«المؤلفين والملحنين» ترحب بالحفل.. وورثة كمال الطويل «موافقون» منظم الحفل: الجمهور سيشهد مفاجأة مدوية.. بإحساس وجود «العندليب» ورثة «العندليب» يحولون «الحلم» إلى كابوس «شبانة»: وجهت إنذارًا قضائيًا لوقف الحفل ونرفض إقامته إلا بشروط ظهور «حليم» بعد وفاته على المسرح.. ليست المرة الأولى في مصر يُقام اليوم الجمعة، على خشبة قاعة مسرح المنارة بالتجمع الخامس، حفل «الحلم» الذي يجمع المطربة اللبنانية كارول سماحة، بديو غنائي عبر تقنية «الهولوجرام» مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وعلى الرغم من الترحاب الشديد بالفكرة، ونفاد معظم تذاكر الحفل، إلا أنه تسبب في عدة مشكلات مع ورثة عبدالحليم حافظ، حيث لم يستطع منظمو الحفل الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف. بحسب المتابعين سيكون الحفل بمثابة تتويج لانتشار تقنية «الهولوجرام» على مسارح مصر، بعد أن كان يتم استخدامها بشكل محدود طوال السنوات السابقة، ليستطيع بعد ذلك جمهور الألفية الثالثة، حضور حفلات مطربي الفن الأصيل، أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وغيرهم من أساطين الغناء، الذين لم يحالفنا الحظ حضور حفلاتهم. «البوابة» تستعرض خلال السطور المقبلة، مناقشة أزمة الحفل مع أطرافها، وتعريف الجمهور بتقنية الهولوجرام وكيف يمكنها استحضار الماضي بين يديك؟ قال الموسيقار صلاح الشرنوبي، عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين، إنه للأسف الشديد تتم ممارسات كثيرة لكل رموز مصر بدون ردع، أو العودة إلى من يهمه الأمر، ونحن كمجتمع مصري لا نعرف قيمة قانون حماية الملكية الفكرية، من حيث حق المؤلف وحق الملحن وحق السيرة الذاتية للفنان نفسه، كذلك حق الناشر وكل الأدبيات الخاصة بكل جزء. وأضاف: «ما قام به محمد شبانة نجل شقيق عبدالحليم حافظ، من رفع دعوى قضائية ضد كارول سماحة ومنظمي حفلها، له فيها كل الحق في الحفاظ على تراث عمه من حيث الحقوق الأدبية والمالية، وأسانده، ودورنا في جمعية المؤلفين والملحنين هو ما يتعلق في تجاوزات اللحن والتأليف، وغير ذلك فهي حقوق قانونية تخص الورثة». بينما أكد الشاعر فوزي إبراهيم، أمين صندوق جمعية المؤلفين والملحنين، أن حفل كارول سماحة له شقان، الأول خاص بالأداء العلني بما يخص الجمعية، وتم استخراج التصريح اللازم لهذا، وتمت الموافقة على جميع الأغاني التي سوف يتناولها الحفل، سواء كانت الفقرة الأولى التي تخص كارول سماحة نفسها والفقرة الثانية التي سوف تكون بالهولوجرام، وتم دفع قيمة التصاريح لها بالفعل. من جانبه قال زياد الطويل، نائب جمعية المؤلفين، نجل الموسيقار الراحل كمال الطويل، الذي سوف يتناول الحفل ألحانه: «جميع دول العالم الآن تعتمد على هذا التطور الجديد في الحفلات الكبرى، ولابد أن نشجع هذا التطوير ولا يوجد أي اعتراض من جانبي كوريث لكمال الطويل على الحفل». وأضاف: «فيما يخص الهولوجرام، نحن رأيناها من قبل في عدة حفلات، ونجحت بشكل كبير بين الجمهور، وهذا يؤكد على أن هذه النوعية الجديدة من الابتكار لابد أن نساندها ولا نحاربها، لأن الحفل لو تم تقديمه بشكل جيد سوف يكون إضافة جديدة بشكل فني جديد لمصر، خاصة وأن هذه الحفلات لاقت إشادة واسعة من مختلف الأعمار». وعما يخص ورثة عبدالحليم حافظ ورفعهم لدعوى قضائية على منظمي الحفل قال: من حقهم رفع دعوى قضائية، لكننا كورثة لكمال الطويل لا نقوم بذلك إلا في حال التجاوزات أو الإخلال بالفن وتقديمه بشكل لا يتناسب مع شكله