القس هشام كامل: المرأة من حقها ممارسة كل أنواع الخدمة المتاحة للرجل نتعاون مع السفارة المصرية لدعم السياحة من خلال زيارة مسار العائلة المقدسة كنيسة التعاون الإنجيلية كانت فى الأساس منزل أسرتنا كنيستنا هى الوحيدة فى الولاياتالمتحدة التى تحتفل بعيد الميلاد 7 يناير سعيد بحديث الرئيس الدائم للنهوض بالتعليم.. وفخور بمنتدى الشباب الوضع الاقتصادى الصعب تعانى منه دول كثيرة ليس مصر وحدها أكد القس هشام صفوت كامل، راعى الكنيسة الانجيلية فى كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، إنه لا بد للكنيسة الخروج من الفكر التقليدى والنمطى فى تربية أبناء أجيال الإنترنت، معربا عن سعادته بمنتدى شباب العالم الذى أقيم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيرا إلى ضرورة التوسع فى مثل هذه المؤتمرات لإعادة قادة المستقبل، وأضاف فى حواره إلى «البوابة» أن من حق المرأة مممارسة كل أنواع الخدمة داخل الكنيسة أسوة بالرجل، وقال إن كنيسته تتعاون مع السفارة المصرية لتنشيط السياحة من خلال الدعوة لزيارة مسار العائلة المقدسة، وإلى نص الحوار.. ما الموقف الذى أثر فى شخصيتك؟ - أثناء دراستى فى المرحلة الإعدادية انتقلنا للعيش فى حى الهرم فى مدينة التعاون، وكانت منطقة جديدة بها ترعة فيصل، وكنا فى عيد ميلاد أبى نعزف بآلة كورديون ونرتل، وفجأة طرق إثنان على الباب يسألون عن مكان كنيسة، فأجبناهم بالنفى، وأخبرونا بأنهم جاءنا من صعيد مصر للعمل، ويبحثون عن كنيسة للصلاة، وقتها انفعل والدى للموقف، وقررنا فتح منزل العائلة لاستضافة اجتماع يوم الجمعة صباحًا لمدارس الأحد للأطفال ومساء نرتب مع الكبار والعائلات بالمنطقة وبدأ الاجتماعات تكبر، حتى تم تأجير مكان كبير ثم قامت هذه المجموعة ببناء مكان وأصبح كنيسة التعاون الإنجيلية الآن، فهذه بدأت فى منزلنا وفى عيد ميلاد والدى بسبب صوت التراتيل الذى خرج من البيت فى هذه الليلة. متى بدأت تشعر بميولك تجاه الخدمة الكنسية؟ - أنا فى مرحلة الثانوية توفى أبى، وهو فى عمر 44 سنة فجأة، فطلبت والدتى منى عدم الالتحاق بكلية اللاهوت حتى أدرس بكالوريوس مثل إخواتى، وبعد ذلك أقرر إذا كنت أريد فعلًا الدخول لكلية اللاهوت من عدمه، وسمعت لكلام أمى والتحقت فى عام 76 بكلية الزراعة فى جامعة المنيا ثم حولت لزراعة عين شمس، وأنهيت الأربع سنوات، وأنا فى الفرقة الثالثة فى كلية الزراعة قمت بالالتحاق بكلية اللاهوت الانجيلية فى 79، فأصبحت طالب بكلية اللاهوت صباحًا، وطالب فى كلية الزراعة قسم الاقتصاد، تخرجت فى كلية اللاهوت سنة 82. ما قصة رسامتك قسًا لمدارس الأحد؟ - فى عام 84 رسمت قس لمدارس الأحد فى مجمع القاهرة الإنجيلى، وهذه أول مرة المجمع يقرر تفرغ قس تماما لخدمة مدارس الأحد، وبدأنا فى عمل عيد الطفولة، ويشارك فيها آلاف الاطفال، لذا قرر فريق الحياة الأفضل إنشاء فريق الأطفال عندما دعونا الفريق فى الكنيسة الإنجيلية فى مصر الجديدة،وعجبتهم الفكرة وبدأو الترتيل للأطفال، وحينئذا بدأت تحدث طفرة فى التعامل مع الطفل ومدارس الأحد. حدثنا عن خدمتك بالولاياتالمتحدةالأمريكية؟ - فى عام 88 ذهبت إلى الولاياتالمتحدةالامريكية للدراسة فى واحدة من أشهر كليات اللاهوت فى العالم، وأخذت منها الماجستير فى وسائل علم الاتصال وحصلت على الدكتوراه فى علم الأديان المقارنة، فى عام 1992 أول قس يقدم برنامج بالعربى فى التليفزيون الأمريكى وفى 1995 بدأنا العمل فى الكنيسة الإنجيلية ب12 شخصًا وخلال السنين الماضية الكنيسة كبرت وتوسعت وأصبحت واحدة من أكبر الكنائس العربية فى كل الولاياتالمتحدةالأمريكية. ماذا عن الكنيسة العربية فى أمريكا ووطنها الأم مصر.. ولماذا خدمت مع العرب وليس مع الأمريكان؟ - نحن الكنيسة العربية الوحيدة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تحتفل يوم 7 يناير عيد الميلاد وعيد القيامة بالتقويم الشرقى، علمًا بأن 25 ديسمبر أمريكا كلها بتحتفل بالميلاد لكن نحن نحتفل يوم 7 يناير، لأن قلت نحن نعيش بالفعل فى مجتمع أمريكى لكن قلبنا وتكوينا مصرى، وشعرت بالمهاجر القادم، وهو يعانى ومحتاج يحس ببيته أى تارك بيته وأولاده وكنيسته، فإذا لم نقم بتوفير الكيان هذا سيضيع، ونحن نلقب فى الولاياتالمتحدة بكنيسة العائلة. كيف ترى خدمة الطفل داخل الكنيسة وهل توجد تحديات أمام خدمة الطفل ومدارس الأحد؟ - لا بد من الاتفاق على أننا نرى جيل لم نره من قبل، نرى جيل الموبايل والإنترنت والتابلت والكمبيوتر، فنحن نواجة جيل لم نره من قبل جيل ذكى جدًا جدًا، معلوماته كبيرة، تحدياته كبيرة جدًا، لكن المشكلة الموجودة الآن ما هو الذى يجعل طفل يترك هذه الأمور حتى ينجذب لشخص حافظ درس وتستخدم وسائل توضيح قديمة وتتعامل معه بحده وتطلب منه الجلوس أمامه، فلابد من الكنيسة الخروج من الفكر التقليدى والنمطى، لأن طفل اليوم تقول له معلومة يدخل على جوجل ويبحث عنها ويتأتى بأسسها، فهو لا يصبح أن يأخذ بقضية مسلم بيها أى أجلس لكى احكى لكم قصه خرج الزارع ليزرع، إذا لم تتطور الكنيسة لكى تقول له خرج الزارع ليزرع بالطريقة التى تجذب انتباه الطفل، الطفل هيضيع مننا، أنا لدى فى كاليفورنيا 6 فصول مدارس أحد ولك أن تتخيل مدى اهتمامى بخدمة الطفل. وكل يوم أحد بطلع الأطفال كلها على المنبر واجلس معهم على الأرض، واحكى لهم قصة وأهزر معاهم، وأتحدث معهم باللغه العربية، وهم يقولونه مكسر وهنا أقوم ببناء علاقة وبمد جسور بينى وبين الأطفال وبحسسه أن الكنيسة ليس الخاصة بالأب والأم، ولكن الكنيسة هذه خاصة بيك مثلهم وأنا بساعدك كما بقوم بمساعدتهم، ولما يصبحون شباب باخذهم وأخرج معهم فى الأماكن والمتنزهات، وكنا نتسابق على ممن سوف يخرج مع القسيس على أحد الأماكن الشهيرة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبدأنا نخرج خارج إطار الفصل، وهو جالس لحيز العلاقة الشخصية التى تجعله يرتاح إليك ويقدر أن يتحدث معك ويقيم علاقة شخصية. ما رأيك مدراس الأحد فى الكنيسة بمصر؟ - سعيد جدًا بالكنيسة الإنجيلية المشيخية فى الطالبية بنموذج التعليم فى فصول مدارس الأحد، لأنها تحاول الابتكار فى إعطاء القصة وبناء الشخصية وإعطائه المعلومة من خلال اللعب والاحتكاك وحكاية القصة حتى اكتشافه للمعلومة والدرس التى تريد أن يصل له، لكن الكنيسة التى ستتمسك بالشكل النمطى أو التقليدى فى إعطائه القصة وأقول لهم الشباب والأطفال ستواجه مشكلة لأنهم لم يستمعوا إليهم، وهذا التحدى رأيته فى أغلب بلاد العالم أنهم بيفكروا، ولكن أروع مدارس ممكن تراها فى اليابان واستخدامهم للتكنولوجيا فى تقديم المحتوى، وليفتكر القارئ كانت موجودة حلقات أنتجت فى فترة اسمها الكتاب العظيم والناس افتكرته أمريكى ومترجم لكن الحقيقة أن الكتاب العظيم هو يابانى مترجم إلى الإنجليزية فهم سابقين العالم فى خدمة الطفل رغم أنهم أقلية وهم قلوبهم على الأطفال وأنهم يستطيعون إلى الوصول إليه بالصورة العارفين أن الطفل يستطيع فهمها ويجعله متفاعلًا مع الذى تفعله، لكن المشكلة حتى موجودة فى مصر أننا غير قادرين على التصرف فى هذا الأمر وعلى التعليم أيضًا. هل استمعت لحديث الرئيس السيسى عن النهوض بالعملية التعليمية؟ - استمعت لكلمات الرئيس السيسى فى أكثر من مرة فى الحديث على احتياجتهم إلى المليارات لتطوير التعليم، وسعيد بفكر الرئيس تجاه التعليم، لأن البند الأقل الذى نفكر فيه هم الأطفال، رغم أننا إذا غيرنا الأطفال ستغير المستقبل كله، أى أنه لو وزير التربية والتعليم المصرى استطاع أن يجعل أول يوم فى المدرسة اسمه يوم الأخوة الوطنية وتصبح على كل المدارس وعلى كل المستويات المدرسين والمدرسات والأطفال، الولد المسلم يقف بجوار المسيحى حتى إذا تطلب الأمر لا يدخلون فصولهم، لكن هذا يوم الوطن ويوم الوطنية وأقوم بتعليم الطفل من صغره أنه يقبل أخوه اللى يمكن وقت حصة الدين أنهم سينفصلون عن بعضهم لكن بقية الحصص نحن مع بعضنا البعض، لو استطعنا تغيير عقلية الطفل فى المدرسة والكنيسة من أول يوم استيعاب سنخرج أجيالًا ليست لديهم مشاكل اليوم، وهذا الاقتراح اتمنى أن يصل لوزير التربية والتعليم المصرى. ولا بد من الكنيسة الإنجيلية فى مصر تتحدث عن كيفية تطوير منظومة التعليم بمدارس الأحد وإلا سنجد فى فترة لا يوجد شباب داخل الكنائس، أى لو فقدت الطفل من ابتدائى عدم ذهابه إلى الكنيسة أو أتى مضطرًا أول ما تأتى له الفرصة فى ثانوى وجامعة لا يأتى للكنيسة، ولا بد من إعداد مدرسين مؤهلين لتحدى هذا الأمر. ماذا عن دور الكنيسة فى المجتمع المصرى؟ - الأزمة الاقتصادية قد تكون شديدة، ولكن كل العالم بيواجه هذا الأمر، وغير حقيقى أننا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عايشين حياة مرفهة ونجد الأموال بسهولة، والشخص فى أمريكا الآن بيشغل أكثر من عمل لكى يستطيع أن يعيش تتخيل لو راتب الفرد 2000 دولار فى الشهر يدفع منها 1300 دولار سكن، ويتبقى 700 دولار تريد الصرف على السيارة والمأكل والمشرب ومصاريف مدارس، كلنا بنواجه مصاعب بطريقة أو بأخرى، النهاردة مع أولادى كنت بفهم أنه ليس بعيب أننا لا نملك الموجود عند باقى الناس، ليس بعيب، وفكرة الولد المحروم يخرج ناقم على المجتمع بسبب ترسيخ هذا الأمر بداخله، أعتقد أن المنزل لديه دور أننا نعيش بنعمة الاكتفاء مع الشكر، وقمت بزيارة 56 دولة فى العالم لكن فى أيام جاءت على واضطريت النوم بالمطار وعلى كرسى لأننى غير قادر على الذهاب لفندق ثمنه 20 دولارًا، لكن كنت فرحانًا وراضيًا، وعندما أصبحت أملك الأموال فكرى لم يتغير بشأن فكره الرضا من الداخل، فنحتاج من الكنيسة أن تؤرث أولادها هذا الرضا ونعمة الاكتفاء، كل شى غالى طبعا، ولا يوجد شك أن الدنيا غالية لكن كيف اتعامل مع هذا الغلاء برضاء ولا بتزمر. الأزمة الاقتصادية سوف تنهى وستعدى، ونحن فى كل كنائسنا نصلى من أجل مصر ونثق فى الله الذى سيعبر بها إلى الأمن والأمان وهذا إحساسنا بالأمور التى تجتاز فيها هذه الأيام روحيًا واقتصاديًا. ونحن ككنيسة نعمل ليس من أجل تنشيط السياحة فقط فى مصر، ولكن من أجل كل الأفكار المغلوطة عن مصر، أتذكر فى إحدى المرات كنت أعطى محاضرة عن مصر، ووقفت أمره لديها من العمر 45 عامًا سألتنى سؤال وهو هل من الممكن واحدة مثلى تسطيع التجول فى شوارع مصر بعد الساعة العاشرة مساءً، فقلت لها أريدك أن أسالك سؤالًا ممكن واحدة سيدة مثلك تستطيع أن تسير فى شوارع لوس أنجلوس بعد الساعة 12 مساءً فقالت لى لا، فقلت لها فى مصر تسيرين وتتجولين حتى الساعة 1 و2 فجرًا، وستجدين مائة راجل ممكن يحامى عنك ولو أحد الأشخاص أراد الاقتراب منك سوف يتصدون له لأنك أجنبية وسيدة، وهذه هى الشهامة المصرية، فهناك أفكار كثيرة مغلوطة، أولًا عند سماع خبر سيئ عن مصر حتى وصوله أمريكا أو المهجر يصبح عشرة أضعاف، وهذا جزء من الذى يجعلنى أحرص على زيارة المحافظات التى بها المشكلات والتقى المحافظ وأصحاب المشكلة لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر. كيف ترى علاقة المسيحيين بالمسلمين الآن.. وماذا عن علاقتك بالأزهر الشريف؟ - عشنا سنين منغلقين على أنفسنا كأخوات، ولكن أنت فى غرفتك وأنا فى غرفتى، العالم فى الثلاثين سنة الماضية لم يصبح منغلقًا، فالناس حتى المجتمع بالخارج نفسه يعلم ماذا يحدث بالكنيسة، وهو متخيل كل الأفكار التى طلعت مغلوطة عن الكنيسة، والناس ماذا تفعل، وهذه ميزه من مميزات الفضائيات أنت اليوم لا تستطيع أن تدخل إلى كنيسة معينة، لكن الآن تستطيع أن تدخل على الفضائية ترى أى كنيسة فتعرف عنها، إحنا فى أمريكا بنصلى إزاى، فالمغلق لم يصبح مغلقًا. وهذا الانفتاح يتطلب مننا أن نبنى علاقات ثقة أننا فى مجتمع واحد ومحتاجين بعض أن شأئنا أو أبينا، فعلاقة الدم الموجودة فى مصر عمرها متنفصل، لو عندك عمارة 12 شقة لا يمكن تعلم مين فين، ومكتوب علينا أننا سنحيا مع بعض، وأيضًا أننا من نفس هذه الأرض الطيبة، هذا ولو عدنا للجذور ممكن نكون أقرباء، فنحن دم واحد وعرق واحد وفكر واحد، نعترف أننا نختلف فى طريقة عبادتنا، وهذا الأمر لا بد من احترامه، ولا يجوز أن نصبح أعداء، ولا يجوز أن نعيش منفصلين خاصة فى هذه السنين الحرجة، لأنه أصبح لنا عدو مشترك يضربنا كلنا، يمكن بيستهدفوا المسيحيين أكثر بالفعل، لكن فى المقابل نريد أن نعرف كم عدد الذين استشهدوا من الشرطة ومن الجيش، وعند دخوله لكى يقتل بالسلاح لم يعلم إذا كان هذا العسكرى مسيحيًا أو مسلمًا، فنحن بنواجه خطر واحد يجعلنى أنا وأنت لا بد من الوقوف فى مكان واحد. وهناك انفتاح على مستوى القيادة وهذا شىء رائع عندما أرى قادة الكنائس فى مصر مع الرئيس السيسى وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وقت بزيارة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب وقضيت معه ساعة تقريبًا من الوقت، وتحدثنا فى قضايا كثيرة، فهذا الانفتاح يغير مفاهيم كثيرة، وهذا الذى يحتاج التركيز عليه فى الأيام المقبلة ونكون مدركين الخطر الذى يعتدى علينا كلنا. ماذا عن وضع المرأة داخل الكنيسة ورسامتها قسًا ومحاولة البعض ربط الرسامة بموافقة الكنيسة فى الغرب وأوروبا وأمريكا تجاه المثلية الجنسية؟ - من الخطأ أن نقارن وضع المرأة بوضع المثلية، فهذا ليس عدلًا، فالمرأة كائن مخلوق ومقدس وسفر التكوين بيقول «من البدء خلقهما ذكرا وأنثى خلقهما على صورة الله خلقهما» وإذا آمنت أننى خلقت على صورة الله فأختى مخلوقة على صورة الله، فأنا يضايقنى أن نضع هذا مثل هذا الأمر، فاعتقد أن هذه المجموعة التى تتحدث عن أن هذا الأمر مثل هذا قصدهم أن الكنيسة بدأت فى الغرب بفكرة رسامة المرأة وبعدها سنصل لهذا الموقف، وأريد أن أكون واضحًا، وهذا الأمر لا يجب وضعهم مع بعض فى كفة واحدة، لكن المرأة فى وجهة نظرى من حقها تمارس كل أنواع الخدمة المتاحة للرجل، لأنه من البدء خلقهما هكذا بلا شك، لكننا أمام قضية فيها جزء من الثقافة الخاصة بنا وتاريخنا، وفيها جزء من الكتاب ولا نستطيع الخروج خارجهم، فلا نستطيع تجاهل الثقافة التاريخية لبلدنا، أى ببساطة عندما تذهب إلى أفسس فى تركيا وتجد المعبد التى كانت فيه السيدات تمارس أمورًا معينة بداخله، فعندما قال الرسول بولس فى كتاباته أن يجعل المرأة تغطى شعرها ولا تتمثل بهولاء إلخ، فهنا راعى ظروف المكان تاريخيا وثقافيا فيما يحدث أى أنا لو لدى كنيسة فى لاس فيجس هرفض وقوف السيدات نهائيًا، لأنه لا يجوز الناس تكون فى البارات وتسير فى لاس فيجاس وتقول إن لا فرق بين الكنيسة والبار، مع أن هناك فارقًا أن السيدة هنا تقف تغنى وهذه تقف ترتل، ولكن الذى يسير بالشارع لا يرى ما بداخل الكنيسة. فالموضوع فى جانب هل أستطيع عمل هذا الأمر أم لا أستطيع فى الوضع الموجود فيه، والنص الكتابى دائمًا ممكن أن يكون به اختلاف فى تناول النص وتفسير النص، أنا دائمًا أقول إذا وجدت امراه بتقول ربنا دعانى سأقف بجوارها لأن هذه دعوة ربنا لها، عندما أسمع الواعظة الشهيرة جويس مايير أجد عمق روحى غير عادى ومع احترامى للثقافة الشرقية أنا لا فارق معى هذه المرأة ترتدى فستانًا أم بدلة، أنا أسمع ربنا وهو يتحدث إلى ومنشغل بقضية، وعندما قررت برسامة سيدات شيوخ فى كنيستى بالولاياتالمتحدة وجدت أحد الأشخاص يعترض هذا الأمر، فكيف الذى تقدم له التناول -وهى أحد الفرائض التى تمارس داخل الكنيسة الإنجيلية- سيدة! فقلت له عندما تتناول من المفترض أن تكون فى وضع مقدس جدًا وتتذكر صلب السيد المسيح وقيامته، وليس الذى يفرق معك الأيد التى تقدم لك المائده فيها مونيكير ولا مفهاش وإذا كنت كذلك إذا أنت خرجت من الحالة الروحية التى يجب أن تكون فيها، فإلى أن هذا يتغير نستطيع أن نتناقش ونحن أسوياء، نتناقش لاهوتيًا والآيات تعنى إيه وهل فكر الله ماذا يقول، وأنا ضد أخذ موقف وابنى عليه عقيدة. هل تسهم الكنيسة العربية فى كاليفورنيا فى دعم مصر الآن؟ - نحن دائمًا ككنيسة لنا علاقات بين السفارة المصرية والسفيرة لمياء مخيمر، سفيرة مصر فى كاليفورنيا، أيضًا التقينا الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، ونحاول أن نقوم بأمرين وبكل قوة، وهما دعم وتسويق السياحة من خلال زيارة العائلة المقدسة، ونشجع الأمريكى أو المصرى المقيم ليبدأ زيارته إلى مصر وبعدها الأردن ثم إلى الأراضى المقدسة، وهذا سيأتى بمسيحيين كثيرين من الغرب وأوربا وأمريكا، وهذا سينشط السياحة الدينية. والأمر الثانى، ربط الجيل الثانى والثالث بالوطن، وهو المشروع التى تنادى به الوزيرة نبيلة مكرم ودعمه، وهماك مثل حقيقى حدث معى ومع ابنى أشترط عليه إذا نجحت فى الثانوية العامة سيكون لك رحلة عظيمة فى مصر، وبالفعل عندما نجح قمنا بزيارة الأقصر وأسوان، وابنى اتغير 180 درجة لأنه عندما حدثت أحداث 11 سبتمر كل الجيل الموجود فى سن ابنى أنكروا عروبتهم من الذى حدث، ولكن عندما زار الأقصر وأسوان رجع يدرس عربى، لأنه انبهر بحضارة مصر، وقال إن الذى حدث فى سبتمبر ليس له علاقة بمصر. وهذا المشروع أعظم دعاية مقارنة ب100 برنامج فى التليفزيون، لأن هذا شاهد عيان بيقول ذهبت، وخرجت وكنت بسهر، ولا توجد ملاحقات أو مضايقات، وهذا الذى نريده أن يحدث فى الأيام المقبلة. مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه منتدى شباب العالم.. كيف تراها؟ - أمر مفرح جدًا، عندما كنت أجلس وأشاهد الصور والأحديث، والجرأة الموجودة عند الشباب الذين قاموا بسؤال الرئيس السيسى، لم أكن أتخيل هذا من 30 سنة، فقد كان من المستحيل أن يجروء شاب على سؤال الرئيس، وهذا يجعلنا أن ندرك معرفة الشباب لما يحدث من حوله، وسؤال الرئيس عن موضوع فلسطين وصفقة القرن، وهذا تطور غير عادى وهذا يعطى للشباب ثقة أن هذه بلدهم ومن حقك تسأل وتعرف، وأعتقد أن هذه الخطوة إيجابية المفروض أنها، بحيث أن هولاء الشباب سيصبحون سفراء غير معينين أو مدفوع ليهم أجر، فهذا الشاب ذهب ورأى بعينه وسمع، وهذه فكره فى منتهى النجاح لأن هذا الجيل هو المستقبل، وهم الذين سوف نراهم وزراء، وسفراء وقادة الجماعات، ومن حقهم أن يفهموا ماذا يحدث. كيف ترى القضية الفلسطينية؟ - أنا رجل دين وليست سياسيًا، وأول مرة ذهبت إلى بيت لحم ووعظت الفلسطينيين المسيحيين، وكنا فى قاعة بها ألف فلسطينى مسيحى، وقالوا لى إنك أول قس مصرى يأتى يزورنا منذ حرب 1967، وتعمدت القول بصراحة ووضوح إننى لم أتِ لزيارة الأراضى، ولكن أتيت لزيارة أخواتى الموجودين فى فلسطين، وتقابلت مع الفلسطينيين، ومهما أقول لك مشاعرى ومدى حبى لهم، فهم ناس محاطة بسور ولا يستطيع تجاوزه، علما بأنه لديه كل شىء، ولكن يتعامل الفلسطينى على أرضه كفأر يلعب داخل المصيدة لا يستطيع الخروج، شعور سيئ جدًا أنك لا تستطيع أن تعبر الشارع. والحقيقة التى أريد أن أقولها بعيد عن السياسة، إن إسرائيل الموجودة لا تمت بإسرائيل الموجودة فى الكتاب المقدس بأى صلة، فالإسرائيليون الموجودون الآن ليس لهم علاقة بشعب إسرائيل الذى كان الله يتعامل معهم.