سعر الذهب يرتفع مع منتصف تعاملات اليوم الجمعة    محافظ الغربية يعلن موعد بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    المغرب يحبط مخططا لداعش كان يستهدف منشأت حيوية وأمنية    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: استشهاد 140 صحفيا.. و95% نزحوا من منازلهم    إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية    عودة ثنائي.. تعرف على تطورات مصابي الأهلي قبل مواجهة الجونة    ضبط 13 ألف مخالفة مرورية متنوعة في يوم واحد    ضبط 1680 كيس سناكس منتهي الصلاحية في الغربية    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    نهى عابدين عن أزمتها مع الاكتئاب: "مفيش أسباب معينة وهي تراكمات"    وزير الأوقاف يفتتح مسجد فريد خميس بالعاشر من رمضان ويؤكد: «دورنا عمارة الدنيا بالدين» (صور)    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية المُوحدة خلال أبريل الماضي    مشيرة خطاب تشيد بقرار النائب العام بإنشاء مكتب لحماية المسنين    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بمنتصف التعاملات (آخر تحديث)    طوارئ في الجيزة استعدادا لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    المنتدى الاقتصادي يُروج لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    «التعليم» تحدد مواصفات امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024.. تفاصيل    أقباط الإسكندرية في الكنائس لحضور صلوات «الجمعة الحزينة» والجدران تكسوها الستائر السوداء    عن حفلاته في صيف 2024.. محمد رمضان: لبنان راح تولع والفرح راح يعود قريبًا    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    متسابقون من 13 دولة.. وزير الرياضة يطلق شارة بدء ماراثون دهب الرياضي للجري    وحدات سكنية وهمية.. ضبط سيدة استولت على أموال المواطنين ببني سويف    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    الأهلي يهنئ الاتحاد بكأس السلة ويؤكد: "علاقتنا أكبر من أي بطولة"    التعليم العالي: إطلاق النسخة الثالثة لمسابقة لتمكين الشباب ودعم الابتكار وريادة الأعمال    تعرف على إيرادات فيلم السرب في السينمات خلال 24 ساعة    شاهد.. جدار تعريفى بالمحطات الرئيسة للحج بمعرض أبو ظبى للكتاب    في الذكري السنوية.. قصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    دعاء الهداية للصلاة والثبات.. ردده الآن تهزم شيطانك ولن تتركها أبداً    صور الأمانة في المجتمع المسلم.. خطيب الأوقاف يكشفها    الإسكان تطرح أراضى للتخصيص الفوري بالصعيد، تفاصيل    الصحة: تقديم 10 آلاف و628 جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية الحرب    أستاذ أمراض القلب: الاكتشاف المبكر لضعف عضلة القلب يسهل العلاج    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    فرص عمل في 55 شركة.. شروط شغل الوظائف في القطاع الخاص براتب 6000 جنيه    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    التضامن تكرم إياد نصار عن مسلسل صلة رحم    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    تركيا: تعليق التجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق نار دائم في غزة    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    قصور الثقافة: إقبال كبير على فيلم السرب في سينما الشعب.. ونشكر «المتحدة»    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    عاجل - المواد الداجنة: سعر الفراخ البيضاء والحمراء اليوم الجمعة "تراجع كبير".. لدينا اكتفاء ذاتي    مصر أكتوبر: اتحاد القبائل العربية يعمل على تعزيز أمن واستقرار سيناء    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رغم المقاطعة.. كوكاكولا ترفع أسعار شويبس جولد (صورة)    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى ميلاده.. مثقفون يعيدون قراءة "المرأة" في شعر نزار قباني
نشر في بوابة الأهرام يوم 21 - 03 - 2015

ليست مصادفة غريبة أن تتزامن ذكري ميلاد الشاعر الراحل نزار قباني بعيد الأم 21 مارس، فالمرأة بشكل عام تتربع في قلبه، وتكلل قصائده، وهو الذي أيقن أن حرية المرأة من حرية الأوطان، وصفوه بأنه "شاعر المرأة"، ربما خلفية قتل زوجته بلقيس خلال تفجير انتحاري في بيروت، أو انتحار شقيقته، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، هو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، وساعد في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها، ونظر للمتلقي العربي نظرة حميمية فحرر قصائدته من اللوغاريتمات المبهمة.
وبعد رحيله ختلف النقاد حول المرأة في النص الشعري نزار قباني، فمنهم من هاجم تصوره عن المرأة ومنهم من انتصر له، يؤكد الناقد مدحت الجيار أن المرأة في كل العصور وفي كل الأوقات موضوع زخم لكل شاعر علي مر العصور وحتي الآن، سواء كانت الحبيبة، الصديقة، الزوجة، الأم، الابنة، مشيرًا إلي أن نزار قباني من الشعراء الذين أعطوا للمرأة عمقًا كبيرًا في قصائده حتي يتخيل إلينا أننا نستمع إلي امرأة تكتب عن امرأة أخرى.
واعتبر الجيار أن المرأة في النص الشعري بعد نزار قباني، باتت سيًلا لم ينقطع مستشهدًا بشعراء أمثال الشاعر فاروق جويدة الذي حول المرأة إلي رمز أكبر من المرأة، والمرأة رمزًا للوطن عند الشاعر محمود درويش، ورمزًا للخصوبة والبساطة عند الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، ورمزًا للمسئولية عند الشاعر محمد عفيفي مطر.