الأصلي، والذي سوف يقدم في الحفل هو صورة عبدالحليم نفسه وهو يغني كما لو كان موجودًا وهذا ليس به أى تجاوز أو إخلال، لذلك لابد من التصالح بين الورثة ومنظمي الحفل لكي نرى حفلاً فنيًا جديدًا يضيف لنا جميعًا». أكد أحمد محمد محفوظ، المنتج الفني لعرض «الهولوجرام» أن كل الموارد المطلوبة لإنجاز الحفل، تحت أيدي الشركة، مثل ملابس عبدالحليم وصوره وإكسسواراته (السلسلة والخاتم وغيرهما)، كما أتيح للشركة لقاءات مع أقارب عبدالحليم والموسيقيين الذين عملوا معه ليحكوا أدق التفاصيل واللافتات وحركات الجسد عند العندليب، حتى تتمكن الشركة من إنتاج الشخصية بشكل واقعي يصدقه الجمهور.. وشرح «محفوظ» كيفية تحضير شخصية هولوجرام لشخص متوفى، مشددًا على أنها عملية صعبة للغاية، لكى تصدق أنك تشاهد الشخص بعينه وبشكل حقيقي، أنت تشاهد 3 أشياء، الإكسسوارات والملابس التي اعتدت على رؤيته بها، الشيء الثاني هو شكل وملامح الشخصية وتعامله مع نفسه، فعبدالحليم دائما ما كان يضع يده اليسري ويعدل من وضع شعره ولا يستخدم اليمني، وكان بهذه الحركة يأخذ اللحن من عازف القانون الجالس خلفه بإشارات متفق عليها، أما التفصيلة الثالثة فهي روح الشخصية، وحضورها على المسرح، هذا ما يخلق في النهاية صورة قابلة للتصديق لنجم لم يعد بيننا الآن». أما الخطوات التقنية، فأوضح محفوظ أن الشركة تبدأ من الصور الحقيقية للشخص ثم تبنى هذه الصورة برسم ثلاثي الأبعاد «ثم نجعله يرتدي ملابسه المعروفة لدى الناس، ثم نأتي بأشخاص (مذاكرين حركاته) لتطبيق حركات الجسد في تحركات الشخصية على المسرح، ثم مرحلة مزامنة الشفاة وحركات الجسد واليد مع الغناء ثم مرحلة التلوين والمؤثرات البصرية للظهور والاختفاء والتفاعل مع كارول سماحة على المسرح». وشدد محفوظ على أن حفل 19 أبريل، سيشهد مفاجأة مدوية لها علاقة بظهور وغناء كارول، لافتا إلى أن منظمي الحفل يأملون أن يصل للجمهور إحساس أكبر من الصورة المجردة «نريد أن يصل الجمهور إلى الإحساس بالتجربة التي لم يعايشها أحد منهم من قبل، وهي حضور حفل لعبدالحليم حافظ». ضجة كبيرة حدثت في الوسط الفني منذ الوهلة الأولى التي أعلنت فيها شركة «سكاى برودكشن» عن اعتزامها إقامة حفل فني ضخم بمركز المنارة يجمع الفنانة اللبنانية كارول سماحة، ويستحضر فيها شخصية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، من خلال تقنية «الهولوجرام» التي تستخدم للمرة الأولى في مصر بحفل «الحلم»، المقرر إقامته يوم الجمعة المقبل بمركز المنارة للمؤتمرات، والتي يتم فيها تجسيد شخصية العندليب من خلال تلك التقنية التى توحى للمشاهد بأن العندليب حاضر على خشبة المسرح من خلال شكله وجسده وصورته وهيئته. وبالرغم من الإشادة الكبيرة التى لقاها الإعلان عن الحفل من قبل محبى وعاشقى «العندليب» والفنانة اللبنانية كارول سماحة، إلا أن الكواليس تشهد العديد من المفاجآت والخلافات التي وصلت إلى حد ساحات القضاء، والمطالبة بوقف الحفل، والتي كان أبطالها ورثة عبدالحليم حافظ، المنتج محسن جابر، مالك شركة عالم الفن، وشركة «سكاي برودكشن» التي كانت المالك الأول للفكرة والمنظم له. بدأت الأجواء تحتد عقب تصريحات ورثة العندليب، بعدم أحقية الشركة بإقامة الحفلة، لأنهم لم يحصلوا على حقوقهم كالمستفيد الوحيد والمفوض الوحيد بحق استغلال صوت وصورة وأداء عبدالحليم حافظ، لتأتي شركة «سكاي برودكشن» وتنفي الأمر برمته وتأكد بأنها قامت بالحصول على جميع التنازلات والحقوق التي تؤهلها لإقامة الحفل، وتأتي المفاجأة الأكبر