تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم عددا من القضايا الهامة التي تحظى باهتمام المجتمع المصري. ففي مقاله بجريدة (الأهرام) تحت عنوان (انتخاب رئيس في دولة حرة.. ومعركة القوى الخارجية)، قال الكاتب محمد عبدالهادي علام إن "المصريين خرجوا من تجربة السنوات الثلاث الماضية أكثر تصميما علي تصحيح مسارات بدت غائمة وخطيرة، ورشحت وطنهم لمصير غير معلوم وهددت هوية الدولة ووجودها للمرة الأولي في تاريخها". وأضاف "لقد خرج المصريون في30 يونيو الماضي وهم يريدون استرداد الدولة المسلوبة وفعلوها بدعم جيشهم الوطني، لكن أبواق الشر في الخارج رفضت خياراتهم وتعالت على انتصارهم لقيم طالما عاش المصريون في كنفها طويلا، رغم وجود شوائب نعترف بها ونقرها تعتري دولة المواطنة ودولة القانون". ولفت الكاتب إلى أنه بعد اختبار الدستور يومي 14 و15 يناير الحالي، أيقنت القوي السياسية أن المسار القائم لخريطة المستقبل في حاجة إلي تعديل، فكانت الدعوة لتعديلها من أجل البدء بانتخابات الرئاسة يليها انتخابات مجلس النواب، وهو ما يراه جموع المصريين أمرا حتميا لانتخاب رئيس يملك تفويضا شعبيا ويكون قادرا على التعامل بحسم مع ملفات حرجة، مثل الوضع الاقتصادي والبطالة والإرهاب الداخلي والوضع الإقليمي المضطرب والتهديدات على حدودنا التي باتت شأنا داخليا صرفا بفعل ما تصدره من جماعات إرهابية مارقة لا هم لها سوي تقويض مسار الإصلاح السياسي في مصر ودفن إرادة المصريين تحت ركام التفجيرات والتهديدات المتواصلة بإحالة حياتهم إلي جحيم. وأكد أن المصريين اليوم في واحدة من المرات التي يعرفون فيها طريقهم حتي وإن بدا للبعض أن هناك شوائب وغبارا يخيم على المشهد الحالي.. فالمصريون يستدعون وقفاتهم الوطنية في 1956 وفي حرب الاستنزاف وفي حربهم المجيدة عام 1973 من أجل الحفاظ على كيان دولتهم العريقة ومن أجل إنقاذ وحدة الوطن ومستقبله. واختتم الكاتب مقاله بالقول "لو أمتلك من يريد أن يقفز أو يصادر إرادة المصريين الشجاعة فعليه أن يظهر أمام الرأي العام ويعلن عن مواقفه بلا مواربة أو التفاف ويواجهون الشعب بما لديهم من مخاوف وهواجس وأن يوفر له بدائل تليق بدفاعه عن مستقبله وحريته ووسطيته وليس الاختفاء وراء عبارات تفتقر إلي البراهين التي تدعمها". وفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان (التنبه .. واليقظة) قال الكاتب محمد بركات "بعد جريمة الإرهاب الأخيرة التي راح ضحيتها فقيد الوطن والشرطة الشهيد اللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية، علينا أن ندرك جميعا أننا أمام جماعة إرهابية تحمل قدرا هائلا من الكراهية والبغض لمصر والمصريين وأنها تسعى بكل الطرق الإجرامية الجبانة لإلحاق الضرر البالغ بالدولة المصرية". وأضاف أن "تلك الجماعة الإرهابية انتابتها حالة من الجنون والسعار خلال الأيام والأسابيع الماضية بعد أن ثبت لها باليقين أن جرائمها وممارساتها الإرهابية أصبحت لا جدوى منها ولن توقف مسيرة الشعب المصري نحو استكمال خارطة الطريق وإقامة مؤسسات الدولة على أسس سليمة وصحيحة وهو ما تبلور في مشاركة المواطنين في الاستفتاء على الدستور ومن ثم إقراره ثم أصحب الشعب الآن في انتظار التوجه لصناديق الانتخاب لاختيار الرئيس". واختتم الكاتب مقاله بأنه يجب على الجميع توقع استمرار هذه الهجمات الإرهابية الشرسة لفترة ليست بالقليلة بل وعلى الجميع توقع زيادة وتيرة العنف والجرائم في ظل محاولات يائسة من تلك الجماعة الإرهابية لإيقاف مسيرة الشعب المصري نحو التحول الديموقراطي واستكمال خارطة المستقبل وهو ما يجب مواجهته بكل القوة والحسم واليقظة والتنبه. وفي مقاله (علامة تعجب) بصحيفة (الشروق) تحت عنوان (تسلم أيادي المبدعين) سلط الكاتب عماد الدين حسين الضوء على الاحتفالية التي أقامتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء بدعوة من وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير المجيدة. وقال إن "الاحتفالية شهدت استماع واستمتاع الحضور لمجموعة متميزة من الأغنيات الوطنية التي ألهبت حماس جميع الحاضرين خاصة أغنية (تسلم الأيادي)، والتي على رغم اتفاق أو اختلاف البعض مع تلك الأغنية إلا أنها بالفعل تثير الحماسة لدى قطاع عريض من الشعب المصري بمجرد سماعها، ما عدا بالطبع أنصار ومؤيدي جماعة الإخوان. وأضاف "ليست أغنية (تسلم الأيادي) وحدها التي لا يتفاعل معها أنصار ومؤيدو الجماعة، كذلك أغنية الفنانة القديرة شادية (يا حبيبتي يا مصر) كون أن فكرة الوطنية في حد ذاتها قد لا تكون موجودة أو إن وجدت فهي مشوشة". وأوضح الكاتب أن كلامه ليس معناه أنهم لا يحبون مصر، وإنما هم يحبونها كولاية إسلامية ولدوا وتربوا فيها ولا يعنيهم منها سوى ما يريدون تاركين وراء ظهورهم كل ما يستطيع أن ينمى بداخلهم الحث الوطني سواء عن طريق الفن أو الثقافة أو الأدب أو الرياضة، وهو ما يضاف إلى سلسة من الأخطاء القاتلة التي وقع فيها الإخوان وأنصارهم. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن "الإخوان يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم في أشياء كثيرة جدا حتى يبدأوا فهم مصر وأهلها وناسها".