أقصري يستغنى عن "القايمة والمهر ورد الزيارة" في زواج ابنته.. و"الأوقاف" تطالب بتطبيق فكرته

بالتزامن مع الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون، قرر أب أقصري مع بناته الخمسة التفكير خارج الصندوق وكسر العادات والتقاليد رأفة بالشباب ورغبة منه في أن يحتذي به أولياء الأمور والأهالي من خلال تزويج بناته بدون أي شروط مادية.
"لقد وافقت أن تكون ابنتي زوجة لكم، هي ابنتي وقرة عيني وأغلى عندي من أي قايمة بأي مبلغ، وأثمن ابنتي بأخلاقها وتربيتها، أرجو منكم أنسابي أن ترعوا الله فيها كما لو كانت ابنة لكم، وكما قال الرسول الكريم "رفقا بالقوارير"، قايمتى ليست ورقة تكتب، هي عقد يسن والعقد شريعة المتعاقدين، وعقدي معكم أن أسلمكم ابنتي الملاك الطاهر، عقدكم معي أن تعاملوها بالمودة والرحمة، ولكم جزيل شكري وامتناني" هذه هي كانت "قايمة الزواج" في تقليعة جديدة للأعراس جنوب الأقصر.
هناك في مدينة إسنا، حيث قرر أحد الآباء مخالفة عادات وتقاليد الزواج بقريته، بعد أن وافق على زواج ابنته ب"قائمة زواج" فريدة من نوعها، أساسها هو تقوى الله ومراعاة الزوجة متخليا عن الذهب والعفش والمهر الباهظ وكل تلك الإجراءات والعادات المتعارف عليها بقرى الصعيد واشترط فقط أن يعامل الشاب المتقدم لخطبة ابنته معها بالمودة والرحمة والرأفة أسوة بما جاء في القرآن الكريم.
"البوابة" التقت مع "محمد أحمد حسن أبوزيد" وشهرته "حمادة فرار" ويبلغ من العمر 54 سنة متزوج من "صباح جمعة حزين" ربة منزل ويقيم بمنطقة دويح خلف التامنات والضرائب ببندر إسنا ولديه مطعم فول وطعمية بجوار محكمة إسنا، وشرح فكرته قائلا "أنا حاصل على شهادة محو أمية ولدي 5 بنات هم (هالة 32 سنة وزينب 30 سنة، وأماني 25 سنة، وهبه 28 سنة، وهن حاصلات على دبلوم تجارة، وكذلك مني 26 سنة حاصلة على بكالوريوس تجاره) كلهن متزوجات ما عدا أماني وكلهن تزوجن بنفس الطريقة بدون "قايمة زواج".
وأضاف الحاج حمادة فرار، "آخر زواجة كانت لابنتي "هبه" الرابعة في بناتي وتعمل موظفة بهيئة قضايا الدولة بالأقصر حيث تزوجت مؤخرا من "محمد سالم حامد" 30 سنة يعمل موظف في الري، قرروا التخلي عن عادات وتقاليد الأعراس بالصعيد وهي عدم كتابة قايمة وبدون شبكة أو ذهب فقط قدم لها "دبلة الزواج" وكذلك لا يوجد مهر فقط سوى ربع جنية مقدم ومؤخر ولا يوجد "رد شيلة" مثل شراء سخان أو ثلاجة أو فراخ وخلافه وكذلك عدم الرفاهية أثناء الزيارات في الخطوبة يعني العريس ميجيبش زيارة مثلا الهدايا وغيره وممنوع العريس يجيب زيارات المواسم مثل شهر رمضان والمولد النبوي وغيرهما من المواسم وأيضا ممنوع "شنطة العروسة" التي تحتوي على ملابسها ويعتبرها الناس هدية من العريس لعروسته كل هذه الأمور في قوائم الممنوعات عند زواج بناتي وتم عرض الفكرة على الناس في المسجد ولاقت قبولا كبيرا.
وتابع فرار، "قايمة الزواج لا تؤثر في الحياة الزوجية والاستقرار، الإنسان بيجوز ابنته لراجل، والمهم الاتفاق بينهم، وأنا هديله لحمى ازاي هكتب عليه قايمة، مشيرا إلى أنه بعد كتب الكتاب قال للناس "مع احترامي، خلي العريس يمضى القايمة، بس قبل ما يمضيها يقراها على الناس الموجودة" مشيرا إلى أن حفل الزفاف أقيم الثلاثاء الماضي متمنيا أن ينعم العروسين بحياة كريمة.
من جانبها، قالت العروس هبه، "والدي لم يكن يطلب من زوجي أي شئ في الخطوبة ومكانش بيتشرط زي أي أب موجهة نصيحة للفتيات خليكوا قانعات متطلبيش ذهب ولا فرح في قاعة كبيرة كل حاجة هتيجي بعدين المهم الشخص اللي هترتبطي بيه يكون محترم ويراعي ربنا فيكي ويجب على أولياء الأمور أن يكسروا العادات والتقاليد وعدم الانسياق وراء طلبات بناتهم وياما كتير زواجات تفركشت بسبب "القايمة".
وبسؤاله عن رأي الدين فيما ابتدعه الحاج "حمادة فرار"، وجه الشيخ محمد صالح، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، الشكر لوالد العروس، ملقبا إياه بالرجل الحكيم،
ومطالبا زوج ابنته بضرورة معاملة زوجته بالمعاملة الحسنة، ويضع هذا العقد نصب عينيه، ويتقى الله فيها، ويتذكر ما فعله والدها معه داعيا جميع الآباء بالاقتداء به في زواج بناتهن، والعمل على تيسير الزواج وعدم زرع المعوقات أمام الشباب.