تحل اليوم الخميس، ذكرى نهاية الحملة الفرنسية في مصر، وذلك في يوم الثامن عشر من أكتوبر سنة 1801، عندما خرج الفرنسيين من البلاد بقيادة الجنرال مينو. الحملة بدأت سنة 1798 بقيادة نابليون وكان الهدف منها ليس فقط السيطرة على مصر لكن السيطرة أيضًا على منطقة الشرق الأوسط كلها والاستيلاء على خيراتها وقطع الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها في الشرق. واجهت الحملة منذ نزولها إلى شواطئ الإسكندرية في اليوم الأول مقاومة شعبية شرسة قادها السيد محمد كريّم وبعدها مناوشات ومعارك عدة في طريقها إلى القاهرة بقيادة مراد بيك. مقاومة الحملة الفرنسية كانت مقاومة شعبية بحتة، فرغم أن مصر كانت وقتها تحت الحكم العثماني إلا أن الدولة العثمانية لم تبذل أي جهد في الدفاع عن البلاد وتركتها فريسة سهلة أمام جيوش الفرنسيين وأسلحتهم الحديثة. ورغم جهود نابليون المتواصلة والمتنوعة ما بين الشدة والعنف والمفاوضات السياسية حتى أنه قد أشاع اعتناقه الإسلام، إلا أن المقاومة رفضت أي وجود فرنسي في مصر تحت أي ظروف. بجانب الثورات الشعبية ضد الحملة الفرنسية والمواجهات الشرسة التي قابلها جيش الفرنساويين في الشام فقد أسهم أيضًا في خروج الحملة الفرنسية من مصر هزيمتهم من الإنجليز في معركة أبو قير البحرية. في النهاية لم يجد مينو آخر قادة الفرنسيين في مصر إلا أنه يعقد اتفاقية مع الإنجليز ينسحب بموجبها من مصر على متن الأسطول الإنجليزي بكامل الجنود والمعدات.