قال الناقد شريف الجيار إن مرارة الفقد جعلت من الشاعر الراحل نزار قباني مسانداً للمرأة ومدافعاً عنها بصدق. جاء ذلك في احتفالية صالون الأوبرا الثقافي بالقاهرة بالذكرى 92 لميلاد نزار قباني، مساء اليوم الأربعاء. وأوضح الجيار أن نزار مر بتجربتين مريرتين في الفقد، حيث انتحرت أخته بسبب العشق، كما قال نزار في كتابه "قصتي مع الشعر"، بالإضافة إلى مقتل زوجته الثانية العراقية بلقيس الراوي في حادث تفجير السفارة العراقية ببيروت عام 1981. وأضاف الجيار، في الحفل الذي أقيم بالمسرح الصغير، أن حياة المرأة جزء أصيل من قصائد نزار قباني، حيث رسخ لفكرة المرأة الفرد، التي تتناول حرية الاستقلال والرأي والقرار والتمرد، كما رسخ للمرأة الرمز، أي المرأة الوطن، وعمد إلى تحطيم كل ماهو جامد ومقيد لها، مشيراً إلى أن نزار رأى أن حرية الوطن تُقاس بحرية المرأة فيها. وأضاف الجيار في تصريح ل"بوابة الأهرام" أن نزار قباني كان امتدادا لتراث شعري عظيم لأمثال الشعراء عمر بن أبي ربيعة وجميل بثينة، وحتى الآن لم نجد من يمثل امتداداً حقيقياً لنزار قباني في الاهتمام بقضايا المرأة، والقضايا السياسية الصادقة في الاتجاه الآخر. وأشار الجيار إلى أن نزار استطاع بقصائده أن يهزم موقف النقاد تجاه أشعاره الجريئة، وذلك لأنه كان يمتلك رؤية ومشروعا بين طيات قصائده. وأوضح أنه رأى أن الشاعر الحق هو الذي يتحرر من السلطة ويقف بجانب المرأة لأن حرية الوطن من حرية المرأة. وعن بنية قصيدة نزار، قال الجيار إنه حدّث في بنية القصيدة العربية كما سطر بلغة حياتية يومية غازل بها الملتقي العربي، وهزم بها كل من يحول القصيدة إلى لوغاريتمات مبهمة. ووصفه بأنه شاعر العقول المستقلة المستنيرة، وشاعر الوطن والحب والجمال والعدل والمرأة. وأضاف أن لنكسة 1967 أثرا كبيرا في تحول وتوسع فكر نزار قباني، حيث توسعت اهتماماته وتحول من الشاعر الرسام إلى السياسي المناضل الجلاد الذي يجلد الحكام لإفاقتهم، واصفاً إياه ب"شاعر الإفاقة"، الذي بحث عن العدل في فترة خاوية من العدل، مضيفاً أن نزار كان يؤمن بأن الشاعر الحق هو الذي يجلد الأنظمة ويتحرر من قبضتها المستبدة. أدار الندوة أمين الصيرفي، وألقى شعر نزار الشاعر علي عمران وآخرون، وتغنت ببعض قصائد نزار قباني مطربات شابات. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :