتفاقية حقوق الطفل، فإن عودة الأطفال دون والديهم هو انتهاك صريح من هذه الدول للاتفاقية، التي تنص على وجوب تمسك الدول الأطراف بمبدأ وحدة الأسرة في غياب التقييم المهني بأن الفصل ضروري لصون مصالح الطفل الفضلى، بينما تحصل الحكومات على موافقة كتابية من الأمهات لأخذ أطفالهن بدونهن.
ودعت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دينا مياتوفيتش في يوليو الماضي، الدول الأعضاء بالسماح للمقاتلين الأوروبيين الذين سافروا إلى سوريا وانضموا لتنظيم داعش بالعودة إلى بلادهم، وهى الخطوة التى تعارضها فرنسا وبريطانيا، في الوقت الذى أكدت فيه الحكومة الألمانية أن مخيم الهول في سوريا هو عبارة عن مدرسة إرهاب خطيرة.
داعش
الهروب من «الهول»
ولجأت بعض النساء الأجنبيات اللواتى تربطهن صلات بتنظيم داعش الإرهابى في مخيم الهول بسوريا إلى حيلة تمكنهن من الفرار من المخيم حيث يتزوجن برجال تواصلوا معهم عبر الإنترنت؛ حيث دفعوا رشاوى نقدية لتهريب النساء من الهول، وفقا لتحقيق أجرته صحيفة الجارديان البريطانية فى مايو الماضي.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الأموال التى أنفقت لتهريب مئات النساء من مخيم الهول وصلت إلى نحو نصف مليون دولار.

تقاعس عالمى
ويقفز سؤالا إلى الأذهان حول مصير هؤلاء الأطفال الموجودين فى مخيمات اللاجئين بسوريا، والمرفوضين من بلدانهم الأصلية، ويقول القانون الدولي لحقوق الإنسان، إنه من حق كل فرد فى الجنسية، وأمام الحكومات التزام قانوني دولي بتوفير الوصول إلى الجنسية لجميع الأطفال المولودين فى الخارج لأحد مواطنيها، والذين يكونون عديمي الجنسية خلاف ذلك، في أقرب وقت ممكن.
وأصدر مجلس الأمن الدولي، قرار رقم 2396 يلزم الدول الأعضاء بأهمية مساعدة النساء والأطفال المرتبطين بجماعات مثل داعش والذين قد يكونون ضحايا الإرهاب، بما فيه من خلال إعادة التأهيل وإعادة الإدماج.
ويكشف الدكتور سلام عبدالصمد، مستشار قانونى لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين، أن أبناء داعشيات أوروبا في سوريا قد احتُجزوا اعتبارًا من 2019، يقدرون بنحو 60 إلى 70٪ منهم هم دون الخامسة من العمر، والآخرين تقريبًا تقل أعمارهم عن 12 عامًا، وقد بلغت أعدادهم ما بين 610 و680 طفلًا من مواطنى الاتحاد الأوروبى محتجزون حاليًا مع أمهاتهم اللواتى كنّ، فى قسمهن الأكبر، يقاتلن فى صفوف تنظيم داعش، ثلثهم تقريبًا فرنسيون.
وأشار «عبدالصمد»، فى تصريحات خاصة ل«البوابة»، إلى أن مخيمات شمال شرق سوريا تحديدًا منها، مخيّمى روج والهول الخاضعة لسيطرة الأكراد، تفتقر لمقومات العيش الأساسية البديهية، وذلك في ظل رفض حكومات أوروبا عودة الداعشيات من سوريا.
وقال «عبدالصمد»، إن حكومات دول أوروبية تقاعست عن الاهتمام بأزمة هؤلاء الأطفال، ومن الواضح أنها كانت قد استبعدت إمكانية استعادتهم، مخالفةً بذلك توصيات إداراتها وأجهزتها المتخصّصة بمكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن ملف عودة مقاتلى داعش الأوربيين من مخيمات الاحتجاز في سوريا شهد انقساما حادًا داخل دول أوروبا، إذ رأى البعض أن استعادة مقاتلي داعش سيشكل تهديدات أمنية تتمثل فى نشر التطرف وتسريع وتيرة الاستقطاب والتجنيد بهدف تنظيم هجمات إرهابية.
وفى المقابل، رأى فريق آخر أن الخطر الأكبر هو ترك مقاتلى داعش فى مراكز الاحتجاز ما يعد بمثابة قنبلة موقوتة تستهدف أوروبا.
