تخرجت في كلية آداب قسم فرنسي .. وتعمل حالياً علي عربية كبدة وسجق في مصر الجديدة ريم المرشدي: فخورة جداً بعملي لأنني متمسكة بحلمي عند دخولك لشارع طرابلس بمدينة نصر ستجد نفسك تتجه بشكل لا إرادي نحو رائحة طعام شهي ، وستجد أمامك زحاماً كبيراً علي عربية كبدة وسجق تُديرها ريم المرشدي أو "ريموشا" خريجة كلية آداب قسم لغة فرنسية. وبدأت الحكاية ريم منذ أن كان عمرها 14 سنة عندما اتكشفت حبها بالمطبخ وبدأت تتعلم طهي الأكلات وتتقنها، وبعد تخرجها من الجامعة عملت بعدة وظائف مختلفة منها مدرسة لغة فرنسية و "تلي سليز" و سكرتيرية وبعد ذلك اتجهت لتحقيق حلم حياتها وهو بيع الكبدة وسجق . وتحكي صاحبة عربية الكبدة قصتها قائلاً: أشعر بأن هناك فرق بين "ريم المرشدي" و "ريموشا"، فالأولي علي الرغم من أنها فتاة جريئة وحازمة إلا أنها لم تستطيع أن تتخذ خطوة نحو تحقيق حلمها، علي عكس "ريموشا" التي أصرت أن تتبع شغفها وتبدأ بعمل مشروعها، فعندما مرضت أمي تركت عملي وجلست معاها لما يزيد عن 8 سنوات وبعد وفاتها بفترة طويلة قررت أن أبدا من جديد من خلال عربية الكبدة والتي اطلقت عليها "ريموشا" ذلك الاسم الذي يناديني به أصدقائي منذ أن كنت طالبة. وأكملت ريم حديثها :بأنني بدأت منذ سنة ونص، ومنذ اليوم الأول و أنا أشعر بمنتهي الفخر بما أقوم بيه علي الرغم من البداية لم تكن موفقة وكان يمكن أن ينتهي اليوم بعد العمل منذ الساعة 2 ظهراً وحتي 11 مساءاً وكل ما أحصل عليه هو 30 جنية فقط، وكانت أمام العربية طاولة واحدة فقط حولها كرسيين علي أمل أن يأتي زبائني علي عكس الآن .. ففي عديد من الأوقات يقف الناس منتظرين أن يجلسوا علي أحدي الطاولات، وكنت اصاب كثيراً بالاكتئاب والحزن نتيجة عدم نجاح المشروع ، وفكرت عدة مرات في إنهاءه ولكني تراجعت بسبب يقيني التام أن الله سيوفقني، وهذا ما حدث معي بالفعل فبالصدفة البحتة قابلت مذيع في راديو "ميجا أف أم" وأجري معي حواراً وسمعني أحد معدي برنامج العاشرة مساءاً وتواصل معي، ومن هنا بدأت شهرة حلمي لدرجة أنه من كثرة الزحام "بيخلص كل الأكل اللي طبخته بعد ما بفتح بكام ساعة" مما يدفعني لأن أذهب لمنزلي الملاصق للعربية وأقوم بتحضير وطهي كميات جديدة مرة أخري . وأضافت ريموشا أكثر ما أسعدني هو فرحة الناس بأنني استطاعت تحقيق حلمي بالإضافة إلي رضاهم عن الطعام الذي أقدمه، ودائماً استمع لتعليق "إنتي بنت ب100 راجل" و " إنتي شجاعة وجرئية جدا"، لكن من التعليقات التي لم انساها مطلقاً هي تلك الجملة التي ألقاها لها أحد البائعين بعد افتتاحها مشروعها ب4 أيام حيث قال لها "إنتي مش مقامك إنك تبيعي سندوتشات كبدة وسجق للبوابين"، فعلي الرغم من أن تلك الكلمات لم تحبطني أو تجعلني اتراجع عن حلمي إلا أنها كنت موجعة للغاية. وختمت الفتاة الجريئة حديثها قائلاً ليس لدي أي خطط مستقبلية سوي أن أقوم بتوسيع "ريموشنا"، و أن أظل كما أنا أعمل بيدي و أطهي ولا اتكبر أو اتغير، واتمني أن يتمسك كل فرد بحلمه وشغفه ويسعي لتحقيقه مهما كبر سنه.