تحتفي الأوساط الأدبية والسياسية، هذه الأيام بالذكرى ال66 لثورة 23 يوليو، التي ستظل علامة بارزة ومضيئة في التاريخ. وبهذه المناسبة نستعيد إبداعات 3 من كبار الشعراء الذين أصبحوا صوتَ مَن لا صوتَ لهم، وضمير الشعب بأفراحه وإحباطاته وانكساراته، والذين لا يزايد على مواقفهم أحد؛ لأنهم أبدعوا أشعارهم بعد تعرضهم لتجارب قاسية في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهم الشعراء عبدالرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم، بالإضافة إلى الشاعر نزار قباني الذي تم منعه من دخول مصر. لا ننسى أن عبدالناصر هو الذي قال: "ارفع رأسك يا أخي.. انتهى عهد الاستعباد" هكذا قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي رغم السجن الذي تعرَّض له في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1966، حيث كانت تربطه علاقة محبة وثقة به. وعن تجربة الأبنودي في السجن قال خلال أحد لقاءاته التليفزيونية: "عند اعتقالنا لم تُوجَّه لنا تهمة، وفترة الاعتقال كانت جميلة، ولو كنا نعلم بحلاوتها لطلبنا الاعتقال بأنفسنا". ورثى الشاعر عبدالرحمن الأبنودي جمال عبدالناصر بعد وفاته بقصيدة "يعيش جمال عبدالناصر"، قائلًا: من يمدحه يطلع خاسر ويشبروله أيامه يعيش جمال عبدالناصر يعيش بصوته وأحلامه في قلوب شعب عبدالناصر مش ناصرى ولا كنت في يوم بالذات وف زمنه وف حينه لكن العفن وفساد القوم نسانى حتى زنازينه في سجون عبد الناصر إزاى ينسينا الحاضر طعم الأصالة اللى في صوته يعيش جمال عبدالناصر يعيش جمال حتى في موته.. فيما اعتقل الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام بعد انتشار أغنيتهما الشهيرة "الحمد الله"، والتي هاجم فيها النظام الحاكم عقب نكسة 1967، وصدر الحكم عليهما بالسجن المؤبد، ولكنهما خرجا من السجن عقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وكتب نجم قصيدة في رثاء جمال عبدالناصر قائلًا: السكة مفروشة تيجان الفل والنرجس والقبة صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس والمشربية عرايس بتبكي والبكى مشروع من ذا اللي نايم وساكت والسكات مسموع سيدنا الحسين؟ ولا صلاح الدين ولا النبي ولا الإمام؟ دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟ على العموم أنا مش ضليع في علوم الانضباط أما عقب هزيمة 1967 فكتب نزار قباني قصيدة "هوامش على دفتر النكسة" وكانت تحوي هجومًا على الزعيم جمال عبدالناصر، وتصدَّى له كل من أنيس منصور، وصالح جودت، وغيرهما، وطالبوا بمنع القصيدة، بل ومنع نزار قباني نفسه من دخول مصر، وبعث رسالة إلى الزعيم جمال عبدالناصر عقب هذه الأزمة مفادها أن هجومه كان سبب آلامه بعد النكسة التي أوجعت الكثير من العرب الذي تأثر بها عبدالناصر وأعاد نشر قصائده من جديد. وعقب وفاة الزعيم جمال عبدالناصر رثاه قباني بقصيدة بعنوان "قتلناك" قائلا: قتلناكَ.. يا آخرَ النبلاء قتلناكَ.. ليسَ جديدًا علينا اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ فكم من رسولٍ قتل.. وكم من إمامٍ.. ذبحناهُ وهوَ يصلّى صلاةَ العشاءْ فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ وأيامُنا كلُّها كربلاءْ