يحظى وادى فيران فى جنوبسيناء بأهمية أثرية وسياحية كبيرة فهو الوادى الذى زاره الرحالة الأوروبيون منذ القرن السادس الميلادى، وقد سجلت مواطن الجمال فيه لوحات الفنانة التشكيلية اليونانية إيلينى باولو التى جمعت فى لوحاتها الخالدة بين الأثر والشجر والبشر والطبيعة الخلاّبة. ويقع وادى فيران على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5 كم وعرضه ما بين 250 إلى 375 م وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادى وقد نضبت بعض آبار الوادى مما أدى لقلة المياه وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070 م فوق مستوى سطح البحر واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء. ويحتضن الوادى مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى آثارًا عمرها أكثر من 1500 عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام 535 م والراهب أنطونيوس عام 565 م وكان الوادى ملجأ للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن ويواجه تل محرض جبل الطاحونة الذى يرتفع 886 م فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى. ويضم الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادى واستغلال مجارى السيول بالوادى بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فى مكان واحد، وذلك لتنشيط السياحة الأثرية والدينية والبيئية وهناك الكثير من الأخطاء المتداولة حول دير البنات نتجت عن اللغط بين دير البنات الحديث والقديم، وأن التسمية الصحيحة دير البنات وليست دير السبع بنات، وقد كشفت عن دير البنات القديم بعثة آثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان موسم حفائر 1990 تحت إشراف منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية، ويقع فوق قمة جبل منحدر يطلق عليه جبل البنات 2 كم شرق تل محرض الأثرى والمتبقى من الدير أجزاء من الجدران الخارجية ويعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى، وبحكم أنه يشرف على الطريق فمن المحتمل استخدام المبنى فى وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران وقد أطلق على هذا الجبل جبل البنات لأن فتاتين من أهل المنطقة أحبتا شابين وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا من أعلى الجبل. وبخصوص دير البنات القائم حاليًا والذى يقع ملاصقًا لتل محرض الأثرى فحكايته بدأت عام 1898م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع يسقيها خزان كبير وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بالحديقة عام 1970 م، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979 م يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات الحديث.