إنتاج التين فى مطروح.. أحد أهم منتجات المحافظة التى تحتل به المركز الأول على مستوى الجمهورية، حيث يبلغ الإنتاج السنوى 160 ألف طن، بنسبة 82٪ من إنتاج مصر، كما تعد مصر ثانى دول العالم فى إنتاج التين، وتسهم بنحو 15٪ من الإنتاج العالمي، وبالرغم من هذه النسبة الكبيرة، فإنها لا تشارك فى التجارة الدولية للتين، إلا بنسبة 1٪ فقط من إنتاجها السنوي. ويعتبر محصول التين بمطروح من أهم وأفضل المنتجات العضوية، لاعتماده على مياه الأمطار الشتوية دون استخدام أى مبيدات أو أسمدة كيماوية، فيما يعرف باسم «التين الصحراوي»، وتعد قرية سيدى حنيش، التابعة لمركز ومدينة مرسى مطروح، أشهر مناطق إنتاج التين على مستوى العالم، لعدم استخدام مزارعيها المبيدات والأسمدة، وتعتمد فى زراعتها على مياه الأمطار. يقول الحاج عبدالمعطى سنوسي، من عواقل قبلية القناشات أحد أهم قبائل على الأحمر بمحافظة مطروح، إنه تم اختياره ضمن مشروع المؤشرات الجغرافية، أحد مشروعات الاتحاد الأوروبى المنفذة بمنطقة الساحل الشمالى الغربى فى إنتاج زراعات عضوية نظيفة خالية من استخدام المبيدات والأسمدة، بهدف تصديره للدول الخارجية، حيث يعتبر زيادة قيمة المنتج من حيث الجودة والأسعار. وأوضح سنوسي، أن القرية تنتج أكثر من 2000 فدان من التين، ومتوسط إنتاج الفدان الواحد يبلغ 40 شجرة، ومتوسط إنتاج الشجرة الواحدة يصل إلى 100 كيلو، أى أن إنتاج الفدان يبلغ 4 أطنان من التين، مشيرًا إلى أن التين يعرف عند أهل البادية باسم «الكرموس» ويعتبر المصدر الرئيسى للدخل عندهم خلال فصل الصيف، ومع منتصف أكتوبر يبدأ تسويقه وبيعه لشركات إنتاج المربى، فيما يسمى بالتين التجفيفي، مشيرا إلى أن زراعة التين لا تكلف كثيرا، لاعتماده على مياه الأمطار. وقال فتحى عبدالقادر السنوسي، أحد مزارعى القرية، إننا نبدأ إنتاج التين منذ منتصف شهر يوليو من كل عام وحتى منتصف نوفمبر، ويعد «التين السلطاني» أفضل وأجود أنواع التين على مستوى العالم، كما يوجد «التين البيوضى» ومدته الإنتاجية لا تزيد على شهر تقريبا، «التين التجفيفي» الذى يتم تجفيفه، والذى يبدأ إنتاجه مع نهاية شهر سبتمبر من كل عام، موضحًا أن التين له درجات تتنوع ما بين الأولى والثانية، ونعتمد فى التسويق على الاتفاق مع السماسرة ووكلاء الأسواق الكبرى بالقاهرة والإسكندرية لشراء منتجاتنا، حيث يتم توريده من خلال سيارات نصف نقل للوكلاء بأسعار تتراوح ما بين 12 و14 جنيها للكيلو الواحد، وتختلف أسعاره من شهر لآخر، على حسب شكل التين وحجمه، حيث تبدأ أسعاره مع بداية الإنتاج من 7 جنيهات، وتتدرج حتى يصل إلى 14 جنيها للكيلو. وأكد المهندس محمد أبوالدهب، مدير عام الإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة فى مطروح، أن الاتحاد الأوروبى قام بتمويل مشروع تنمية ريفية بمصر، يطبق فى ثلاث محافظات هى «مطروح، الفيوم، المنيا» بتمويل قدره 22 مليون يورو، وقام بتنفيذه الوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية، التابعة للسفارة الإيطالية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارات الزراعة والاستثمار والتعاون الدولى والتنمية المحلية والري، ويهدف المشروع إلى تحسين الوضع الاقتصادى والمالى لصغار المزارعين ومحدودى الدخل منهم، وتحسين الأحوال المعيشية للمنتفعين فى المناطق الريفية. وأضاف أبوالدهب، أن البرنامج يقوم على 4 محاور، هى نشر الممارسات الزراعية الجيدة، والتى تساهم فى رفع جودة المحاصيل وزيادة إنتاجها، وتطوير نظم الرى طبقًا لظروف كل محافظة، والمحور الثالث يهتم بإعادة تدوير المخلفات الزراعية والاستفادة منها كسماد عضوي، أما المحور الأخير فيهتم بخلق موارد مالية إضافية لصغار المزارعين عن طريق مشروعات صغيرة فى هذا المجال. وبالنسبة لمحافظة مطروح فيسعى المشروع لأول مرة فى مصر إلى تسجيل ونشر المؤشر الجغرافى لمنتجات تتميز بها مطروح مثل «التين بمنطقة الساحل الغربى وزيت الزيتون والغنم البرقى والمنتجات البدوية» وبتسجيلها كمؤشر جغرافى سيساهم ذلك فى تسويقها محليًا وعالميًا وبأسعار مميزة وسيضيف قيمة مضافة للمنتج.