قال إسلام الغزولي الباحث السياسي: إن المنطقة العربية لا تتحمل أي صراعات جديدة، مطالبًا الشعبين السوداني والجزائري أن يدركا التحديات القائمة، وأن يعملوا على مرور ثوراتهم بشكل فعّال دون إعطاء أي فرصة لمن يريد جر بلادهم لصراع وعنف مثلما حدث فى ليبيا وسوريا واليمن قائلا: "المنطقة العربية لا تتحمل أى صراعات جديدة وعلى شعوب السودان والجزائر أن يكونوا مدركين لذلك ويفوتوا الفرصة على من يريد جرهم للعنف وإسقاط دولهم". جاء ذلك في لقائه برنامج حقائق وشائعات، للإعلامية نانسي نور، بفضائية "سي بي سي إكسترا"، اليوم السبت، مؤكدًا أن ليبيا تعد بعد استراتيجي للدولة المصرية، والتوترات القائمة بها تؤثر بالسلب على مصر وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا، ومصر موقفها السياسية الخارجية واضحة وترتكز دائما على عدم إسقاط الدولة ومؤسساتها الوطنية ودعم الجيوش العربية لمنع انتشار الفوضى ومحاربة الإرهاب وتغليب الحلول السياسية والتفاوضية مع التأكيد دائما وابدا على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها دون أي تدخلات خارجية. وبالنسبة للوضع الليبي فان تفعيل الحلول السياسية مع مواجهة العناصر الإرهابية ومن ثم دعم الجيش الليبي الوطني فى محاربة الإرهاب والعناصر الإرهابية لمنع الانزلاق نحو حرب أهلية هو الغاية وهذا أمر كان واضح فى دعم المشير خليفة حفتر من أجل وحدة الأراضي الليبية ودعم الشعب الليبي من أجل القضاء علي الإرهاب. ولفت الغزولي إلى أن اهتمام مصر ودعمها للقضية الليبية كان من خلال رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإتحاد الإفريقي أيضا، بعد أن طرحت مناقشتها باللجان المختصة به، وذلك بقمة مصغرة بالقاهرة، مؤكدا على أن مصر تؤمن من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي بدعم تحرر الشعوب والحفاظ علي الأمن القومي وحل النزاعات بالحلول السياسية ودعم ما تقرره الشعوب الإفريقية بكل حرية. وأكد أن المجتمع الدولي ليس فى حاجة لأدلة للإرهاب فى ليبيا لأنه واضح للعيان، مؤيدا أي دعوات بشأن محاربة العناصر الإرهابية والفاسدة في ليبيا، خاصة فى ظل مساعي بعض القوى الإقليمية لتصوير الأمر بأن محاربة الإرهاب فى ليبيا خروج عن الشرعية وهذا أمر غير مقبول إطلاقا، مشيدا بدعم الرئيس الأمريكي ترامب للمشير حفتر مؤكدا على أن ذلك يتوافق مع رؤية القيادة السياسية المصرية والأمريكية نحو محاربة الإرهاب. قائلا:" الجيش الليبي الوطني يحارب الإرهاب وفق القانون من أجل الشعب ". وتطرق بحديثه نحو المطامع الإيرانية والتركية وقطر بالمنطقة الليبية مثلما حدث فى اليمن ومحاولتهم دعم الحكومة الحالية الإخوانية وتصوير الأمر وكأن محاربة الإرهاب خروج عن الشرعية، مؤكدا على أن وجودهم بالمنطقة لتحقيق أطماعهم، وسمعنا مؤخرا عن ضبط سفينة إيرانية محملة بالأسلحة قرب السواحل الليبية. وفى إطار التحركات الشعبية في الجزائر قال الغزولي:" لابد أن يعي الشعب الجزائري أن المنطقة بها العديد من التحديات ولابد من تفويت الفرص علي كل من يريد جرهم للعنف وعدم المغالاة فى المطالب"، مؤكدا على أن سقوط الدول يحدث فى مثل هذه الفترات التى يكون للشعوب تحمس كبير ومغالاة فى المطالب مما يدخل فى إطار العنف والفوضى من جانب بعض القوى لاستغلال مثل هذه الأحداث، ورأينا ذلك فى ليبيا واليمن وسوريا، والمؤكد أن الشعب الجزائري يدرك تحدياته ولكن لابد أن يعي الظروف الكاملة بالمنطقة، وأن الإصلاح والتغيير يحتاج لبعض الوقت. وأكد أن ذلك لا يمنع من أن يتم احتواء المطالب الوطنية فى الجزائر ولكن دون مغالاة أو إعطاء فرصة للمخربين أن يكونوا فى الصورة، وأن يتم الحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة الأراضي، وهو الأمر الذي ينطبق علي السودان أيضا خاصة أن التحديات واحدة، ولابد أن يتم التفاعل مع التغيير بشكل جيد دون أى عنف أو فوضى حرصا علي الشعب السوداني قائلا: "لابد من الحفاظ علي الجيش السوداني والاستجابة من المجلس العسكري للمطالب الوطنية والشعب السوداني عليه أن يفوت الفرصة على أى محاولة للفوضى أو العنف أو إسقاط الدولة". وأشار إسلام الغزولي إلى ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن ما تشهده المنطقة العربية يعد الأسوء منذ 120 عاما ويزيد عن ما وجهته الأمة العربية خلال نكسة 1967. مشيرا إلى أن التوافق العربي هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة.