واقعة فريدة من نوعها، شهدتها مدينة اسنا، جنوبالأقصر، حيث زوج والد ابنته طالبًا تقوى الله فيها من زوجها وأسرته، بدلًا من "قائمة المنقولات الزوجية". ويعرف عن أهالي الصعيد، كتابة قائمة المنقولات الزوجية، التي تحتوي على جميع الأثاثات المنزلية، من غرفة نوم، وأدوات مطبخ، وأجهزة كهربائية، وسجاد وستائر، كحق من حقوق الزوجة، بل ويقوم البعض بوضع أسعار لما تحتويه القائمة أغلى من ثمنها الحقيقي، لضمان عدم حدوث حالة الطلاق، ويصل الأمر أحيانًا في نشوب خلافات بين أسرتي العريس والعروسة على ما يكتب في قائمة المنقولات الزوجية. ولكن ما حدث من الأب محمد أحمد حسن، ابن مدينة اسنا، يجعله قدوة لغيره من الأسر، في مراعاة ظروف الشباب، في ظل غلاء الأسعار الحالي، بالإضافة إلى أن المودة والرحمة أهم من وضع شروطًا قاسية على الزوج في بداية مشاركته لرفيقة حياته. وكتب والد العروسة "هبة محمد حسن"، في قائمة المنقولات الزوجية، حين عقد قرانها، التالي: بسم الله الرحمن الرحيم.. "وجعلنا بينكم مودة ورحمة"، صدق الله العظيم لقد وافقت أن تكون ابنتي زوجة لكم، هي ابنتي وقرة عيني، وأغلى عندي من أي قامة تكتب بأي مبلغ. أثمن ابنتي وتربيتها، وأرجو منكم أنسابي أن ترعو الله فيها، كما لو كانت ابنتكم، ورفقًا بها، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، " ورفقً بالقوارير". قائمتي ليست ورقة تكتب، هي عقد يسن، والعقد شريعة المتعاقدين، وعقدي معكم أن أسلمكم ابنتي الملاك الطاهر، هبة أحمد محمد حسن، عقدكم معي أن تعاملوها بالمودة والرحمة. ومن جانبه أشاد الشيخ محمد صالح وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، بهذا الأمر، في تصريح خاص ل"الفجر"، ملقبًا والد العروسة بالرجل الحكيم، داعيًا جميع الآباء بالاقتداء به في زواج بناتهن وعدم وضع الشروط القاسية على الأزواج. وشدد على ضرورة معاملة هذا الشاب لزوجته بالمعاملة الحسنة، ويتذكر حين غضبه منها إن ارتكبت خطئًا قول النبي صلى الله عليه وسلم، لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، ويضع هذا العقد نصب عينيه، ويتذكر ما فعله والدها معه.