تخفيفًا من أعباء ومتطلبات الزواج، الذي يقف حجر عثرة أمام الشباب، قرر أب أقصري، تزويج بناته، دون أي شروط مادية، كاسرًا العادات والتقاليد والتحرر من التكاليف الباهظة للزواج رأفة بالشباب، داعيًا الآباء «السير على نفس النهج». في مدينة إسنا، وافق الأب «محمد أحمد حسن أبو زيد»، وشهرته «حمادة فرار»، ويبلغ من العمر 54 سنة، على زواج ابنته ب«قائمة زواج»، فريدة من نوعها، أساسها تقوى الله، ومراعاة الزوجة، متخليًا عن الذهب، والعفش، والمهر الباهظ، وكل تلك الإجراءات والعادات المتعارف عليها بقرى الصعيد، واشترط فقط أن يعامل الشاب المتقدم لخطبة ابنته معها بالمودة والرحمة والرأفة، أسوة بما جاء في القرآن الكريم. وقال: «لقد وافقت أن تكون ابنتي زوجة لكم، هي ابنتي وقرة عيني، وأغلى عندي من أي قايمة، بأي مبلغ، وأثمن ابنتي بأخلاقها وتربيتها، أرجو منكم أن تراعوا الله فيها، كما لو كانت ابنة لكم، وكما قال الرسول الكريم (رفقا بالقوارير)، قايمتي ليست ورقة تكتب، هي عقد يسن، والعقد شريعة المتعاقدين، وعقدي معكم أن أسلمكم ابنتي الملاك الطاهر، عقدكم معي أن تعاملوها بالمودة والرحمة، ولكم جزيل شكري وامتناني»، هذه هي كانت «قايمة الزواج»، في تقليعة جديدة للأعراس، بجنوب الأقصر. وأضاف الأب الحاصل على شهادة محو أمية، ولديه 5 بنات، كلهن متزوجات، ما عدا الأخيرة: «كل بناتى تزوجن بنفس الطريقة، دون (قايمة زواج)». وأوضح الحاج حمادة فرار: «في زواج ابنتي الرابعة قدم لها زوجها (دبلة الزواج) فقط، ولا يوجد مهر، سوى ربع جنيه، مقدم، ومؤخر، ولا يوجد (رد شيلة)، مثل شراء سخان أو ثلاجة أو فراخ وخلافه، وكذلك عدم الرفاهية خلال الزيارات في الخطوبة، يعني العريس ميجبش زيارة مثلًا، الهدايا وغيرها، وممنوع العريس يجيب زيارات المواسم مثل شهر رمضان، والمولد النبوي، وغيرهما، من المواسم وأيضًا ممنوع (شنطة العروسة)، التي تحتوي على ملابسها ويعتبرها الناس هدية من العريس لعروسته كل هذه الأمور في قوائم الممنوعات عند زواج بناتي، وتم عرض الفكرة على الناس في المسجد ولاقت قبولًا كبيرًا». من جهته أثنى الشيخ محمد صالح، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، على مبادرة الأب حمادة، واصفًا إياه بالرجل الحكيم، داعيًا جميع الآباء بالاقتداء به في زواج بناتهن، والعمل على تيسير الزواج أمام الشباب.