التي فجرها المنتج محسن جابر، بإصداره بيانًا صحفيًا يؤكد فيه امتلاكه ل80٪ من أسهم شركة «صوت الفن»، التي تملك جميع أغانى الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وأن ما يدعيه محمد شبانة ابن شقيق العندليب، عار تماما من الصحة، حيث لم يتم مخاطبته منذ أكثر من سنوات. وأضاف «جابر» في بيانه أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد محمد شبانة لما وجهه له من تهم يعاقب عليها القانون، وبما نشره في الإعلام من وقائع لا تمت للحقيقة بشيء، وأضاف «لم ولن أنسى مقولة الراحلة علية شبانة، شقيقة الفنان عبدالحليم حافظ، وهى توقع عقد بيع حصتها لي في شركة عبدالحليم حافظ، بحضور محمد شبانة، أنني لن أجد أحسن منك ليصون ويحافظ على تراث عبدالحليم». من جانبه، قال محمد شبانة، ابن شقيق العندليب الراحل، فى تصريحات خاصة ل«البوابة»، إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا من مصطفى شفيق، مدير الإنتاج بشركة «سكاي برودكشن» منذ عدة أسابيع يطلب منه مقابلته لعمل حفل بتقنية «الهولوجرام» للعندليب الراحل، وبالفعل توجه لمقر الشركة بمنطقة المهندسين، وسأله عن ثمن استغلال الشركة لأربع أغانٍ من أغنيات العندليب لإقامة حفل خاص موعده شهر أبريل الجاري، دون أن يبلغه بمشاركة المطربة اللبنانية كارول سماحة في الحفل، وعرضت الشركة مبلغ 100 ألف جنيه فقط، وهو ما لا يتناسب مع قيمة عبدالحليم، خاصة وأن آخر حفلات العندليب كان قد تقاضى فيها مبلغ 25 ألف جنيه عام 1977، وهو ما جعله يرفض ذلك لأنه لا يريد أن يخفض من مكانة حليم. وأضاف: «بعدها انقطع التواصل بينى وبين الشركة، وتفاجأت مؤخرًا بالإعلان عن إقامة الحفل، وهو ما شكّل لى صدمة كبرى لأن الموافقة يجب أن تكون من خلال الورثة فقط، وعند استفسارى وجدت أن الشركة قد أخذت موافقتها وحقوق البيع من قبل شركة «عالم الفن» لمالكها محسن جابر، والتى أخذت حق استغلال جميع ممتلكات شركة «صوت الفن» ما عدا أغنيات عبدالحليم، الذى لم يقم ببيعها قط، وهو المخالف لبنود التعاقد مع الشركة، والذى ينص على استغلالهم للمطبوعات كشرائط الكاسيت والأسطوانات فحسب». وتابع: «شركة عالم الفن تأخد حقوق ورثة عبدالحليم،لاستغلالهم للأغانى من خلال شركات الاتصالات وعرضها على الإنترنت و«الآى تونز» وغيرها، من الحقوق المهضومة لنا، والتي طالما طالبنا بها دون جدوى، ومن هنا قمت بتوجيه إنذار للشركة ولمركز المنارة، بضرورة وقف تلك الحفلة حتى يتم عمل اتفاق مع الورثة، الذين في يدهم قرار الموافقة على إقامة الحفل من عدمه». مؤكدًا: «ورثة الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل، لم تقم برفع دعوى قضائية ضد الحفل، لحصولها على حقوقها كاملة، لأن الشركة قامت بالحصول على موافقة جمعية الموسيقيين، من خلال سداد جميع المستحقات لهم بناءً على توجيهاتى عندما قاموا بعرض الفكرة عليّ». وردًا على ما أكده أحمد محمد محفوظ، المنتج الفني لحفل الهولوجرام، من أن كل الموارد المطلوبة لإنجاز المشروع الصعب موضوعة تحت أيدي الشركة، مثل ملابس عبدالحليم وصوره وإكسسواراته «السلسلة والخاتم وغيرهما»، كما أتيح للشركة لقاءات مع أقارب عبدالحليم والموسيقيين الذين عملوا معه، ليحكوا أدق التفاصيل واللافتات وحركات الجسد عند العندليب، حتى تتمكن الشركة من إنتاج الشخصية بشكل واقعي يصدقه الجمهور، قال محمد كمال الشناوي، أحد ورثة العندليب: «هذا الكلام عار تمامًا عن الصحة، والشركة لم تحصل على أي شيء من ممتلكات حليم كملابسه أو إكسسواراته