ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    موعد مباراة الأهلي ضد الهلال اليوم الإثنين 6-5-2024 في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف خاص.. سألنا الشباب:عاملين إيه بعد "التعويم"؟
نشر في بوابة الشباب يوم 08 - 01 - 2017

أعد الملف: رانيا نور - محمد شعبان- محمد فتحي - مروة عصام الدين - ميادة حافظ
تصوير: محمود شعبان-نور عادل
- محمد يعمل في بنك وينفق 3 آلاف جنيه بمفرده.. محمود راتبه 2100 جنيه ويواجه الحاجة ب"الحرمان"
- شعار شباب إمبابة: لن نتزوج.. وسفرونا يرحمكم الله!
- نشرة أخبار المناطق الشعبية: مؤهلات عليا وأرزقية.. و100 جنيه في اليوم لا تكفي!
- مفاجأة..أمجد كامل يتقاضى 12 ألف جنيه ويؤكد: ساعات أستلف آخر الشهر!
- أحمد قرر تأجيل الزفاف بسبب الشبكة.. و3 من أصدقاء مايكل فسخوا خطبتهم بسبب المبالغة فى طلبات الأهل
- ريم سألت على سعر "تكييف" منذ عام فكان ثمنه 4 آلاف جنيه ثم فوجئت به الآن ب 7 آلاف جنيه.. ونهى تعاني مع خطيبها بسبب "فارق الأسعار"
- بورصة الملابس الساكسونيا: البلجيكية والهولندية أفضل من الإيطالية.. والكيلو ب50 جنيها
-الأولاد تزعجهم أسعار الملابس والبنزين والسجائر.. والبنات: "الميك أب" أسعاره نار!
- صفحة "إبرة وفتلة" تساعدك علي تحويل أى ملابس قديمة لمنتج جديد إما نستخدمه أو نعطية لمن يحتاجه
- مصممة الأزياء زوما حلمى: يمكن استخدام 3 بنطلونات جينز فى صناعة فستان أو شنطة أو جراب موبايل أو غطاء لاب توب
- أصحاب محلات الذهب بالصاغة: الإقبال على الشراء لا يتعدى 10 % .. والكثيرون يقبلون على البيع أكثر
- د.زينب مهدى استشارى العلاقات الأسرية: أرفض حملات إلغاء "النيش" والشبكة لأنها تشعر البنت بقلة قيمتها!
المعاناة الاقتصادية لا تعرف مستوى محدداً للدخل.. فالكل يشعر بالأزمة أمام موجات ارتفاع الأسعار المتلاحقة، وخاصة بعد تعويم العملة، وتزداد المشكلة بين الشباب الذين يبحثون عن تحقيق طموحاتهم في شراء شقة والزواج، وهناك من أصبح أقصى طموحه أن يكفيه راتبه لمصاريفه الشخصية بدون أن يحصل على مصروف إضافي من أهله، وتزداد الأزمة طبعاً إذا كان الشاب مازال طالباً ولديه التزامات كثيرة لابد وأن يقوم بها معتمداً علي مصروف أصبح رغم بساطته عبئاً علي أسرته،
ولذلك في السطور التالية لم نكتف بالكلام النظري أو الرصد عبر أرقام.. ولكننا سألنا شباباً من مختلف الطبقات عن أحوالهم وأفكارهم وسط موجة الغلاء التى نعيشها وحسب ظروفهم المختلفة، كما رصدنا واقع المقبلين منهم علي الزواج وهم يشهدون تضاعف أسعار كل شىء بداية من الذهب بالإضافة إلى الأثاث و المفروشات، كما توقفنا عند محاولات التأقلم مع الأحوال الصعبة سواء عن طريق التوجه إلى شراء المستعمل..
حيث ظهرت من جديد مصطلحات مثل "الساكسونيا" و"الروبابيكيا" إلي جانب شراء الملابس والأثاث والأجهزة الكهربائية وحتى فساتين الأفراح وبدل الزفاف المستعملة، كما سألنا بعض الشباب: بعد ارتفاع الأسعار..ما الذي قررتم الاستغناء عنه في حياتكم؟ وسنعرض في نهاية الملف فكرة جيدة لمصممة الأزياء "زوما حلمى" صاحبة حملة "إلبس هدومك القديمة" والتى لاقت إقبالا كبيرا علي صفحات التواصل الاجتماعي.
شباب المناطق الشعبية
توجهنا إلى إمبابة.. وعلى أحد المقاهي وجدنا عدداً من الشباب.. اقتربنا منهم وتحدثنا معهم لنتعرف على ما يدور في دماغ شباب تلك المنطقة الشعبية.. يقول شريف شوقي: الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو أن أجمع فلوس، وذلك من أجل أن أكمل نصف ديني، فأنا حصلت على دبلوم تجارة وعملت طباخا وعلى تاكسي وتوك توك وسافرت الى السعودية وعدت وكانت نتيجة كل ذلك أني معي 18 ألف جنيه، وهذا المبلغ لا يفعل أي شيء في هذا التوقيت، وأعمل حاليا على تاكسي والحالة صعبة جدا، فأصرف في اليوم 50 جنيها للأكل والسجائر، ولو عدت ب 40 جنيها بعد أن أعمل من الساعة 6 صباحا وحتى 2 صباح اليوم التالي أكون كسبت، و"اللي جاي على قد اللي رايح"، وحالي مثل حال شباب كثيرين، فكلنا تجاوزنا سن الثلاثين ولم ولن نتزوج، ولم يعد لدينا أي طموح في أي شيء.
"سفروني يرحمكم الله".. هكذا اقتحم حديثنا أحمد سمير- 34 سنة- ويقول: محتاج أسافر وأهاجر أنا وغيري من شباب إمبابة، لأن الحياة هنا سيئة، وليس لدينا فرص عمل أو وساطة، وأنا دفعت مبلغا كبيرا من أجل السفر للإمارات، ولكني عدت بسبب الكفيل الفلسطيني الذي كان يكره المصريين، وليس لدينا ما يكفي احتياجاتنا، لا نملك إلا فلوس الشاي الذي نشربه على القهوة، وصعب أن نتزوج بالرغم من أن أهالي إمبابة سهلوا الزواج ولم يعد أحد يطلب مطالب كبيرة من أجل أن"يستروا" البنت، لكن لا يوجد ثمن إيجار شقة أو تكاليف تجهيز الشقة، فكل ذلك يحتاج إلى أموال كثيرة.
وفي منطقة "بطن البقرة" يعيش شبابها ظروفاً مختلفة.. يقول إبراهيم عبد الونيس- 26 سنة-: لم أتعلم وأعمل"أرزقي"، وأي حاجة تجيب جنيه أعمل فيها مهما كانت، لأن أكل العيش مر، ولو جعت لن أجد من يعطيني رغيفا، وهناك جمعيات جمعت تبرعات من أجلنا، ولكنهم جمعوا الفلوس وسرقوها، ومن الممكن أن أكسب من 20 إلى 70 جنيها في اليوم، وهذا مبلغ قليل بالطبع، ومع ذلك فأستطيع أن أتزوج وأعيش مع أهلي، لأني سأتزوج من فتاة من نفس المنطقة وبالتأكيد على علم بالظروف الصعبة التي نعيشها.
على زيزو واسمه الحقيقي نظير عاطف عامل في ورشة في تكسير البلاستيك.. ويقول: لدي 30 سنة وحصلت على بكالوريوس تجارة، وطبعا لا أملك وساطة تشغلني، وعندما فكرت في البحث عن عمل يليق بخريج جامعي كان اسم بطن البقرة كفيلا برفضي، فعملت في تكسير البلاستيك وأحصل على 1500 جنيه في الشهر، واقتنعت بأني لن أجد عملا بالبكالوريوس ولو وجدت فلن يكسبني ما أكسبه من عملي الحالي، والحمد لله أني وجدت هذا العمل من الأساس، فالبطالة في المنطقة كبيرة، ومن يعمل 3 أيام في الأسبوع يبقي "بطل"!.
رواتب عالية ولكن!
لا يعاني من ارتفاع الأسعار أصحاب المرتبات المنخفضة فقط أو من يعانون من البطالة.. فهناك من لديه وظيفة جيدة ومرتب مجز.. ولكنه يعاني أيضا، إبراهيم خالد- بكالوريوس تجارة 22 سنة- يقول: أعمل في مبيعات البنك الأهلي، وأحصل على 1800 جنيه كمرتب بجانب عمولات على القروض، ولكن في الحقيقة المرتب لا يكفي للأكل والشرب والملابس، لدرجة أن أحصل على مصروف من والدي حتى الآن، ولو استمررت بهذا الشكل فلن أفكر في الزواج قبل سن الثلاثين، فأحتاج إلى ادخار 5 آلاف جنيه بعد مصاريفي.
ويقول محمد السيد- ليسانس ألسن 25 سنة- أعمل في أحد البنوك الخاصة، بعد أن عملت" كاشير" في سوبر ماركت كبير، وكنت أحصل على 1100 جنيه، ولكنهم لم يكن يكفوني، فجلست في المنزل لكي أبحث عن العمل الجيد فوجدت العمل في البنوك، وأحصل على راتب 1650 جنيها بجانب العمولة فمن الممكن أن أحصل في الشهر على 3 آلاف جنيه، ولن أفكر في الزواج بالتأكيد لأن هذا الراتب بالكاد يكفي مصاريفي الشخصية وحدي، ولكن الزواج في علم الغيب.
والمفاجأة أن هناك من ينتمون لشرائح الدخل العليا ويعانون بشدة، حيث يقول أمجد كامل (37 سنة)، بكالوريوس هندسة، ويعمل فى توكيل إحدى السيارات العالمية: كلما ارتفع المستوى الاجتماعى زادت متطلبات الحياة، فأنا أعيش فى مصر الجديدة، وعندى طفلان يتعلمان فى مدرسة دولية، والدفع بالعملة الصعبة، وعندما تم تعويم الجنيه، وصلت مصاريف الأولاد للضعف. هذا بالإضافة لأعباء الحياة والمظهر الاجتماعى، ونفقات الأكل والشرب والخروجات والعشاء فى الخارج. فالأعباء ثقيلة للغاية.
لدرجة أننى قد ألجأ للاقتراض مع أحد الأصدقاء قبل نهاية الشهر! علما بأن راتبى يتراوح ما بين 9و12 ألف جنيه شهريا. أيضا الذى اكتشفته من تجربتى أن متوسطى ومرتفعى الدخل هم أكثر الفئات ميلا للإنفاق وبالتالى هم أكثر الفئات تضررا من ارتفاع الأسعار، لأن محدود الدخل يسير بمبدأ "على قد لحافك مد رجليك" أما نحن فنسير وفقا لمستوى الدخل، ولا نلجأ للتوفير أو النظر للمستقبل، فأهم شىء هو المتعة واصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب.. ولكن مع ارتفاعات الأسعار الحالية أعتقد أننى سأتوقف عن هذه الفلسفة، خاصة وأن هناك التزامات حياتية لا تحتمل التأجيل.
المتزوجون
أكدت إحصائية حديثة لجهاز التعبئة العامة والإحصاء وقوع 200 ألف حالة طلاق خلال العام بما يعادل 22,6 حالة طلاق كل ساعة تقريبا، أى حوالى 4 حالات طلاق كل دقيقة! أما الأسباب فهى متعددة من ضمنها العوامل والضغوط الاقتصادية والمعيشية، خاصة وأن نسب ومعدلات الطلاق تتركز فى الفئة العمرية من 20 إلى 34عاما.. فكيف يدير المتزوجون حياتهم..
يقول محمد زكى (30 سنة) موظف بمستشفى عام: أنا متزوج حديثا، ولو كنت أعلم حجم الأعباء التي سأتحملها كنت تراجعت وأجلت قرار الزواج، خاصة وأن فئة الموظفين هم أكثر الفئات التي تتأثر بالأوضاع الاقتصادية، لأن دخلهم ثابت ويزيد ملاليم سنويا في حين أن الأسعار تزداد بشكل جنوني، بجانب أعباء الطفل الأول الذي يحتاج لميزانية خاصة، وأنا دخلي بالمرتب والمكافآت والحوافز والأوفر تايم حوالى 2100 جنيه، فى حين أن احتياجاتي الشهرية تتجاوز 3 آلاف جنيه، هذه الفجوة تجعلنى دائما أواجه الحاجة بالحرمان، يعنى أنا نفسى أشترى "كسوة الشتا" لكن تراجعت، كان نفسى في إجازة وأذهب الى أى مكان ولم يحدث، حتى فى احتياجات البيت نحاول قدر الإمكان أن نقلل فى تناول البروتين لأنه بصراحة "يخرب البيوت"
ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن الطلبات لا تقل بل إن الأعباء تزداد مع الوقت، وطبعا تجنبا للخلافات داخل البيت فقد توصلت مع زوجتى لمعادلة مرضية للطرفين وهى أن تكون البروتين ليومين فقط فى الأسبوع، وباقى الأسبوع نواشف وجبن ومعلبات وما شابه والتكلفة الإجمالية للأكل فى الأسبوع لا تقل عن 350جنيها يعنى حوالى 1400 جنيه شهريا ويتبقى من المرتب حوالى 500 جنيه للمواصلات والطوارئ.
ويقول محمد الشريف (26 سنة) ليسانس آداب، لغة إنجليزية، ويعمل فى مكتب ترجمة: مرتبى الشهرى 1600 جنيه أولا عن آخر، وصاحب المكتب يعتقد أنه يعطينى ثروة كل شهر مع أن هذا المبلغ يمكن أن يضيع فى كام أكلة أو خروجة، طبعا انا ساكن فى شقة بالإيجار ب600 جنيه فى الشهر، والباقى لا يكفى الأكل والشرب والمصاريف، لذلك ألجا دائما لطلب المساعدة من أبى، الذى يدخر لى شهريا نصف المعاش الذى يحصل عليه، ولولا مساعدة الأسرة كانت حياتى توقفت..
شعورى بالاحباط لا يتوقف عند حد، خاصة وأن الأسعار والغلاء الذى نعيش فيه يجعل أى إنسان يخرج عن شعوره، حاليا أبحث عن فرصة سفر للخارج لأن السفر يختصر العمر، لكن أنا كل يوم عمرى يضيع دون فائدة، ومع الأسف الضغوط الاقتصادية تتسبب فى نشوب خلافات وجو من الملل، والضيق، لأننا نرى إعلانات المنتجعات والشقق الفاخرة والمصايف والشاليهات فى الوقت الذى نعانى فيه من الحرمان من لقمة العيش.

هل يهربون من الزواج بسبب الأسعار؟
"قررت تأجيل حفل زفافى بسبب تأخرنا فى شراء الشبكة التى تضاعف سعرها الآن"، هكذا بدأ أحمد حامد "مهندس معمارى 33 سنة "حديثه معنا، ويكمل قائلا: أنا خاطب منذ ما يقرب من عام كامل، واكتفينا فى الخطوبة بالدبل فقط، حيث كان الاتفاق بين الأسرتين على تأجيل تقديم الشبكة إلى حفل الزفاف، وكان من المفترض أن يكون الزفاف مع بداية العام الجديد، لكننا بعدما فوجئنا بتضاعف أسعار الذهب اقترحت إتمام الزواج بدون شبكة على ان أقوم بشرائها فيما بعد، بينما رفض أهل خطيبتى ذلك خوفا على الشكل العام أمام الأهل والأصدقاء،لذلك اتفقنا على تأجيل الزفاف عدة أشهر حتى أتمكن من شراء الشبكة المتفق عليها".
بينما تؤكد ريم سعيد 25 سنة "محاسبة بأحد البنوك"أنها مخطوبة منذ عامين، وخلال هذه الفترة فوجئت بارتفاع شديد فى أسعار كل شىء فى تجهيزات الزواج من أثاث و أجهزة كهربائية ومفروشات وكل شىء، وتضيف أن أسعار الأجهزة الكهربائية على سبيل المثال زادت بصورة غير منطقية فعندما سألت على سعر تكييف من حوالى عام كان ثمنه 4000 جنيه أصبح الآن سعره 7000 جنيه، وبالتالى فهى وخطيبها يواجهان صعوبات فى استكمال بعض الأجهزة المتبقية فى الجهاز.
