داخل غرفة لحجز المرضى بقسم جراحة العيون، بمستشفى صيدناوي، بقطاع مستشفيات جامعة الزقازيق، قالت "فائقة حسني عبد الجواد"، 38 عاما، والدة الطفل أحمد عادل محمد عبد الحميد الربع صاحب ال7 سنوات التلميذ بالصف الأول الابتدائي بمدرسة عمر بن الخطاب بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، والذي أصيب بفقأ في العين في أول يوم دراسي. بدت السيدة الثلاثينية في حالة انهيار إلا أنها تحاول التماسك كلما نظرت إلى طفلها لعلها تبعث الطمأنينة في نفسه فخوفها من فقدان ابنها الصغير بصره أصبح هاجسا يطاردها، وباتت تتمتم بعبارات الدعاء والتضرع إلى الله لينجي ابنها مما حدث له: "اللي حصل إهمال وربنا ينتقم من اللي كان السبب إحنا مش عارفين إزاي مقاعد يكون فيها أسلاك حديدية، بتلك الكلمات بدأت الأم حديثها مع "البوابة نيوز". وتابعت قائلة: "حدثت الواقعة في بداية الحصة الدراسية الثالثة أو الرابعة، حيث فوجئت يتلقى اتصالا هاتفيا من مديرة المدرسة أخبرتني أنها تريد مني التوجه إلى مركز للعيون بالعاشر، مشيرة إلى أن ابني يعاني من شعور بالتعب في عينه وعندما ذهبت إلى المركز وجدت الطبيب قام بإجراء إسعافات أولية لابني ووضع لازقة طبية على عينيه بينما كانت توجد آثار دماء على وجهه". وتابعت أخبرتني المدرسة في البداية أن ابني كان جالسا في الفصل ثم فوجئ بدخول شيء ما في عينه ما أدى لإصابته، وأردفت، حاولت الاستفسار أكثر فاخبرني ابني أن زميله كان يحرك سلك حديدي من المقعد وأثناء كتابته في الكراسة دخل السلك في عينه. وأضافت الأم التي ارتسمت ملامح الحزن على وجهها قائلة: "ياريتني ما كنت أرسلته المدرسة في أول يوم ابني راح يتعلم ورجعلي متصفيه عينه يرضى مين دا يا ناس". وتوقفت الأم عن الحديث لتهدأ ابنها الذي بدأ يتألم من الوجع ويبكي قائله له "معلش يا حبيبي اهدي ربنا هيشفيك وحترجع زي الأول وأحسن"، واستأنفت حديثها، قائلة: "إخواته الاثنين في حالة انهيار ومش عاوزين يروحوا المدرسة بعد اللي حصل لأخيهم" موضحة أن لديها اثنين آخرين في ذات المدرسة أحدهما طالبا في الصف الثاني الإعدادي والآخر في الصف السادس الابتدائي". ولفتت إلى أن المبنى الذي شهد الواقعة هو مبنى جديد تم إلحاقه بالمدرسة في إطار العمل على توسيعها، حيث تم افتتاحه لاستقبال الطلاب، أمس. وأضافت: "حق ابني مش هنسيبه وعاوزين كل مسؤول يراعي ضميره ويعمل شغله صح إحنا باعتين عيالنا تتعلم مش تتعمي"، أما الطفل الذي كان فرحا بتوجهه إلى المدرسة تحولت فرحته إلى حزن وألم واكتفى بقوله لوالدته "ياريت ما ودتيني المدرسة أول يوم ضيعولي عيني، وأشار إلى أن زميله وآخر استمروا في تحريك السلك الحديدي من المقعد المدرسي حتى تمكنوا من خلعه. وقال ماهر حسنى خال الطفل، إن السلك دخل العين بمسافة 3 سم وأجزاء من العين فقدت؛ بسبب إهمال المدرسة وعدم عمل إسعاف للطفل في المدرسة فور تعرضه للإصابة. تلقى اللواء عبدالله خليفة مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والي مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد تلقى المقدم محمود مرسى مأمور قسم شرطة ثان العاشر من رمضان بلاغا بتسبب "أحمد. س"، تلميذ بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة عمر بن الخطاب بمدينة العاشر من رمضان بفقأ عين زميله "أحمد. ع "، إثر قيامه بسحب سلك حديدي من المقعد مخصصة لوضع الحقائب المدرسية عليها ما تسبب في فقأ عينه. جرى نقل الطفل إلى مستشفى الزقازيق الجامعي لتلقي العلاج اللازم، وأجريت له عملية جراحية وتم احتجازه لإجراء عملية أخرى بعد عدة أيام.