وقال: هناك أجيال جديدة تهتم بالمرأة علي أنها فاعلة ونشيطة في المجتمع، حيث أنه لأول مرة تُنعت المرأة بمصطلحات ناشطة حقوقية أو سياسية، وهذا يعني أن المراة تصنف مثلها مثل الرجل في كل الأنشطة السياسية وغير السياسية والإدارية والفنية ولا فارق بين مرأة ورجل والجميع علي صعيد واحد وقد تتفوق المرأة في بعض التخصصات.
هاجم الجيار من يدعي أن نزار قباني تحدث عن المرأة من ناحية ذكورية بحته وليس علي المستوي الانساني، واصفًا إياهم بأصحاب "اللحي"، موضحًا أنه كتب عن المرأة كأن المرأة هي التي تتحدث عن نفسها وقال فيها ما أجمل ما يمكن أن يُقال من كلمات الحب كما رمز للمرأة بالوطن في ديوان "رسالة من تحت الماء".
وعلى الجانب الآخر، لم يتوقف شاعر العامية زين العابدين فؤاد عند رؤية نزار قباني للمرأة، فعلي الرغم من إقراره بأن نزار لعب دورًا مهمًا في تطوير القصيدة العربية في الشعر العربي، كما أثر في وجدان المرأة نظرًا لجاذبية وشاعرية لغته إلا أن تعامل مع المرأة كونها "سلعة" على حد وصفه.
نفي العابدين أي دور قام به نزار من أجل تحرير المرأة أو الانتصار لها، فلم يتذكر سوي الأبيات التي وصف فيها نزار المرأة وصفًا صريحًا واستشهد ب بيتًا من إحدي قصائده والتي قال فيها: "فصلت من جلد النساء عباءة.. وبنيت أهرامًا من الحلمات" وتساءل باستنكار: في أي قصيدة من قصائد نزار تجد المرأة نفسها؟
واعتبر وصفه ب"شاعر المرأة" هو وصف مُقحم عليه من قبل نقاد واهمون، مشيرًا إلي أنه نظر للمرأة باعتبارها جسدًا جميلا وشعرًا يتطاير، فتحدث عن المرأة من وجهه نظره ولكنها ليست قضايا المرأة على الإطلاق.
لم يتوقف عابدين عند رؤية نزار قباني للمرأة فحسب، إنما تسلل إلي قصائده السياسية التي أعتبرها تحوي همًا سياسيًا أكثر من الفنية، نافيًا عنه أي رؤية سياسية حكيمة، فأنتقد موقفه من هزيمة العرب 1967 ونعيه للعروبة، ووصفه بالتناقض عندما هاجم عبدالناصر قبل وافاته ثم عاد و رثاه في قصيده "قتلناك يا آخر الأنبياء" عندما توفي.
وقال الناقد أحمد الخميسي: إن الادعاء بأن الشعر في المرأة بعد نزار قباني اختفي هو إقرار بأن المرأة نفسها اختفت بل اختفي الرجل، مشيرًا إلي أن التغزل بالمرأة بدأ منذ فجر التاريخ وحتي هذة اللحظة مستمر بطريقة أخرى، والشعراء لم يكفوا عن التغزل بها.
وأكد الخميسي أن نزار قباني لفت النظر بقوة إلي علاقة الجانب الحسي بالمعنوي تلك العلاقة التي تربط بين المرأة ككائن حي و الحب كعلاقة رومانسية، لافتًا أن هناك من كتبوا عن المرأة من الجانب الحسي لكنهم لم يرتقوا لشعر نزار واصفًا شعرهم ب"الضعيف" ووصف نزار بأنه أشاع اللغة الشعرية في الشارع العربي وجعلها لغة قريبة من الإنسان العادي.
يري الخميسي أن قيمة نزار قباني تكمن في أنه كتب فنًا لمس قلوب كل من أحبوه، فشعره عانق مشاعرهم وأحاسيسهم، فسطر بلغتهم وكسر الفجوة بين النخبة ولغة الشارع.
ورد على الادعاء بتناقض الآراء السياسية لنزار قباني فيما يخص دفاعه عن جمال عبدالناصر عقب وفاته بالرغم من نعيه للعروبة عند النكسة، فقال في هذا الصدد أن شعراء كثيرون اختلفوا مع عبدالناصر ونعوه بعد وفاته أمثال الشاعر أحمد فؤاد نجم سُجن في عهد جمال الناصر كثيرًا ورغم ذلك عندما توفي كتب قصيدة وقال: الجراح طابت، والشاعر محمود درويش أيضًا نعاه بقصيده أجمل ما يمكن.
من جهة أخرى لا يعترف الناقد لويس جريس بدور الشاعر السوري الراحل نزار قباني في تصوير معاناة المرأة العربية، و بث أنينها عبر قصائده الملتهبة حبًا وإشفاقًا عليها، فيري أن نزار إقتصر علي تصوير المرأة وكأنها "متعة" لا المرأة الإنسان، معتبرًا أنه نظر للمرأة برؤية ذكورية أكثر لا إنسانية.
ويري جريس أن المرأة لا تحتاج نزار قباني أو أي شاعر آخر ليتحدث عنها، معللًا ذلك بأنها أصبحت ناضجة وقادرة على أن تعبر عن نفسها وتتقلد وظائف قيادية أكثر من الرجل ذاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.