تقول الأسطورة التى يحكى عنها شيخ الصيادين فى البدرشين إن «العيال الصغيرة كالأسماك لهم خياشيم لأنهم ولدوا وترعرعوا فى مركب بالنيل.. هنا البيت والمدرسة». الطفل «محمد عبده» واحد من هؤلاء الذين مسكوا المجاديف قبل أن يمسكوا الأقلام، وعرفوا سر النيل فحاولوا إرضاءه حتى لا يغضب عليهم ويمنحهم رزقهم. يقول محمد: «والدى ترك لى المركب، ولم يكن أمامى سوى أن أترك المدرسة لأعمل عليها، لأنى بصحى من الساعة 4 الفجر، علشان أرمى الشبك بدرى واستنى الغلة وربنا يكرمنى ويجبرنا وتكفى يومنا». يسرح ثم يتابع: «أول مرة خدت المركب وغوطت جوه فى النيل كنت هغرق والصيادين لحقوني، لكن دلوقتى تمام، المهنة مش سهلة دي عايزة صحة علشان ممكن نقدف ساعات عكس التيار». واختتم: «اللى مصبرنى على إنى سيبت المدرسة، إن العيال زمايلى بيجوا يتحايلوا عليا عشان أخدهم لفة فى النيل وبيبقوا فرحانين أوووى لما أحكيلهم على إنى فيه ليل ونهار.. ده أنا ساعات بحس إن النيل بيكلمنى وساعات أعرف إنه زهقان لما يمنع عنى السمك وساعات أقول ده فيه حاجة بسطاه لما يدينى خير كتير».