داخل غرفة تملؤها روائح الأدوية ومنزل يحمل في طياته سنوات المعاناة والمرض وعلى سرير من الخشب تجتمع مأساة شاب يدعى عمر محمد زيدان من مركز جهينة غربي محافظة سوهاج نتيجة قطع في النخاع الشوكي إثر حادث سير تسبب في إصابته بشلل نصفي أعجزه عن الحركة. يقول عمر محمد زيدان ل"التحرير"، في عام 2014 كنت ذاهبا إلى مدينة سوهاج فانقلبت السيارة الميكروباص بي وتسبب الحادث في قطع بالنخاع الشوكي وعدم القدرة على التحكم في البول والبراز وأصبح جسمي مليئا بقرح الفراش فأنا لست موظفا كي أتعالج على حساب التأمين الصحي، وليس لي أي دخل على الإطلاق سوى 450 جنيها معاش تضامن اجتماعي ولا أستطيع تحمل نفقات علاجي الباهظة من أدوية وذهاب للأطباء والمستشفيات لتلقي العلاج. ويضيف، زيدان: كنت من ينفق على أسرتي كوني وحيدا ومتزوجا ولدي طفلان وتعيش معي أختي ووالدي المسن واليوم أنا طريح الفراش أنتظر من يحنو عليّ بزكاة ماله فأنا لا أملك من حطام الدنيا شيئًا حتى ان المنزل الذي أعيش فيه ملك لأحد أقاربي وهو يحتاجه الآن وليس لدي منزل، فقد بعت كل ما أملك في سبيل العلاج وما زلت طريح الفراش بل والأدهى من ذلك أنني مطالب بسداد ما يقرب من 50 ألف جنيه ديون قديمة أنفقتها في العلاج ولا أملك منها عشر جنيهات. وذكر عمر: "ناشدت الجميع مساعدتي عدة مرات لكن دون جدوى في أن يستمع لي أحد ويساعدني رغم أني لا أملك معالجة نفسي من آثار هذا الحادث"، متابعا: "أنا عايز أعيش حياة كريمة ودخل شهري أستطيع من خلاله الإنفاق على أسرتي وأحافظ على نفسي خلاص مش عايز أمشي تاني بس ميحصلش معاي مشاكل صحية أخرى". وتابع: زوجتي لديها 26 عاما تقوم على خدمتي لأكثر من عامين ونصف هي ذنبها إيه تتعذب معايا، أنا مش قادر أشتري حفاضة، وبعمل حمام على نفسي، وزوجتي هي اللي بتنظفني". ووجه المواطن المريض رسالة إلى الرئيس عبدلافتاح السيسي يستغيث به لتوفير علاج على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن سعر علاجه ارتفع إلى الضعف ويكلف 3 آلاف جنيه، واستكمل: "مش قادر أجيب العلاج أنا باخذ 450 جنيه من الدولة أكل منهم ولا أجيب علاج، أنا عايز أعمل عمليةوقالولي هتصرف ملايين في الخارج في حين أنا مش قادر أشتري حفاضة وساكن في بيوت الناس هسافر برة إزاي، نفسي في كشك آكل منه عيش أنا وأسرتي وأتعالج منه".