أو غيرها، كما أن تفاوضهم مع العائلة لم يتم قط، وهذا الأمر مخالف تمامًا للقانون لأن إقامة الحفل يجب أن تتم من خلالنا، لأن لا أحد يملك أحقية استغلال صوت وصورة وأداء حليم سوى ورثته، لأنه لم يبع حقوق ملكية أغنياته لأحد». وأضاف، أى ظهور لأحد مقتنيات حليم داخل الحفل ستكون مقلدة وليست مقتنياته الحقيقية، وشدد بضرورة إرجاع الحقوق إلى أصحابها، وإظهار الأوراق التي تؤكد حصولهم على الموافقات من الورثة إذا كانوا يملكونها حقًا. روج القائمون على حفلة «الحلم» التى تجمع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بالعندليب عبدالحليم حافظ، إنها الحفلة الأولى من نوعها في مصر التي تقدم تلك الخاصية على المسرح مع مطربة لتكوين ديو غنائي، مما جعل قيمة تذاكر الحفل باهظة الثمن. إلا أن الواقع أنها ليست الأولى من نوعها، لأن حفلات الهولوجرام بدأت في مصر أولى مرة عام 2014، عندما نظمت وزارة السياحة المصرية حفلاً بعنوان «الليلة الكبيرة» في محكى القلعة، وجمعت خلال الحفل مجموعة من كبار مطربي الزمن الجميل مثل: أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، لجذب السائحين العرب خلال الشهر الكريم والتأكيد على استقرار الأوضاع فى مصر، خلال شهر رمضان الكريم. كما تم تقديم عدة حفلات خارج مصر ظهر فيها عمالقة الفن المصري، مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، والتي تواصل حينها منظمي الحفل مع الورثة، ودفع مستحقاتهم المالية، والتي كان آخرها حفل لأم كلثوم مهرجان شتاء طنطورة الثقافى بالعلا، بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا على خشبة مسرح المرايا، لتغنى 4 أغنيات من أهم ما قدمت للجمهور العربي، وهي «أنت عمري» و«ألف ليلة» و«سيرة الحب» و«لسه فاكر»، بصورة حية ثلاثية الأبعاد، تصاحبها على المسرح «أوركسترا صوت مصر». واستعانت الشركة المنظمة للحفل بالفنانة صابرين نظرا للتشابه الكبير بينها وبين كوكب الشرق، في الملامح فضلا عن تجسيدها مسلسل «أم كلثوم» عام 1999، حيث سجلت عدة أغان لكوكب الشرق، التي أذيعت في الحفل حيث يتم عرض حركات وجه وشفاه صابرين مع صوت أم كلثوم وكأنها موجودة على المسرح. الجدير بالذكر أن تقنية الهولوجرام عبارة عن صور تجسيمية تعتمد على تقنية لإعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها المختلفة في الفضاء المطلق، حيث تعتمد على الموجات الضوئية، التي تتولى مسئولية التصوير ثلاثي الأبعاد للأجسام بكفاءة عالية، حيث تلتقط جزئيات الضوء المتناثرة على جسم ما، ومن ثم عرضه على هيئة صورة ثلاثية الأبعاد مطابقة لشكل الجسم الحقيقي. وتقوم فكرة عملها على حدوث تصادم بين الموجات الضوئية والشيء، الذي يرغب في عرضه، حيث يقوم جهاز الهولوجرام بتخطيط الجسم المراد تصويره ثم نقل المعلومات اللازمة حوله، ويتيح إمكانية تكرار إنشاء الموجة مرة أخرى في حالة إضاءة جهاز الهولوجرام، ولم تقتصر هذه التقنية على أجهزة الهولوجرام حيث أصبح بإمكان التطبيقات العادية على الهواتف الذكية بتوفير تقنية الصورة المجسمة للمستخدمين العاديين بأدوات بسيطة. واكتشفت تقنية الهولوجرام عام 1947 على يد العالم دينيس جابور حينما أراد تحسين قوة تكبير الميكروسكوب الإلكتروني، وبسبب موارد الضوء، التى لم تكن متماسكة في ذلك الوقت أدى إلى تأخير ظهور التصوير التجسيمي إلى عام 1960 وقت ظهور الليزر، وبعدها ب7 أعوام استطاع العالمان جيوديس أوباتنكس وأيميت ليث بجامعة ميشيجان، عرض أول هولوجرام بعد إجراء عدة تجارب.