ولفت إلى أن تشديد الإجراءات الأوروبية تجاه مقاتليها فى صفوف داعش، يعود إلى أسباب عدة منها القانونى، كون جمع الأدلة ضد المقاتلين الأجانب من مناطق الصراعات أمرا بالغ فى التعقيد، كما لا تتوفر آلية أوروبية قانونية للتعامل مع الإجراءات الجنائية لإدانتهم، بالإضافة إلى أن تكلفة استعادة المقاتلين الأجانب مرتفعةً خاصةً التكلفة المتعلقة بإجراءات المراقبة والمحاكمات وتكاليف إعادة الإدماج، ناهيك عن أن هناك مخاوف من استثمار اليمين المتطرف لملف عودة المقاتلين وخسارة الأغلبية البرلمانية والأصوات الانتخابية.
وتابع أن هناك خلافات أوروبية بشأن إعادة المزيد من الأطفال وأمهاتهم، واتخذت بعض الحكومات الأوروبية سياسات بشأن إعادة إدماج أطفال داعش في المجتمع، عبر فصل الأطفال عن الآباء والأمهات، ووضعهم بدور الحضانة أو مع الأقارب، كخطوة أولى استعادت السلطات الألمانية فى أغسطس 2019 4 أطفال، وفي عملية تعد الأكبر من نوعها تمتّ إعادة عشرة أطفال من أبناء مقاتلين دواعش و6 أمهات إلى بلجيكا قادمين من مخيم الروج فى شمال شرق سوريا، وتم نقلهن إلى السجن، وأودع الأطفال النيابة المكلفة شئون الشباب التي اتخذت التدابير اللازمة بموجب قانون حماية القاصرين لأن الأولوية لطالما كانت وضع الأطفال بأمانٍ وتكفّلت أجهزة حماية الشباب بهؤلاء الأطفال بعد إخضاعهم لفحص طبى.
وأضاف أن الدنمارك اعتزمت استعادة 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين عام و14 عامًا و3 من أمهاتهم تم تسليم الحكومة الهولندية 3 أطفال وسيدة، من عائلات مقاتلى التنظيم الإرهابى، كما أعادت بلجيكا 3 سيدات أرامل لمقاتلين بداعش و6 من أطفالهن، واستعادت حكومتا فنلندا وألمانيا 5 نساء و18 طفلا.
داعش
دواعش جدد
ومن جانبه، قال أحمد شيخو، باحث سياسى كردى، سوري، إن الدواعش المحتجزين فى السجون التى تتبع للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا تمثل قضية كبيرة ولها أبعاد أمنية وسياسية واقتصادية فى ظل العبء الثقيل الذى يشكلونه على الإدارة المحدودة الإمكانيات فى شمال وشرق سوريا في ظل غياب الدعم الإقليمى والدولى اللازم وفى ظل التحديات التي شكلتها وتشكلها احتلال تركيا لمناطق من الإدارة الذاتية وتهديدها المستمر للإدارة في هذه المناطق، كون أن هناك شبه إجماع في شمال شرق سوريا أن تركيا كانت لها علاقة مع داعش وهى مستمرة حتى اليوم في ضمها للكثيرين منهم ضمن تشكيل ما يسمى الجيش الوطنى السورى الذى شكلته المخابرات التركية فى مناطق احتلالها.
وأشار فى تصريحات خاصة ل«البوابة نيوز»، إلى أن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، طالبت المجتمع الدولى، بتحمل المسئولية فى هذه القضية الدولية، وأن تقوم الدول المعنية باستعادة، مواطنيها الدواعش أو القيام بإجراء محاكمة دولية لهم، أو أن تدعم الأطراف الدولية المعنية وكذلك التحالف الدولى لمحاربة داعش، وكذلك المجتمع الدولي بالعموم قيام محاكمة عادلة للدواعش فى مناطق شمال وشرق سوريا التي أرتكبوا فيها جرائمهم من قبل محاكم الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وبالتعاون والاشتراك مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية فى هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها الحقوقية.
وشدد على ضرورة البت في مصير هؤلاء الدواعش وعدم التأجيل حتى لا نكون أمام حالة قلق وتوتر من مصير وتصرفات هؤلاء وخصوصًا فى ظل المحاولات المستمرة والعديدة من قبل الدواعش المحتجزين فى السجون في محاولة الهرب لأكثر من مرة لكن قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلى للإدارة الذاتية كانت تسيطر على الوضع.
وأشار إلى أن الدواعش الأجانب ولما لهم من الإمكانيات والقدرات التقنية يشكلون خطورة كبيرة إذا استطاعوا الهروب فى ظل حدوث أي طارئ مثل الحالات التي حدثت أثناء هجوم تركيا واحتلالها لمدينتى رأس العين «كرى سبى»، وتل أبيض «كرى سبي»، حيث قصفت تركيا حينها بعض السجون التي كانت تضمن بعض الدواعش وتم تفسير ذلك أن تركيا تريد أن تساعدهم فى الهرب لتستخدمها فى الأماكن المطلوبة لها وتعمل على إعادة إحيائهم من جديد.
