يستضيف بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة؛ التابع لمكتبة الإسكندرية، ندوة حول كتاب "وثائق ناصر"، وذلك في تمام الساعة السادسة مساء الخميس المقبل. يقدم الكتاب، الدكتور جمال خالد عبدالناصر، ويتحدث عن محتويات الكتاب التي ضمت يوميات جمال عبدالناصر في حرب فلسطين 1948م، وكتاب فلسفة الثورة والميثاق، وبيان 30 مارس 1968م. ويذكر جمال خالد عبدالناصر، أن مصر احتفلت خلال عام 2018م، بمئوية جمال عبد الناصر، وأنه يشرف بالانتساب إليه. ويتذكر عندما سأله والده خالد عبدالناصر يومًا عن أهم ما يميز شخصية جمال عبدالناصر، فأجابه: أن القدرة على تحمل المسئولية، وعدم الضعف أمام ملذات الحياة، والقابلية للتعلم واكتساب الخبرات طيلة الوقت، وتلك الطاقة الجبارة على التحدي هم أهم ما يميز جمال عبدالناصر. وأوضح أن "عبدالناصر" كان واسع الاطلاع في شتى المجالات، وكان يولي أهمية خاصة للاقتصاد، وبلا شك كان مطلعًا على تطورات عملية صياغة النظام الاقتصادي العالمي بعد معارك الحرب العالمية الثانية، والكيفية التي جرت بها عملية إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وكانت معركة تأميم قناة السويس في عام 1956م واحدة من أكبر معارك جمال عبد الناصر، وقد حدثت بسبب رفض الولاياتالمتحدة تمويل مشروع بناء السد العالي عبر قرض من صندوق النقد الدولي. وبعد خروج مصر منتصرة من حرب عام 1956م، بدأ جمال عبد الناصر في تمصير الاقتصاد المصري، واسترداده من الأجانب، وجاءت قرارات يوليو 1961 الاشتراكية لتأكيد اختيار جمال عبدالناصر للطريق اللارأسمالي في بناء اقتصاد مصر. وقرأ جمال عبدالناصر المستقبل لذا قرر تحويل مصر لدولة صناعية قادرة على المنافسة، ومن أجل تسويق المنتجات المصرية قام بمد النفوذ السياسي المصري في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وارتبط بناء التجربة المصرية والنموذج الذي تقدمه مصر في محاربة الاستعمار بقدرة مصر على التنمية الاقتصادية الإنتاجية المرتكزة على الزراعة والصناعة، ورفض تبعية الاقتصاد المصري للاحتكارات الرأسمالية العالمية مما سيؤدي لارتهان الإرادة السياسة المصرية للغرب. وتحدث كثيرًا عن تعدد أنماط الاستعمار من استعمار مسلح إلى استعمار اقتصادي إلى استعمار فكري وثقافي، وقد حاول طيلة حكمه الحفاظ على إرادة مصر حرة وغير خاضعة للقوة العظمى، بل سعى لتحويل مصر لقوة عظمى في إقليمها، وعبر كل دول العالم الثالث، وقدوة لكل دول العالم الثالث. كان عبدالناصر طموحًا، وحالمًا، لم يتوقف عن الحلم حتى لحظة وفاته، فتمتع بعد وفاته بشعبية جارفة على امتداد الوطن العربي لم تحدث من قبله، فلقد أحب العرب فيه روح التحدي والصمود والقدرة على المواجهة، أحبوا فيه قدرته على التعبير عن مصالحهم، فلقد ظل عبدالناصر حتى آخر يوم في حياته مخلصًا لطبقته، وللفقراء الذين ثار من أجلهم، عاش ومات مدافعًا عنهم.