جاء افتتاح شركة سبينيس مصر لفرعها بالساحل الشمالي في توقيت مثالي بالنسبة للظرف الاقتصادي الراهن الذي يستهدف فيه الاقتصاد المصري جذب استثمارات أجنبية مباشرة بما يضاعف معدل الاستثمار وعوائده باعتباره الهدف الرئيسي الراهن للمرحلة الحالية من برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري. وبداية نتعرف على الفرع المذكور، فالفرع هو رقم 13 من إجمالي فروع شركة سبينيس مصر وهي إحدى أهم الشركات الأجنبية العاملة في قطاع تجارة التجزئة منذ عام 2004 وشهدت الأربع سنوات الماضية ومع تولي مهند عدلي منصب الرئيس التنفيذي حالة من النشاط غير المسبوق حيث توسعت وتضاعفت أعمالها بنسبة تزيد على ال 200% من 2015 وحتى افتتاح فرع سبينيس الساحل الشمالي والذي يقع في "مول ريفيت" التابع لمجموعة صبور العقاريةبالقرب من مدينة العلمين الجديدة على مساحة 3000 متر مربع وهي مساحة كبيرة نسبيًا أتاحت للشركة توفير كافة الاحتياجات الغذائية والمستلزمات غير الغذائية المطلوبة لإعاشة الأسر المصرية المقيمة وأيضًا احتياجات الزائرين والسائحين والمصطافين المتوافدين على المنطقة في أوقات مختلفة من العام مع كثافة ملحوظة في أشهر الصيف. ولذلك فقد تجاوزت استثمارات هذا الفرع مبلغ خمسين مليون جنيه حتى تستطيع الشركة الوفاء بكافة هذه الاحتياجات والالتزام تجاه المستهلكين لتوفير كل ما يطلبونه والأهم بنفس الأسعار المعمول بها في كافة الفروع الأخرى دون أي زيادة من أي نوع. فعلى ما يبدو أن سبينيس قررت أن تتحمل فروق تكاليف النقل والتشغيل وغيرها لصالح تقديم خدمة مميزة لعملائها لتفتح لهم الباب للتعرف على مزايا فروع سبينيس من خلال فرع الساحل الشمالي، ولا يقتصر الأمر فقط على ذلك ولكن أيضا يتمتع الفرع بنفس المزايا السعرية التي تفرزها العروض المقدمة على السلع والمنتجات المختلفة سواء من خلال الأدوات التسويقية لسبينيس وحدها أو عبر المبادرات الوطنية التي تشترك فيها مع الجهات الحكومية المختلفة بهدف خفض أسعار سلة المنتجات الغذائية من وقت لآخر كما يحدث في المواسم الرمضانية كل عام وغيرها من الأوقات التي تنطلق فيها مثل هذه المبادرات. هذا الفرع باستثماراته وتوجهاته التي عرضناها يطرح نفسه كنموذج حي للاستثمارات الأجنبية المباشرة التي يمكن الاستناد إليها في ضرب الأمثلة على جاذبية البيئة الاستثمارية المصرية، خاصة وأن الفرع ممول استثماريًا من الأرباح المحققة للشركة وهو ما يعني أن الاستثمار في مصر ليس فقط عملية ضخ في اتجاه واحد ولكنه استثمار مُربح ومُنتج وقابل للتوسع الذاتي بقوة الدفع الإداري والمهارة والكفاءة في إدارة العمليات التشغيلية. صحيح أن وجود مهند عدلي بثقله وخبرته له دور بارز في نجاح سبينيس وقدرتها على مضاعفة أعمالها بتمويلاتها الذاتية ولكن من الصحيح أيضًا أنه يظل نموذجًا صالحًا للطرح والمناقشة في مناظرات جذب الاستثمار والمستثمرين الأجانب للقطاعات المختلفة الصناعية والتجارية والخدمية. وتزداد وجاهة هذه الخطوة بافتتاح فرع سبينيس الساحل الشمالي إذا علمنا أن شركة سبينيس تخطط لافتتاح الفرع الرابع عشر في مدينة السادات بالمنوفية بحجم استثمارات أكبر خلال الفترة القليلة القادمة ويليها قبل نهاية العام فرع ثالث بل إنها تطرح حاليًا رؤى وخطط لاستثمارات شديدة الضخامة تؤكد مصادرنا أنها بالمليارات وأنها من نوعية الاستثمارات العملاقة التي من المتوقع أن تغير المشهد العام في سوق تجارة التجزئة في مصر خلال الخمس سنوات القادمة.