توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى ثمة علاقة بين الأم الحامل المصابة بأعراض البرد والانفلونزا خلال فترة الحمل وبين إصابة الطفل بمرض اضطرابات ثنائي القطب أحد الأمراض النفسية التي تعكر المزاج والمؤدي إلى مرض الهوس. وبينت الدراسة التي أجريت بالمركز الطبي بكلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا أن فرص إصابة الطفل باضطرابات نفسية وتطورها نتيجة إصابة والدته أثناء فترة الحمل بالأنفلونزا أو البرد أعلى بمعدل أربع مقارنة بنظرائهم من أمهات غير مصابات بأعراض البرد أثناء الفترة نفسها. وقال الطبيب المشارك في الدراسة آلان براون: "لم نجزم بهذا الأمر بعد، ولكن حسب الدراسة ثمة تخمينات تشير إلى ذلك بسبب استجابة الأجنة ربما لارتفاع درجة حرارة الأم نتيجة الإصابة بالبرد"، مضيفًا أن التأثير بسيط ولا يدعو إلى قلق الأمهات الحوامل، فيما ينصح بابتعادهم عن الأشخاص المصابين بتلك الأعراض أثناء فترة حملهم. ونوه أن هذا الاكتشاف رغم معدله الكبير، غير أن الغالبية العظمى من الأطفال لأمهات تعرضوا للبرد أثناء فترة حملهم طبيعيين ولا يظهر عليهم أي علامات من اضطرابات ثنائي القطب، فضلًا عن أن معظم الحالات المصابة بهذا المرض ليس لديها أو لعائلتها تاريخ مع أمراض البرد أو الانفلونزا. في المقابل، يفسر براون أنه عادة تكون الإصابة بثنائي القطب بنسبة 1%، ولكن زيادتها أربعة أضعاف أي 4%، فإنه يتوجب التوقف عنده ودراسة الأسباب المؤدية إلى ذلك. والاضطراب ثنائي القطب أحد الأمراض النفسية، التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي؛ كونها تؤدي بالشخص إلى القيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة، وخطيرة في بعض الأحيان.