قال الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية، إن خسائر القطاع عالميا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لا يمكن تجاوزها سوى بوجود حلول جذرية لهذا الوباء تعيد الثقة لدى السائح لمعاودة السفر والتنقل. جاء ذلك في كلمته بالمؤتمر الافتراضي "السياحة الداخلية والبينية وإعادة التعافي العربي"، الذي نظمه المركز العربي للإعلام السياحي برئاسة حسين المناعي، اليوم الأحد، وبحضور الدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار المصري، والدكتور محمد المهيري مستشار وزير الاقتصاد الإماراتي لشئون السياحة، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة المصري الأسبق، والدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية. وأضاف الرفاعي، أن السياحة المحلية يمكنها أن تبقى الفنادق والشركات والمحال التجارية على قيد الحياة، ولكنها لن تعوض السياحة الأجنبية الوافدة، مشيرا إلى أن تجربة الاتحاد الأوروبي في استئناف الحركة البينية لدى دول منطقة الشنجن لا يمكن مقارنتها بمثيلتها في المنطقة العربية، نظرا لعدم وجود اختلافات كبيرة بين الدول، واعتماد المنطقة العربية في المقام الأول على الحركة الأجنبية بعكس أوروبا وأمريكا التي تسجل نحو 75٪ من الحركة محليا و25٪ من خارجها، لذا يمكنها بسهولة تعويض جزء كبير من الخسائر. ولفت إلى أن التفكير في إحياء فكرة الإجازات وتنشيط الحركة الداخلية بالدول العربية يحتاج لدراسة وبحث مطول، فهي نمط سياحي هام للغاية يعتمد على العائلات ويحتاج لتوفير متطلبات الأسرة كاملة من أطفال وعوائل، علاوة على استغلال قرب المسافات في طرح برامج ميسرة للأسر العربية، ضاربا المثل بالقرب من بلاده "الأردن" ومصر، فيما يسمح بتسيير رحلات "العقبة – شرم الشيخ"، وأيضا الحدود المشتركة بين السعودية والبحر الأحمر، وساحل مصر الغربي والمغرب العربي، ما يمكن أن يعيد إحياء نمط السياحة البينية المحلية التي أثبتت نجاحا في أوروبا. وتابع: "العالم بعد كورونا يختلف تماما عما قبل.. لذا فقد حددنا 3 مراحل للتعافي أولها أنه لابد من إبقاء المنشآت حية، عن طريق استمرار دعم الحكومات للمنشآت السياحية وتخفيف الأعباء عليها، وكذا دعم العاملين، وشركات الطيران، وثانيا بذل الجهد لتنشيط السياحة المحلية، ثم ثالثا العمل على جذب الحركة الأجنبية، وهي المراحل التي ستحدث حتما مهما طال الأمد وستواجه مخاوف السائحين الدوليين عند رؤية انتعاشة السياحة المحلية". وأكد الرفاعي، أن العالم يتجه الآن للسياحة ذات فترات الإقامة الطويلة، موضحا أنه يجب تغيير فكر السياحة السريعة التي تجلب المخاوف لدى السائح، والتحول لأنماط تمتاز بالإقامات الطويلة مثل "السياحة الاستشفائية، والثقافية"، والتي يمكن أن تمتد برامجها لأسابيع، وكذا الإقامة العائلية التي تمتد لأكثر من شهر، موضحا أنه يجب التركيز على شرائح معينة من السائحين تقبل على الإقامات الطويلة بغرض الاستشفاء والعلاج، كما يمكن أن تتحول كافة الفنادق من إقامات يومية إلى إقامات طويلة ببرامج متخصصة في هذا المجال.