كشف الدكتور يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح أن المؤتمر الفكري الذي يقام في هذه الدورة تحت عنوان" نقد التجربة ".. همزة وصل المسرح المصري في الفترة من( 1905 - 1952 )": لم يأت لمجرد توثيق هذه الفترة مسرحيا وأرشفتها، إنما جاء وفقا لما فكرت فيه الهيئة ليكون مراجعة نقدية قوية في سياق ما يعرف بنقد النقد لتجربة المسرح المصري، تتعرف على الماضي بكل دقة، لتعرف مكانها من الحاضر، وتستشرف المستقبل، لنمضي في مسرحنا على نور العلم، مسلحين بوعي نقدي عميق. وأضاف عيدابي خلال المؤتمر الصحفي المنعقد الآن بأحد فنادق القاهرة حول تفاصيل الملتقى الفكري لمهرجان المسرح العربي: أن الهيئة حين فكرت في التجربة المسرحية المصرية قررت البدء من 1905 وهو التاريخ الذي بدأ فيه المسرح المصري يحقق هويته مع أول فرقة مسرحية مصرية وهي فرقة الشيخ سلامة حجازي. وأشار د. عيدابي إلى أن المسرح المصري استحق هذه الوقفة من وجهة نظر الهيئة العربية نظرا لدوره الفاعل في التأثير على المسرح في الكثير من الدول العربية، حيث استطاع نقل تجربته الرائدة والمهمة إلى هذه الدولة على يد عدد من الأساتذة والرواد ومنهم زكي طليمات. وأوضح عيدابي: أن المسرح العربي أخذ الكثير من ملامحه في البدايات من المسرح المصري الذي أسهم في تطوير وتنمية التجربة المسرحية العربية. وتابع عيدابي: أن الملتقى الفكري يضم أوراقا مهمة من 37 باحثا أكاديميا، فيما شارك عدد من الباحثين الآخرين عن طريق المسابقة التي أعلنت عنها الهيئة العربية للمسرح واشرفت عليها اللجنة العلمية المنبثقة منها، وشدد عيدابي: على أن محاور الملتقى لا تستهدف التوثيق فقط، وإنما نقد التجربة والوقوف عليها بشكل علمي يمكن البناء عليه لرؤية المستقبل، ليس مستقبل المسرح المصري فحسب وإنما مستقبل المسرح العربي أيضا، علينا من أجل ذلك أن نقرا جيدا وأن نتجادل مع الماضي،مشيرا إلى أن الملتقي يضم 11 إصدارا مسرحيا لتغطية الهموم المسرحية التي يناقشها الملتقي وتدور حولها محاورها. ومن جانبه قال د. سيد علي إسماعيل منسق اللجنة العلمية وأستاذ المسرح بجامعة حلوان: إن الملتقى الفكري الذي تشهده هذه الدورة، بمحوره المهم يعد غير مسبوق على كل المستويات حيث لم تسع جهة أو موسسة أكاديمية أو غير أكاديمية لمناقشته ومحاولة الإلمام به، وإن ما قدم في توثيق ومناقشة هذه الفترة المظلمة من تاريخ المسرحي لم يعد كونه جهدا فرديا قدمه أفراد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التصدي لهذا الموضوع المهم من قبل هيئة. وقدم اسماعيل التحية للهيئة العربية للمسرح لإقدامها على تناول هذا الموضوع بشكل موسع ومتكامل. فهناك عددا من الأفراد الذين قدموا جهودا في هذا السياق ومنهم الراحل "محمد يوسف نجم" في كتابه " "المسرحية في الأدب العربي الحديث"، ويعقوب لنداو، وغيرهما. وقال اسماعيل: إن ما يتعلق بآليات عمل اللجنة والمعايير التي راعتها في قبول الأبحاث المقدمة هو موضوع مهم