تختلف عادات الزواج من مكان إلى مكان، كما تختلف تكاليفه، وهو الأمر الذي ينعكس على نسبة الزواج أو العنوسة في تلك الأماكن، حيث تزداد نسبة العنوسة في قرى تزيد فيها تكاليف الزواج، بينما تجد أن أماكن أخرى لا يتجاوز الشاب ال18 من عمره حتى يكون متزوجاً. "المصريون" تقصت عادات الزواج وتكاليفه في قرى الأقصر، حيث وجدت أن نسبة العنوسة تزداد بصورة كبيرة في قرى القرنة غرب المحافظة، وكذلك الأمر في قرى أصفون المطاعنة التابعة لمركز إسنا جنوبي الأقصر، ويرجع الأمر إلى زيادة المهور وتكاليف الزواج لدرجة أن الناس تلجأ أحياناً إلى بيع قطعة أرض تملكها لتحمل نفقات الزواج. وأكد السيد رجب 28 عاما من مركز إسنا أن الأمر يختلف كلياً في قرية الفارسية التي لا يتجاوز سن الشاب المتزوج فيها ال18 عاماً، ، حيث إن أهم مطالب الزواج فيها تتمحور حول وجود غرفة في منزل العائلة قام بتجهيزها العريس، مع عدم وجود تكاليف كبيرة ومرهقة على أسرتي العريس أو العروسة، مما يجعل الفارسية أقل القرى عنوسة في محافظة الأقصر . وأضاف أحمد محمد 65 عاماً من قرية قامولا أن قرى العقاربة وقامولا تعتبر الأقل عنوسة في الأقصر، حيث لا يزيد المهر في العقاربة عن 60 قرشاً، وتشترك كافة العائلة في تجهيز العروس، بينما يبقى مهر العروس في قامولا 25 قرشاً ولا يوجد مؤخر حسب ما اتفقت عليه العائلات. فيما تختلف عادات وتقاليد الزفاف من مكان لآخر، حيث تشتهر قرى إسنا بعادات غريبة ومتوارثة من جيل لجيل، وتظل باقية برغم أنها تقترب كثيراً من الزوال في الفترة الأخيرة، حيث نجد في قرى الحلة والحليلة، حنة بطعم مختلف، حيث يجتمع أصدقاء العريس عنده لتحنية جسمه بالحنة. وأوضح "نور.ع" أن ليلة الحنة بالنسبة للعروس يمنع فيها دخول الرجال، حيث تحتفل الفتيات مع بعضهن البعض، ويرتدين الفساتين، بينما تبدل العروس فساتين الرقص خاصتها خلال تلك الليلة. وتابعت "لمياء.م" من قرية الشغب أن القرية كانت معتادة أن يستضيف والد العروس زوج ابنته لمدة شهر كامل بعد زفافه بابنته، يتولي خلال هذا الشهر توفير كافة احتياجاته، مشيرة إلى كون تلك العادة اندثرت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، معتقدة أنها ربما اندثرت نظراً للإرهاق الذي تسببه بالنسبة لوالد العروس. وتعد أبرز العادات المندثرة في حفلات الزواج بالأقصر، هي العادة الغريبة التي كانت تتواجد بقرية توماس حيث كان يتعين على العريس تحمل ضرب الكرباج ليلة الحنة لإختبار قوة تحمله وشدته.