ونوه إلى أن أطفال الدواعش ومع استمرار حالة اللاحل في قضية الدواعش ومحاكمتهم وعدم البت فى قضيتهم من قبل الأسرة الدولية ومع كبرهم ونموهم بالقرب من أمهاتهم الدواعش أو زوجات الدواعش يشكلون حالة خطيرة سوف تكون قنبلة فى المستقبل القريب ومن الضروري القيام بعمل عاجل من قبل الأسرة الدولية والأمم المتحدة والدول المعنية بمواطنيها وبالرغم من بذل الإدارة الذاتية كل مجهودها فى حل بعض المضلات والعمل فى سبيل حلولة ممكنة، لكنها وبسبب ظروفها كظروف كل سوريا رغم تفوقها على باقى المناطق في الاستقرار ومع مواردها المحدودة وتهديدات تركيا المستمرة لها، يبقى الإدارة بحاجة ماسة إلى الدعم والمساندة من الأسرة الدولية والدول والمنظمات الإقليمية والدولية للتعاون في مسألة الأطفال واخراجهم من الظروف والأجواء التى تنمي وتقوي فيه الفهم والسلوك الداعشي المنحرف الذي سيكون خطرة جدًا على مناطق شمال وشرق سوريا وكذلك على العالم الحر وأمنه واستقراره.
وأوضح أن بعض الدول استعادت، بعض الأطفال على دفعات لكنها غير كافية وما زالت أطفال الدواعش فى حالة مشاريع مستقبلية لتهديد السلم والأمن الدولي، في حال عدم إيجاد حل دولى شامل لهم بالتعاون مع الإدارة الذاتية ودعمها بالإمكانيات والخبرات والتقنيات اللازمة فى المجالات الحياتية كافة من الأمنية والاقتصادية إلى الاجتماعية والإرشادية والتوعوية.
وكشف أن عدد النساء فى مخيمى الهول وروج الخاصين بالدواعش يبلغ حسب الأرقام الواردة من هيئة الشئون الاجتماعية للإدارة الذاتية وإدارة مخيمى الهول وروج يبلغ في الهول 930 سورييات و1219 عراقييات 2445 أجنبيات، وأيضا فى مخيم روج هناك 14 سورية 72 عراقية و694 أجنبيات، والأطفال دون 17 أعداهم كبيرة فى الهول 13255 سوريين 18930 عراقيين 5494 أجانب، وأيضا فى روج 48 سوريين و167 عراقيين و1564 أجانب.
وقال إنه يتم تأمين المخيمات من قبل قوات الأمن الداخلي الأسايش وكذلك تأمين احيتاجاتهم من قبل الإدارة الذاتية ونسبة قليلة جدًا عبر بعض المؤسسات الدولية لكن ما زال المخيمين يعانيين من نقص فى كثيرمن الاحتاجيات الأساسية للمعيشة، لافتا إلى أن هناك مراكز خاصة لتأهيل الأطفال بعد أعمار معنية تابعة لمؤسسات الإدارة الذاتية.
خلايا نائمة داعشية
ومن جانبه، أكد جواد كوك، المحلل السياسى التركى، في شئون الشرق الأوسط، أن معظم الدول الأوربية، تعلم جيدا، أن تنظيم داعش انتهى من حيث التنظيم والتسليح، لكنه لم يقضى عليه فكريًا، خاصة أن من بين صفوفهم أطباء ومهندسون وأساتذة جامعة، لافتا إلى أن الخلايا النائمة لهؤلاء الدواعش أخطر بكثير على أوروبا، هذا بالإضافة عن أطفالهم الذين تشبعوا وتربوا على هذا الفكر الإرهابى، مما يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومى الأوربى.
وأشار «كوك»، في تصريحات خاصة ل«البوابة»، إلى أنه يوجد في العراق 5 ملايين طفل الأيتام، وأيضا مليون أرمة، وبالتالى هم عرضة لتأثير الخلايا النائمة الداعشية، التى تزرع الفكر الإرهابى بين المواطنين، وبهذا يمكن أن يشكل هذا خطرا على منطقة سوريا والعراق، فى المستقبل، لافتا إلى أن دول أوروبا اكتفت فقط بمنع عودة مواطنيها وأطفالهم من الدواعش، إلى بلادهم، اغلقت الباب على هذا وتركتهم في بلاد الصراع، دون محاكمتهم، وتوفير دور رعاية وتهذيب نفسى إلى أطفالهم.
وتوقع أن ترك أطفال الدواعش، دون رعاية وعلى حالهم هكذا سيمهد بعودة دواعش جديد، وستتم السيطرة على أماكن جديدة فى بلاد العراق وسوريا، في المستقبل القريب، لافتا إلى أن الحل الوحيد هو تفريق هؤلاء الأطفال إلى بلاد مختلفة وتقديم رعاية نفسية ودينية لهم لمحو الفكر الإرهابى والمتطرف من عقولهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.