للغاية، وسعدنا به، لأنه يضيف بغير شك إلى الباحثين المشتغلين في توثيق هذا التاريخ باحثين آخرين، وتمنينا وجود أبحاث كثيرة تضيء تلك الفترة المظلمة، غير أن ما وصلنا كان قليلا بالنسبة لما توقعناه، فقد وصلنا 12 عشرة بحثا لاغير، فقررنا تشجيع المتقدمين، وما وجدناه غير مكتمل أو كانت لنا عليه ملاحظات ويحتاج إلى إجراء بعض التعديلات منحنا فرصة لاصحابه لتعديله، كما منحنا الفرصة نفسها لجميع المتقدمين حتى يتسنى لهم تقديم أبحاثهم بشكل مرض، وبالفعل جاءت الأبحاث جيدة أو على الأقل مرضية فلم نرفض بحثا، وهو ما نعتبره نوعا من تشجيع الشباب للعمل في هذا المجال المهم. واستطرد: هذا بالطبع بالنسبة للابحاث المقدمة إلينا عن طريق المسابقة، وليست تلك التي كُلف بها باحثين أكاديمين كبار لهم أعمالهم واسماؤهم المعتبرة. وأشار اسماعيل إلى: أن الملتقى يضم عددا من المحاور المهمة، التي كانت تحتاج إلى بحوث كثيرة ومنها المرأة في المسرح المصري بين الحضور والغياب، وجدلية الصوت النسوي والثقافة الذكورية، كما يتضمن أيضا محاور حول الميلودراما والمجتمع سؤال البنية والهوية، أثر المسرح الغنائي في تطور الموسيقى العربية أثر خطاب الناقد في تشكيل الاتجاهات النقدية والمتضمن محور خطاب المسرح المصري بين التأليف والنقد. ونفى اسماعيل تدخل الهيئة العربية للمسرح في اختيار الأبحاث قائلا: إن الهيئة وثقت في لجنتها العلمية فتركت لها هذه الأمور وتعاملت بحيادية ونزاهة، حتى أنها سمحت للجنة بتغيير عنوان الملتقي الفكري نفسه. ومن جانبه قال د. يوسف عيدابي:إن الهيئة لم تتدخل ولم تطلع على أي بحث، حيث أدركت منذ البدء مدى ما لأعضاء اللجنة العلمية من صرامة ونزاهة علمية وفنية. وأكد د. سيد اسماعيل: أن بعض الأبحاث كشفت عن أشياء لم تكن معلومة من قبل، منها مثلا إشارة أحد الأبحاث إلى وجود مذكرات لفنانين وفنانات لم نكن نعرف عنها شيئا،مشيرا إلى أن أحد الأبحاث ذكر أن النقد المسرحي المنهجي لم يبدأ في مصر الا عام 1923 مع مسرحيات يوسف وهبي، وهو ما حاول إثباته بإحصائيات. وأشار غنام غنام المسئول الاعلامي لمهرجان المسرح العربي في ختام الجلسة إلى أنه يأمل في أن يؤدي هذا الملتقى الفكري إلى استثارة الباحثين المصريين نحو المشاركة الإيجابية، وقد لاحظ أن المشاركة ضعيفة جدا ما عده مؤشرا سلبيا على مشاركة الأكاديمين وحملة الدال في النشاط والحراك المسرحي في مصر. وأضاف غنام: سأكون سعيدا لو حركهم الملتقى، حتى في اتجاه نقد ما يقدمه من أوراق بحثية وهي متاحة اليكترونيا لكل من يطلبها. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المنعقد اليوم الأربعاء للكشف عن تفاصيل الملتقى الفكري بمهرجان المسرح العربي بدورته ال11، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، فى الفترة من 10 حتى 16 من يناير الجارى، بحضور غنام غنام، والكاتب الصحفى يسرى حسان، الدكتور يوسف عيدابي، الدكتور سيد على اسماعيل، وكوكبة من الصحفيين والإعلاميين.