على الرغم من الهدوء النسبي الذي سيطر على العلاقات الأمريكيةالإيرانية مع تفشي فيروس كورونا وما شهده الجانبان من خسائر بشرية واقتصادية نتيحة انتشار الفيروس القاتل، إلا أنه يبدو أن الموقف سيزداد اشتعالا مرة أخرى بطرح مشروع قانون لفرض عقوبات أكثر شدة على طهران في الكونجرس الأمريكي. فمشروع القانون، الذي يتضمن 140 تشريعيا جديدا، لا يهدف فقط إلى وقف دعم نظام الملالي للإرهاب وإنما يطالب كذلك بوقف مساعدة الدول التي تخضع لسيطرة إيران، وفقا لصحيفة "واشنطن فري بيكون" المختصة بالأمن القومي. ومن المتوقع أن تصدر لجنة الدراسات الجمهورية (RSC)، أكبر تجمع للنواب من الحزب الجمهوري في الكونجرس، غدا الأربعاء مقترحًا تشريعيًا ضخمًا يستهدف الأنظمة الخبيثة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين وإيران. وكشف النائب مايك جونسون، رئيس لجنة الحزب الجمهوري، أن الجزء الخاص بإيران يتضمن "أصعب العقوبات التي اقترحها الكونجرس على الإطلاق على إيران"، إذ أنه يتمتد هذه المرة إلى عقوبات أشمل تتضمن المساعدة الأمريكية المتنازع عليها على لبنان ودول الشرق الأوسط الأخرى التي تسيطر عليها إيران، والإعفاءات من العقوبات التي أبقت برنامج طهران النووي على قيد الحياة، وتفويض عام 2002 لاستخدام القوة العسكرية في العراق، الذي يرى الجمهوريون أنه عفا عليه الزمن بشدة بالنظر إلى ظهور العديد من الفصائل الإرهابية الجديدة. كما تتضمن مشروع القانون اقتراح لاستدعاء "سناباك" وهي نقطة تستدعي إعادة جميع العقوبات الدولية على إيران التي تم رفعها في الأصل كجزء من الاتفاق النووي التاريخي، إذ يرى الجمهوريون وحلفاؤهم في الإدارة الآن أن "سناباك" مفتاح لمنع دول مثل روسيا والصين من بيع الأسلحة لطهران. كما اقترح المشروع تشريعًا جديدًا يفوّض الولاياتالمتحدة باستخدام نفوذها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لضمان إعادة فرض العقوبات الدولية. كما شمل الاقتراح عقوبات جديدة على صناعات الأسلحة لدول مثل روسيا والصين التي تريد بيع الأسلحة لإيران، والمصارف التي تسهل أي بيع للأسلحة لإيران، وشركات شحن الأسلحة". وطالبت لجنة الدراسات الجمهورية وحلفاؤها بوقف كامل للمساعدات الأمريكية في لبنان، مؤكدة أنه لا يوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان مساعدة دافعي الضرائب لأن حزب الله يسيطر بشكل منهجي على البلاد. وقال جونسون "إنهم يستخدمون دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على ما يبدو لمواجهة حزب الله، وربما كان هذا صحيحًا في الماضي، ولكن يبدو أنه لم يعد صحيحًا حيث إن الأموال تنفق بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية لأهدافنا في المنطقة." وكانت العلاقات بين واشنطنوطهران قد شهدت انفراجه نسبية الأيام الماضية بنجاح عملية تبادل آسرى جزئية، إذ أفرجت الولاياتالمتحدة أمس عن رجع العالم الإيراني مجيد طاهري الذي يحمل الجنسيتين الإيرانيةوالأمريكية، في إطار ما اعتبرتها إيران عملية تبادل سجناء تأمل في أن تتكرر بين البلدين الخصمين. واعتُقل طاهري الذي كان يعمل في عيادة في تامبا بولاية فلوريدا، في الولاياتالمتحدة لمدة 16 شهرًا فيما أفرجت طهران عن العسكري السابق في البحرية الأمريكية مايكل وايت الذي كان معتقلًا لديها منذ يوليو 2018.