على بعد أمتار من كوبرى الخشب، تفترش الأرض تبحث عمن يشعر بها ويساعدها فى حياتها، وجهها يمتلئ بالحزن والأسى وعلامة الشقاء، لما تمر به من عبء الحياة وصعوبة المعيشة، وتضع أمامها بعضًا من علب المناديل، وهو مصدر رزقها، وتنظر كل فترة وحين إلى المارة، لتنتظر من يشترى منها بعض المناديل، للعودة إلى منزلها ومعها طعام نهاية شقاء يومها. قالت «نعمه إبراهيم» 53 عامًا، وتقيم بشارع سيد منصور منزل رقم 33 ببولاق الدكرور، أبيع مناديل وفى بعض الأحيان الجرجير منذ 20 عامًا فى الشارع، حتى أستطيع دفع إيجار المكان الذى أحتمى بداخله، أنا وأسرتى نعيش بغرفة واحدة، زوجى كان يعمل ماسح أحذية قبل مرضه، ولدى خمسة أبناء، منهم اثنان جعلا السجن مسكنًا لهما من شدة الجوع والاحتياج، وابنى الآخر قام بعض الأشخاص بذبحه وبتر يديه وترك جسده على قضيب السكة الحديد، وابنتى عثروا على جثتها تطفو فى نهر النيل، ولا يوجد من يساندنى على تكاليف المعيشة وإيجار السكن، ولا أقدر على زيارة أبنائى لعدم وجود تكلفة الزيارة، ولا يوجد لأبنائى أى شهادات ميلاد أو أى إثبات شخصية، ولا أمتلك معاشًا أستند عليه فى معيشتي، ومن يرغب فى زيارتى لرؤية منزلى وليرى ما أعانى منه داخل هذه الغرفة التى تعتبر مقبرة بدون أى منفذ للهواء، ولا يوجد أى شىء من احتياجات المعيشة غير حصيرة وغطاء ننام عليه. وأضافت «نعمة» أملى فى الحياة أن تساعدونى بعفش للغرفة ومروحة نستنشق منها بعض الهواء، ونفسى فى معاش وأعالج رجلي، واستخراج أى شهادات ميلاد لأبنائى الذين تدمرت حياتهم بسبب الحياة الصعبة التى نمر بها، والقبر الذى نعيش به. للتواصل مع الحالة 01111778201