مضي الأطفال كثيرًا من الوقت على الشاشات، والتي تتعدد ما بين مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو وتصفح الإنترنت، ويسبب ذلك مشاكل بعضها لايزال قيد الدراسة، لكن البعض الأخر أصبح معروفًا ويدق جرس إنذار خطير حول صحة الطفل النفسية. وقد أثار التقرير الطبي الذي قدمه مؤخرًا مدير إدارة الصحة في إنجلترا حول تأثير التعرض الزائد للشاشات على الطفل الانتباه، حيث يشير إلى أن تقدير الطفل لذاته يقل مع كثرة المشاهدة، وكذلك ثقته في نفسه، ودرجة شعوره بالسعادة، وأن كثرة التعرض للشاشة تزيد القلق. وتشير نتائج التقرير الإنجليزي إلى أن الرفاهية تسبب آثارًا سلبية على الأطفال. وقال البروفيسور كيفين فنتون مدير إدارة الصحة بإنجلترا: "هناك العديد من العوامل المعقدة التي تؤثر على صحة الطفل مل مدى رفاهية البيئة المحيطة، والظروف الاجتماعية والمالية والعائلية، وهناك أشياء بسيطة تحسن صحة الطفل النفسية والجسدية يمكننا فعلها". ويعتبر تقرير البروفيسور فنتون تجميعًا لنتائج دراسات وتقارير طبية عديدة في بريطانيا وأميركا. ومن بين الأمور التي أشار إلىها: * يزداد انتشار ألعاب الكومبيوتر بين الأطفال باطراد وصولًا إلى مرحلة الشباب، ويرتبط ذلك بتراجع مستويات الصحة النفسية. * تتفاوت مستويات الصحة النفسية من مرحلة عمرية لأخرى، فتميل إلى الانخفاض في سن المراهقة، ثم مرة أخرى في منتصف العمر، ثم أخيرًا في مرحلة متأخرة من الشيخوخة. * الأطفال الذين يقضون 4 ساعات يوميًا في ممارسة ألعاب الفيديو خلال أيام الدراسة أقل شعورًا بالإيجابية من أقرانهم الذين يقضون وقتًا أقل. * أعلى درجات الصحة النفسية يسجلها الأطفال الذين يقضون أمام شاشة ألعاب الفيديو أقل من ساعة يوميًا. * التفاعل الإيجابي في البيت يؤثر أيضًا على صحة الطفل النفسية، مثل الشعور بالدعم وتناول الوجبات معًا. وتزامن الإعلان عن التقرير الإنجليزي مع حملة توعية في بريطانيا تدعو الأسر إلى استغلال وقت العودة من المدرسة في تشجيع الأطفال على تبني عادات صحية جيدة.