عرفت أمنية المعاناة منذ العاشرة من عمرها؛ حيث كانت تصطحبها والدتها أثناء قيامها بتنظيف سلالم العمارات والمنازل فى الأعياد والمناسبات المختلفة. تقول «أمنية» صاحبة ال22 سنة: «كنت أجلس منتظرة انتهاء والدتى من العمل، لنعود للمنزل ببضع جنيهات وشنطة بلاستيكية مليئة ببقايا طعام إحدى الساكنات، ليأتى علىّ الدور بعد 6 سنوات فور مرض والدتى وإصابتها بالغضروف؛ وأمام ضعف والدتها وحاجة أخيها المستمرة، كان لها أن تقوم بعمل والدتها فى تنظيف البيوت، فلم تتعلم شيئا فى حياتها سوى هذه الأعمال المنزلية، ولكن كان مصيرها مختلفًا تمامًا عما كانت عليه والدتها؛ فتقول أمنية: «تعرضت لإهانات عدة؛ فعرفت فعلمت الذل الذى كانت تتحمله والدتى نيابة عنا». وتابعت أمنية: «تعرضت لظلم من أناس كنت أعمل لديهم فبعد شهر من عملى عند إحدى ساكنات منطقة فيصل؛ بلغت عنى صاحبة الشقة قسم الشرطة لاختفاء خاتم ذهب من منزلها؛ لتجده بعدها بيومين فى أحد جيوب حقيبتها؛ ولكن بعدما أهانتنى وطرحنى زوجها أرضًا من كثرة ضربه؛ لم تُقدر ضعفى وقلة حيلتى ومرض أمى التى أصبحت طريحة الفراش؛ تركت العمل بالمنازل منذ ذلك الوقت، ولم يكن أمامى سوى العمل كعاملة نظافة بإحدى المدارس بفيصل، والتى تبعد عن منزلنا بحى الهرم؛ فأنفق نصف راتبى الذى لم يتعد 900 جنيه شهريًا على المواصلات لطريق العمل، ليصبح حلمى الآن هو امتلاك عربة أتمكن من خلالها من بيع «سندوتشات» الكبدة أمام منزلى، فبقدر بساطة حلمى عند البعض إلا أننى لا أملك القدرة المادية على تحقيقه».