قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة إنه سيطلب من الأممالمتحدة 500 مليون دولار للمساعدة في إعادة مئات الآلاف من مواطنيه الفقراء الذين فرّوا من الانهيار الاقتصادي الذي يهز البلد الواقع في أميركا الجنوبية. ولم يقرر مادورو بعد إذا كان سيحضر أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، إذ قال الثلاثاء إنه يحتاج اولا لتقييم الإجراءات الأمنية. وهو لم يحضر أعمال الجمعية العامة منذ العام 2015. وفي رسالة وجهها للممثل الخاص المشترك الجديد للاجئين والمهاجرين الفنزويليين في المنطقة إدواردو ستاين، استخدم مادورو بشكل متعمد على الارجح لهجة استفزازية، ومن غير الواضح إذا كان طلب المال جزءا من هذا الاستفزاز أم لا. وقال مادورو موجها حديثه لستاين "ادعوك، تعال إلى فنزويلا، سأطلب منك اعطائي 500 مليون دولار لإعادة (...) كل المهاجرين خارج فنزويلا الراغبين في العودة وكلهم راغبون في العودة". وأوضح مادورو أنه سيستخدم الأموال لإعادة مواطنيه جوا لبلادهم. وتقول الاممالمتحدة إنه من أصل 2,3 ملايين فنزويلي مقيمين في الخارج، هناك أكثر من 1,6 مليون فرّوا من البلاد منذ 2015. وشهد الوضع الاقتصادي في فنزويلا، البلد الذي عرف مرحلة غنى ويملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، تدهورا كبيرا بدءا من العام 2014 مع الهبوط الشديد في اسعار النفط، ما دفع عشرات آلاف المواطنين للهرب إلى الدول المجاورة. وقال مادورو "سنحتاج إلى اسطول من الطائرات لإعادتهم، لن أقوم باحضارهم على اقدامهم"، ملمحا إلى أن كثيراً من المهاجرين الفارين من البلاد غادروها على أقدامهم متأبطين القليل من متعلقاتهم الخفيفة. وتواجه البلاد عاما رابعا من الركود الاقتصادي، فيما يتوقع أن يصل التضخم إلى مليون بالمئة هذا العام. ويبلغ العجز 20 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي والدين الخارجي 150 مليار دولار بينما لا يتعدى احتياطي النقد تسعة مليارات. ويعاني السكان في فنزويلا من نقص في المواد الاساسية خصوصا الادوية والمنتجات الغذائية، فيما تواجه الخدمات العامة بما فيها الكهرباء والمياه والنقل تقريبا شللا تاما. وأطلق مادورو بالفعل حملة "عودوا إلى فنزويلا"، حيث خصص طائرات وحافلات لإحضار المهاجرين الذين غادروا البلاد. وتزعم الحكومة أنها أعادت ثلاثة آلاف شخص، في الوقت الذي تقلل فيه من أعداد المغادرين. وخلال اجتماع مع وزرائه المعنيين بالاقتصاد الخميس، وصف مادورو المسؤول الأممي ستاين بأنه "نوعا ما مفتش أو مدع عام أو شرطي للهجرة الفنزويلية". وتعليقا على ذهابه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة، قال مادورو"إنهم يضعونني نصب أعينهم لقتلي" دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل حول هوية من يريدون قتله. وتصف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادورو ب"الديكتاتور" وهي من أشد معارضي حكومته. وفرضت واشنطن عقوبات مالية على فنزويلا ومؤسساتها النفطية الحكومية.