لا أعرف من أين أبدأ الجولة.. من مدخل السوق أم من عند بائعي المستعمل، لكن دعونا نبدأ من حيث انتهت إليه الصحافة، في كسر للعادة وخروج عن قانون «كوبي اللينكات ولطع البيانات» قررنا نحن قسم الميداني في «البوابة» إعادة الروح للصحافة وعودة المغامرات برغم كل الاحتمالات التي تؤكد إصابة صاحبة الجلالة بأزمة قلبية على إثرها تم نقلها للعناية المركزة، ولما كنا لا نملك غير الأمل والعمل قررنا النزول إلى الشارع، وإذ بنا نجد عجب العجاب، نجد أن هناك شعب آخر غير ذلك الذي يقبع خلف الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.. هناك شعب الفرانكو وهنا شعب الكانتو.. وكأن الشعب الأول ينظر للشعب الثاني المطحون في الشوارع من «الفراندة أو بلكونة القصر». واحدة من الشعب الثاني تدعى أم إبراهيم، تعيش في مسكن بالإيجار في إحدى القرى، «حتى القرى التي كان دور بالطوب اللبن.. صارت أسمنتية البناء والهواء!»، أم إبراهيم لها بنت وولد وزوجها «عاطل» هذا ليس اسمه لكن «حاله»، لا يجد عملا أو لا يبحث عن عمل أو.. لكن أم إبراهيم قررت أن تعمل من أجل أولادها فما كان أمامها إلا أن تخرج لسوق المستعمل.. لسوق الغلابة.. لسوق الكانتو.. اقترضت من إحدى جارتها 500 جنيه وبعد مشاورات ومداولات ومناقشات وخناقات مع زوجها، اهتدت أن تذهب إلى المحلة وتشتري بعضا من «طرح العرائس» و«الجلابيب البيتية»، أكل هذا ب500 جنيه، «أينعم بها».. كم العدد لا يهم.. المهم أنها فرشت في سوق الكانتو ووضعت بضاعتها.. وعرائس الغلابة كُثر.. «أي والله كُثر»، مكسب أم إبراهيم في «الطرحة» اثنين جنيه، ولن أخفي عليكم سرا ثمن «الطرحة 20 جنيها، مكسبها كام في اليوم «فضل ونعمة من عند ربنا أفضل من الشحتة هكذا تقول». بجوار أم إبراهيم يجلس عم حسن وسيد وجمال والخالة عالية والست إقبال والمعلم عليوة كل هؤلاء لديهم من «الإبرة للصاروخ.. أي نعم ليست ماركات لكنها تملأ النيش والدواليب ومع الحفاظ عليها ممكن أن تعيش»، قبل أن أغادر أنا وأنتم السوق يظل أهم منطوق في القلب وعلى اللسان «إحنا غلابة أووي».