وتشاركها فى الرأى نهى سالم 25 سنة "مترجمة" حيث تؤكد أنها مخطوبة منذ 10 أشهر، وعندما اتفق خطيبها مع نجار لتنفيذ أثاث شقتها، كانت الأسعار مختلفة تماما عما يطالبهم به النجار الآن حيث رفع الأسعار بنسبة حوالى 50% على كل غرفة بسبب ارتفاع أسعار الأخشاب أيضا، فمثلا كان الاتفاق على أن تكلفة المطبخ لن تتعدى 10 آلاف جنيه، لكن النجار يطالبهم الآن ب 15 ألف جنيه، ونفس الوضع بالنسبة لباقى الأثاث..
ويؤكد مايكل فريد "30 سنة أعمال حرة" أن أى شاب يفكر الآن فى الزواج مخطئ تماما لأنه سوف يتحمل مبالغ كبيرة جدا أضعاف ما يتوقعه، ويضيف أن أكثر من صديق له قاموا بفسخ خطبتهم مؤخرا بعد ارتفاع الأسعار وتمسك أهل العروسة بنفس الطلبات وعدم مرونتهم فى التنازل عن أى شىء وبالتالى فالأفضل تأجيل الفكرة تماما.
أما رامى علاء الدين 35 سنة "صيدلى" فيوضح أنه حتى الآن لم يتزوج وبعد ارتفاع أسعار كل مستلزمات ومتطلبات الزواج فلن يتزوج الآن على الإطلاق، ويؤكد أنه تأخر فى الزواج حتى يوفر مبلغا مناسبا يستطيع به شراء شقة مناسبة وتجهيزها، وهذا استغرق أكثر من 10 سنوات من العمل، لأنه بنى نفسه بنفسه ولم ينتظر مساعدة أهله لذلك كل ما استطاع أن يفعله هو شراء شقة فقط، أما بالنسبة لتكاليف التشطيب والأسعار الخياليه للأثاث فلن يقدر على تحملها الآن على الإطلاق.
بينما يقول محمد طاهر 29 سنة "مدرس كيمياء": تقدمت لخطبة ابنة خالتى منذ 4 شهور، والحمد لله قدمت لها شبكة بسيطة تكلفتها حوالى 10 آلاف جنيه، أما بالنسبة للفرش وتجهيزات المنزل فاتفقنا على أن تكون التكلفة مقسمة بيننا "بالنصف" فى كل شىء، وأعتقد أن الوضع بالنسبة لى قد يكون أسهل وأفضل من الكثيرين لأننى سوف أتزوج ابنة خالتى وبالتالى هناك نوع من التساهل فى كل شىء.
أزمة الذهب
ولعل أهم ما يشغل بال كل من يقبل على الزواج هو أسعار الذهب التى ارتفعت مؤخرا بشكل ملحوظ وبطريقة تسببت فى تأجيل الكثيرين لفكرة الزواج لأنهم يعلمون جيدا أن الشبكة من الأساسيات التى لن يتنازل عنها الأهل كنوع من "البرستيج" الاجتماعى، لذلك اتجهنا إلى محلات بيع الذهب فى الصاغة لنتعرف على مدى إقبال الجمهور على شراء الذهب، فيقول عزت فرويز صاحب أحد محلات بيع الذهب بالصاغة إن سعر جرام الذهب الآن يبدأ من 460 جنيها لعيار 18، و540 لعيار 21، و617 جنيها لعيار 24، ويشير إلى أن معدل الإقبال على شراء الذهب فى الأشهر الأخيرة لا يتعدى 10% فقط عن الشهر السابقة بسبب تأثر أسعار الذهب فى مصر بالأسعار العالمية، ويضيف أن الكثيرين يقومون حاليا ببيع ما لديهم من مشغولات ذهبية لا يريدونها حتى يستفيدوا من فارق السعر.
ويضيف كمال جريس "صاحب محل آخر بالصاغة "أن أقل شبكة الآن والتى تزن حوالى 50 جراما لعيار 21 لا يقل سعرها عن 30 ألف جنيه، فى حين أن سعرها من عام تقريبا كان حوالى 10 آلاف حنيه فقط!.
لا تساهل ولا تعقيد
وتؤكد د. زينب مهدى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية أن ارتفاع الأسعار شىء خارج عن إرادتنا جميعا، وكلنا نعانى منه، لكن ما نستطيع أن نقوله انه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يعتبره الشباب "حجة" لعدم الزواج، لأن الله تعالى خلق الرجل لديه القدرة الذهنية والعضلية على القيام بأكثر من عمل، فيمكن له أن يعمل فى أكثر من وظيفة فى مقابل توفير مبلغ مادى محترم يوازى الارتفاع فى أسعار الذهب والعقارات والأثاث وغير ذلك ويساعده فى تكوين نفسه، فلابد أن تشعر البنت بتقدير من العريس الذى يرغب فى الزواج منها، فهناك الكثير من الشباب الذى يجد ويجتهد ويبذل أقصى ما بوسعه للتقدم لخطبة الفتاة التى يريد أن يتزوجها فعلا..
وتضيف د. زينب: أما بالنسبة للأهل، فلاشك أن هناك بعض الأسر التى تغالى وتبالغ فى الطلبات، وهو أمر مرفوض أيضا، فلا تكونوا سببا فى عنوسة بناتكم، وأطالبهم بالتخفيف فى الطلبات وليس التنازل تماما، فمن حقك أن تفرح بابنتك لكن فى حدود المعقول، فهناك مقولة سيكولوجية تقول "ما يأتى سهلا يذهب سهلا" وبالتالى لابد أن يشعر الشاب أنه بذل جهدا كبيرا فى سبيل تحقيق حلمه والزواج ممن يحبها حتى لا يتخلى عنها بسهولة، ولكن أيضا دون الضغط عليه بشكل أكبر من الحد المعقول.
وعن رأيها فى حملات إلغاء النيش والشبكة المنتشرة على مواقع التواصل تؤكد د. زينب انها ضد تلك الدعوات تماما لأنها تشعر البنت بقلة قيمتها وبالتالى تقلل من نظرتها لخطيبها أو زوجها فيما بعد، وتعد سببا غير مباشر لفشل الكثير من الزيجات.
تقدر تستغني عن ايه؟
تقول ندي سعد كلية الفنون الجميلة الفرقة الثالثة: كل شيء ارتفع سعره يؤثر علينا بداية من المواصلات وحتي الخامات التي نحتاجها لدراستنا، والمصروف لم يعد يكفي لآخر الشهر لدرجة أنه في آخر يومين منه قد لا أذهب للجامعة.
فيما قالت نهي محمود كلية الفنون التطبيقية: شراء الملابس الجديدة أصبح من "الكماليات" والمهم المواد الخام والملازم والسكاشن وتصوير الأوراق، حتي الأكل لم يعد مصروفنا يكفي لتخصيص ميزانية له.
أما نيللي عمر طالبة بكلية الهندسة فتقول: لم يعد هناك مجال رفاهية الخروج مع أصدقائنا, فأقل نزهة تحتاج من 75-100جنيه, كما أنني بدأت اتفق مع زميلاتي اللاتي تسكن قريباً مني علي أن نذهب للجامعة بسيارة واحدة لتوفير ثمن البنزين.
بينما محمد رمضان كلية إعلام الفرقة الرابعة يقول: أنا لا أدخن ولا اصرف فلوسي في أمور تافهة ولا تفيد ورغم ذلك مصروفي لا يكفيني, فالملابس أصبحت غالية جدا وقررت هذا العام أن استغني عن شراء ملابس الشتاء واستخدم ما تبقي عندي في دولابي.
تقول عاليا محمود طالبة بكلية التربية الفنية: ارتفاع الأسعار أصابني باكتئاب, فأسعار كل السلع ارتفعت كل واحد يقول "واشمعني انا", وهذا اثر علي إمكانيتي علي شراء ما احتاجه مثل الإكسسوارات والملابس, وهو ما دفعني للعمل بجانب دراستي في ورش ومعارض فنية، حتي أنني جربت العمل كخبيرة تجميل بعد أن حصلت علي العديد من كورسات التجميل المجانية أون لاين.
"الميك أب أكثر شيء أعاني من عدم وجوده" هكذا تقول آية محمود طالبة بالفرقة الثالثة كلية إدارة الأعمال، وأضافت: تم وقف استيراد الميك أب المستورد والبديل الموجود لا يرضيني, وطبعا لابد ان أحافظ علي ما تبقى لدي من أدوات ماكياج حتي إشعار آخر, وربما ما يمكن ان أتنازل عنه في الوقت الحالي عدم شراء الملابس الماركات وممكن أن استبدلها بال"هاي كوبي".
" الأسعار ارتفعت جدا والمصروف زي ما هو " هذا رأي جومانة ياسر الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التربية الفنية،تقول: طبعا لا يمكنني أن أطالب بزيادة لأنني أعرف جيدا مدي الضغوط التي تتعرض لها كل أسرة, ولكن نفسي الدكاترة يكون عندهم شعور بنا ويقللوا في عدد الطلبات والمشروعات، فأنا مطلوب مني هذا العام ما يقرب من 8 مشروعات وطبعا الأدوات والفرش والمعادن المستخدمة والألوان مكلفة جدا, والسوق ارتفعت أسعاره ليس الضعف ولكن وصلت في بعض الخامات الي 3 أضعاف وبالتالي قررت أن استغني عن تطلعاتي في شراء اي شيء جديد.
أما علا إبراهيم بالفرقة الثانية كلية إعلام فقالت: السنة دي سأشتري شيئاً واحداً بدلا من ثلاثة, وسأنتظر موسم التخفيضات لاشتري ما احتاجه وفقا للميزانية التي أصبحت لا تكفي لشراء بلوفر وبنطلون، وقد فوجئت عندما نزلت منطقة الحسين بأن الشنطة الجلد التي تصنع في مصر أصبح سعرها 500 جنيه.
ويضيف أدهم المهدي الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة: أكثر شيء مؤثر بالنسبة لي فى ارتفاع الأسعار هو البنزين, مما يجعلني مضطرا إلي اللجوء إلي المواصلات 3 أيام في الأسبوع بعد أن كنت اذهب بسيارتي كل يوم إلي الجامعة, وأفكر الآن في بيع السيارة, وطبعا أصبحت من الرفاهية التي لابد أن استغني عنها في الفترة الحالية.
فيما يقول هشام عبد العزيز الفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة: بدأت اشتري الملابس من "الوكالة" بعد أن كنت اشتريها من محلات التوكيلات في المولات، حتي إن السجائر أصبحت اشتريها ب"الواحدة" بدلا من شراء علبة كاملة لارتفاع سعرها.
سوق المستعمل ينتعش
حيث يقول أحمد إبراهيم- صاحب محل أثاث مستعمل: الأثاث المستعمل له زبونه طوال الوقت، ولكن في الفترة الأخيرة زادت نسبة المبيعات بشكل كبير، كما أصبح هناك عرسان يتجهون إلى شراء المستعمل، فأقل غرفة جديدة يصل سعرها إلى 5 آلاف جنيه إذا كانت مصنوعة في المناصرة أو طنان بالقليوبية، ولكن في سوق المستعمل من الممكن أن تباع الغرفة ب 500 جنيه، فغرفة النوم تباع ب2000 جنيه والصالون يبدأ من 1500 جنيه.
أما مصطفى عبد الله فيقول: نشتري الغرف المستعملة من بعض المناطق الراقية، فأغلب سكانها يحبون تغيير الأثاث ويبيعونه بأسعار قليلة، وبعضهم يقدرون أنها ستباع لغير القادرين فيتهاون في السعر، ونقوم بإرسال الغرف بعد شرائها بطلائها وتنجيدها حتى يصبح مظهرها جيدا، وهناك بعض العرسان الذين يأتون ويتفقون معنا على ألا نذكر أن هذه الغرف مستعملة عندما يأتي هو وأسرة عروسه، والحقيقة أنه لم يعد أبناء المناطق الشعبية فقط هم الذين يشترون المستعمل فهناك أيضا من يشتريها من مناطق راقية، لأن غلاء الأسعار أضر بالجميع، وهناك مواسم تزداد فيها بيع الغرف المستعملة وخصوصا قبل الأعياد وفي الصيف عموما يكون هناك رواج أكثر من الشتاء.
أحمد إبراهيم أحد الشباب الذين يستعدون للزواج واتجه لسوق الأثاث المستعمل.. ويقول: لن أستطيع شراء غرفة يصل سعرها إلى 20 ألف جنيه، وذهبت إلى دمياط وجدت الأسعار مرتفعة بسبب الركود، ولذلك لم أجد مفرا من شراء غرف مستعملة، ووجدت أن هناك غرفا مستعملة وحالتها جيدة، فوجدت غرفة النوم بحوالي 2000 وحتى 4 آلاف جنيه، والانتريه ب 1200 جنيه والسفرة من ألف وحتى 3 آلاف جنيه، والحمد لله أسرة خطيبتي يقدرون الظروف التي نمر بها ولا يعترضون على ذلك، لأني ليس لديّ بديل آخر، فالخطوبة استمرت 3 سنوات، ولو فكرت في شراء غرف جديدة لن أتزوج أبدا.
الملابس الساكسونيا
8مليارات جنيه حجم تجارة الملابس المستعملة في مصر.. هذه إحصائيات من شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية.. والتي تشير إلى أي مدى تلقى الملابس المستعملة رواجا كبيرا.. ونجدها في وكالة البلح والعتبة والموسكي وسوق الخميس وأمام العديد من محطات المترو وبعض المحلات في أماكن متفرقة منها وسط البلد..
ويقول أحمد سعيد- أحد الباعة-: نعتمد على البالة التي تأتي من بورسعيد، فنتعامل مع العديد من التجار في المنطقة الحرة، والزبون لا يضع في تفكيره أن هذه الملابس مستعملة، فالمهم أن أسعارها رخيصة، وهناك ماركات عالمية تباع على الأرصفة، كما أننا نعد الملابس ونجعلها مثل الجديدة، ومن الممكن أن يباع أحسن ماركة بنطلون ب 50 جنيها، والذي يباع في المحلات ب 200 جنيه، وهناك قمصان تباع ب 30 جنيها
عبد الرحمن إبراهيم- تاجر بالات ببورسعيد- يقول: ملابس البالة هي فقط الملابس خفيفة الاستعمال وجرى العرف على كونها مستوردة، أما الملابس التي استهلكت بالفعل فهي" الساكسونيا" ويجمعها الباعة الجائلون، ونحن نعمل في تجارة البالة، والحقيقة أن كل الفئات أصبحت تشتري الملابس المستعملة، وتزِن البالة حواليّ 50 كيلوجرامًا من الملابِس، تتوزّع قطعها حسب النوع، فبالة ملابس الأطفال مثلاً بالضرورة تحتوي على قطع أكثر من بالة ملابس للكبار، وبالة الملابس الشتوية تحتوي على قطع أقل من بالة الملابس الصيفية، كما أن البالة البلجيكية والهولندية هي الأفضل لكونها مستعملة استعمالا خفيفا، أما الإيطالية فأقل منها، وتجارة البالة في مصر بالمليارات، وتكسب الكثير، ونوزع على الكثير من المحافظات، وهناك كيلو ملابس في البالة يصل سعره إلى 50 جنيها وهناك أقل أو أكثر، وأصبح الطلب على البالة كثيرا في الفترة الأخيرة.
ويقول مصطفى محمد- أحد الشباب الذين يشترون الملابس المستعملة-: من الممكن أن اشتري طقما كاملا ب100 جنيه، ولكن لو اشتريت من المحلات سأحتاج أكثر من 500 جنيه، كما أن أسعار الملابس الشتوية نزلت في المحلات غالية جدا لدرجة أن الجاكت يصل سعره إلى 600 جنيه، ولكن من الوكالة من الممكن أن اشتريه من 100 إلى 150 جنيها.
كما يقول محمد رمضان: صعب أشتري ملابس جديدة، فأنا طالب بكلية تجارة واحتاج لمصاريف وكل شيء سعره زاد، ولا أستطيع أن أحمّل أهلي ثمن ملابس جديدة، ولذلك ألجأ إلى المستعمل، فاشتريت بأقل من 200 جنيه طقمين، وحالتهم جيدة وأفضل من الملابس الجديدة لأنها مستوردة.
أحمد مصطفى صاحب محل لبيع البدل المستعملة وتأجيرها بالجيزة.. يقول: اتجهت إلى تأجير البدل أو بيع المستعمل منها لعلمي بأن الكثيرين لن يستطيعوا شراء البدلة الحديثة، ووجدت أني سأنجح في هذا المشروع، وبالفعل هذا حدث، ووجدت إقبالا كبيرا ممن يريدون تأجير أو شراء البدل المستعملة، فثمنها من 150 إلى 300 جنيه على حسب الحالة والموديل، ويكون الاستعمال خفيفا، أما التأجير فيبدأ من 40 جنيها ويصل إلى 100 جنيه، ولدينا أيضا فساتين زفاف للتأجير أو شراء المستعمل، فيباع الفستان ب 300 جنيه وعدد الزبائن زادوا جدا في الفترة الأخيرة.
المستعمل أصبح ONLINE
سوق المستعمل أصبحOnline من خلال العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.. وتلقي المنتجات إقبالا كبيرا.. وتحولت إلى بيزنس له العديد من المكاسب..
"كراكيب البيت" أكبر صفحة على الفيسبوك لبيع كل ما هو مستعمل، وباشتراك 10 جنيهات شهريا للتجار، وهناك الآلاف الذين يبحثون عن المستعمل عليها، ولديهم أكثر من 3 آلاف منتج مستعمل، فنجد تليفزيون سعره 500 جنيه، وصالون ب 1500 جنيه، وحجرة نوم ب2000 و500 جنيه، وانتريه زان ب 500 جنيه، وكمبيوتر ب 350 جنيها، ومروحة ب 75 جنيها، وهناك من يطلب الأشياء المستعملة التي يريدها، فهناك من طلبت ملابس عروس استعمال خفيف، وأقبل كثيرون على التعليقات بعرض ما لديهم.
والجديد هو عودة البعض إلى نظام المقايضة والبدل على إحدى الصفحات، فمن لديه شيء مستعمل يستطيع استبداله مع شخص آخر بشيء يريده، ويؤكد أحمد رءوف- أحد المتعاملين بهذا النظام- أن الفائدة تعود على الجميع من هذا النظام، لأنه لديه العديد من الأشياء التي لا يريدها بجانب أشياء يريد شراءها مستعملة فالأفضل يأخذ ما يريده بنظام المقايضة.
وهناك إحدى الصفحات المخصصة في بيع البالات وتخليصها جمركيا، والبالة 50 كيلو وتكلفتها ألف جنيه شاملة الجمرك والتوصيل الداخلي والشحن لأي محافظة وكل المصاريف، ولديهم فروع بالقاهرة وبورسعيد والغردقة والقليوبية والإسكندرية، كما تتيح الصفحة بيع الملابس بالكيلو بعيدا عن البالة، وثمن الكيلو 150 جنيها من أي تشكيلة ملابس مستعملة
ويؤكد أيمن نبيل- مسئول الصفحة- أنهم يبيعون الملابس الأوروبية استعمال خفيف، وهناك كيلو ملابس مستعملة وبالتيكيت والسعر 200 جنيه، وكيلو البنطلون ب 150 جنيها، مؤكدا أن مكسب هذا المشروع كبير جدا وعليه إقبال، وبشكل عام الملابس الدرجة الثانية سعر الكيلو ب 50 جنيها، والدرجة الأولىX الثانية ب 70 جنيها، والأولى ب 90 جنيها، والكريمة أولى ب 120 جنيها، والكريمة ب 130 جنيها.
وبجانب البالات هناك صفحات أخرى متخصصة في بيع الملابس المستعملة وسعر القطعة من 22 جنيها وحتى 100 جنيه حسب الخامة والدرجة، كما توجد صفحات أخرى للأثاث المستعمل، والأسعار تبدأ من 100 جنيه وحتى 5 آلاف جنيه، وهناك من يطلب أثاث شقة مستعمل بالكامل ويجد طلبه، وهناك أيضا صفحة" روبابيكيا" والمخصصة لبيع وشراء كل ما هو مستعمل أيضا، بجانب صفحة أخرى لبيع الأجهزة الكهربائية المستعملة.
لو مش قادر تدفع.. البس هدومك القديمة
بعد أن وصلت أسعار ملابس الشتاء إلى مرحلة كبيرة من الغلاء وأصبحت بعيدة عن متناول يد غالبية المصريين، أصبح لابد من البحث عن وسيلة جديدة تجعلنا نحافظ على مظهرنا.. وهذا بالضبط ما فكرت فيه مصممة الأزياء "زوما حلمى" صاحبة حملة "البس هدومك القديمة" والتي لاقت إقبالا كبيرا علي صفحات التواصل الاجتماعي، تقول : بالصدفة في عام 2009 وقبل أن تصل أسعار الملابس إلى تلك المرحلة الجنونية من الغلاء كانت إحدى صديقاتي تقوم بعمل معارض للمنتجات اليدوية فى سوق الفسطاط، وكان زوار تلك المعارض أغلبهم من الأجانب، فطلبت منى أن أساعدها بفكرة تجذب المصريين، وفى نفس الوقت أنا كنت مشغولة بفكرة أننا أصبحنا نحتفظ بملابس وأشياء كثيرة لا نستخدمها لسنوات طويلة، ومن هنا قررت عمل حملة "البس هدومك القديمة" وأعلنت عنها لأول مرة فى سوق الفسطاط، فنحن جميعا لم تعد لدينا مساحة كافية لتخزين الأشياء التي لا نستخدمها سواء كانت ملابس أو غيرها، كما أن هناك كثيرين لايفضلون التعامل مع الجمعيات الخيرية ، وفى نفس الوقت لايجدون الشخص المناسب الذى يعطونه تلك الملابس ، أو أن هناك قطعة عزيزة عليهم ولكنها لم تعد موضة أو "اتنتشت" مثلا فلم يعد ينفع أن نرتديها، أو قطعة أخرى لم تعد مناسبة لنا الآن بسبب تغيير فى الوزن بالزيادة أو النقصان، لذلك فكرت فى إنشاء صفحة "إبرة وفتلة" على الفيسبوك وهى أيضا ضمن حملة "البس هدومك القديمة" والهدف منها أن أى حاجة قديمة نستطيع أن نستفيد منها ونحولها لشيء جديد إما نستخدمه أو نلبسه مرة أخرى أو نعطيه لشخص آخر محتاجه بحيث يبدو وكأنه جديد، وأى قطعة ملابس يمكن إعادة تدويرها واستخدامها من جديد لتخرج منها قطعة مختلفة تماما يعنى مثلا ممكن أن نستخدم 3 بنطلونات جينز لم نعد نرتديهم فى صناعة فستان أو شنطه أو جراب موبايل أو غطاء لاب توب، فأنا مثلا أخذت "جوب" صوف إنجليزى قديم كانت ترتديه جدتى وأدخلت عليه قطعاً من الجلد فخرج بشكل مختلف تماما وكأنه موضة هذا العام، وهكذا فأى شىء قديم عندنا نستطيع أن نعمل منه قطعة جديدة مميزة ومختلفة وخاصة بنا نحن فقط.
وتضيف قائلة: حملة "البس هدومك القديمة" تعد أفضل من يساعد فى تحقيق فكرة العدالة الاجتماعية حيث إنها تقوم أساسا على تجديد القديم، يعنى مثلا انت لو عندك بنطلون جينز قديم أو فستان خطوبة لم يعد له أى استخدام أو أى شيء آخر به عيب أو قطع أو تعرض جزء منه للتلف..

فأنا أستطيع أن أعيد تصميمه من جديد باستخدام قطع قماش أخرى ليخرج وكأنه لم يتم ارتداؤه، ومن هنا نستطيع أن نتبرع به لفتاة أخري ترتديه لعدة سنوات أخرى، وهذا الكلام ينطبق أيضا على ملابس الأطفال خاصة أن أسعارها مرتفعة جدا..
ومن ثم فنحن نستطيع أن نغير من شكلها ومقاسها بحث نجعلها تناسب طفلا آخر أهله غير قادرين على الشراء ونكون هنا أخذنا ثواب صدقتين صدقة التبرع بقيمة الملابس وصدقه المجهود الذي سنبذله فيها حتى تعود جديدة ومناسبة لشخص آخر وأنا من خلال مجلتكم أعلن استعدادي لتجديد أى ملابس قديمة من كل المتبرعين الذين لديهم أشياء يرون أنها لم تعد صالحة لهم أو لغيرهم فأنا كفيلة لأن أعيد تصميمها بحيث تبدو وكأنها جديدة تماما، وفى البداية كان الإقبال علي الفكرة "شبه معدوم" لأن الناس لم تكن مستوعبة أنها ممكن أن تدفع أموالا فى شيء قديم لترتديه مرة أخرى، ولكن مع الوقت وبعد انتشار الفكرة بدأت الناس تقبل على الفكرة بل بعضهم خاصة السيدات كبار السن أصبحن يحضرن ورش التدريب التى أقيمها ليتعلمن كيفية إعادة تدوير كل ما هو قديم فى البيت وأخيرا ومع ارتفاع الأسعار المبالغ فيه للملابس تغير الأمر تماما وأصبح الإقبال كبيراً لأن القدرة على شراء الجديد لم تعد فى متناول الغالبية العظمة منا، خاصة أنه يمكن تطبيق الفكرة علي أشياء أخري بخلاف الملابس..

فأنا أعيد استخدام أى شيء قديم فى البيت، يعنى مثلا شنط مدارس الأطفال غالبا ما تتعرض للقطع أو التلف نتيجة كثرة الكتب التى توضع فيها وأغلب الآباء عندما يجدونها كذلك يضطرون لشراء شنطة جديدة وهذا خطأ لأن أى تلف أو قطع فى الشنطة يمكن أن يتم إصلاحه وتجديده بحيث تعود لأفضل مما كانت عليه وهذا فى حد ذاته يوفر على الدولة مليارات الدولارات التى يتم دفعها فى استيراد الملابس أو شنط الأطفال أو جرابات الموبايل واللاب توب وأشياء أخرى كثيرة جدا نستوردها ونحن لاندرى أننا لدينا فى بيوتنا ما هو أفضل منها بكثير شرط أن نفكر خارج الصندوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.