الجرام يسجل 5600 جنيه.. ارتفاع كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 15 يونيو 2025    البث العبرية: إسرائيل تتعرض لهجوم مركّب من إيران واليمن    هجوم إسرائيلى على منطقة سكنية شرقى طهران    مجدي الجلاد: مصر تعاملت بحكمة شديدة مع قافلة الصمود (فيديو)    لا تعبث معنا.. رسالة جماهير الأهلي إلى ميسي في افتتاحية كأس العالم للأندية (صور)    شاهد بكاء إمام عاشور متأثرا بإصابته في مباراة إنتر ميامي (فيديو)    ترقبوا خلال ساعات.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 بالقاهرة عبر بوابة التعليم الأساسي    شديد الحرارة ورياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة ( بيان مهم)    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    وسائل إعلام إيرانية: الصواريخ على إسرائيل أصابت أهدافا في الجليل الأعلى وحيفا    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    حدث منتصف الليل| السيسي يبحث مع أردوغان الأوضاع الإقليمية.. وسبب ظهور أجسام مضيئة بسماء مصر    إغلاق كلي بطريق الواحات لمدة 5 أيام.. تعرف على الطرق البديلة    المهرجان القومي للمسرح يعلن عن برنامج ندوات الدورة 18 بالإسكندرية    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الحرس الثورى الإيرانى: موجة جديدة من العمليات المرکبة ردا على عدوان إسرائيل    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    3481 طالب يؤدون امتحانات نهاية العام بجامعة حلوان التكنولوجية    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    «الإصلاح والنهضة» ينظم صالونًا حول المستهدفات الحزبية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 15 يونيو 2025    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    «السما بتنور كل شوية ليه؟».. عمرو أديب يطالب الجهات المعنية ببيان رسمي    الاتصالات: تأهيل أكثر من 7000 متدرب من شباب شمال سيناء للعمل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    صعوبات غير متوقعة.. حظ برج الجدي اليوم 15 يونيو    العناد قد يتسبب لك في المشاكل.. حظ برج القوس اليوم 15 يونيو    التسرع قد ينتهي بالتراجع.. حظ برج العقرب اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    هانى عادل لبرنامج من إمبارح للنهاردة: أول جيتار جابتهولى أمى ودماغى بتغلى أفكار    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    مجدي عبدالغني: الأهلي قادر على الفوز أمام إنتر ميامي.. وأتمنى تعادل بورتو وبالميراس    بث مباشر مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي اليوم (0-0) في كأس العالم للأندية    هشام حنفي: بالميراس أقوى فريق في مجموعة الأهلي.. ومواجهة إنتر ميامي ليست سهلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    وزيرة التخطيط تلتقي بمجموعة من طلاب كبرى الجامعات بالمملكة المتحدة    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر: رصدنا استعدادات إيرانية لإطلاق موجة من الصواريخ    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميليشيات الإخوان في خرابة وسط البلد

«حفلات جنس.. مخدرات و«كلة» وبرشام.. قتل وترويع وحرائق»
عالم لانعرفه ولايستطيع أحد الاقتراب منه «بما فيهم الشرطة»، الانضمام له تكلفته حفلة اغتصاب جماعى، لا فرق فيه بين الحياة والموت حيث «بطن الكوبرى» و«الخرابة».. سكن، والتسول والتحرش والخطف والقتل.. «عمل»
هم ضحايا وجناة.. أطفال أهملتهم الدولة وانتهكت براءتهم.. فتحولوا لوحوش بشرية.. تفترس كل ما يقابلها، توظف شرها لمن يدفع!
تحدثوا إلينا بما تبقى لديهم من براءة عن قصصهم فى الحياة.
من المنزل إلى الشارع إلى خرابة رحيمة التى غابت عنها الرحمة إلى ميدان التحرير
كيف استغلتهم السياسة ودفعت لهم وبهم إلى صدارة المشهد ليكونوا مندوبى الشيطان على الأرض!
«يلا نحدف طوب.. العيال بتوع التحرير جايين على طلعت حرب والباشا كلمنى، وصناديق الحاجة الساقعة عند جروبى جاهزة.. يلا بسرعة»
كلمات اخترقت أسماعى حيث كنت موجودا أسفل الحزب الناصرى بالتحديد خلف النادى الدبلوماسى فى شارع طلعت حرب، استوقفتنى وقررت أن أتحرى الأمر، اكتشفت أن تلك الكلمات التى كانت بمثابة طلقة البداية موجهة لحفنة من الشباب والأطفال تعودت أن أراهم يومياً فى الشارع و«صينية» ميدان التحرير ما بين تسول وتشاجر وتحرش ولم أكن أتخيل أنهم جميعا وغيرهم يقطنون هذا العقار المهجور المهدم من كل الجوانب عدا الواجهة الرئيسية والذى يقع فى هذه المنطقة الراقية ويطلقون عليه «عمارة رحيمة»!
المسافة بين سماء الطبقة الاجتماعية فى مصر وأرضها عدة أمتار!..فعلى بعد خطوات من «النادى الدبلوماسى» أحد أهم أبنية «وسط البلد» الممنوعة على العامة، تقع «عمارة رحيمة».
خرابة تشكلت من بقايا عقار مهجور آيل للسقوط،
..يحكمها قانونها الخاص ،على طريقة «باسم سمرة» فى فيلم «الغابة».. ممنوع على الجميع دخولها!، إلا من سكانها الذين يعرفون دهاليزها وهم لايتخطون ال17 طفلاً ما بين سن 9 أعوام إلى 15 عاماً.
مبنى مكون من ثلاثة أدوار بلا نوافذ أو أبواب، يتصاعد من داخله فى الشتاء دخان كثيف ناتج عن حرق أخشاب وقمامة بغرض التدفئة، وفى الصيف تلتقط الأذن من داخله صوتاً نسائياً جهوراً محملا بوجبة دسمة من «السباب».
الاقتراب منه يعنى جرعة قاسية من الحجارة تنهمر فوق رأس كل من تسول له نفسه اقتحام المكان، حتى أن رجال الشرطة اكتفوا بالجلوس على مقهى مجاور للعمارة آثرين السلامة بعد أن فشلوا فى الاقتحام عدة مرات.
دفعنى الفضول الصحفى لاستكشاف الأمر فانتظرت أياماً على مقهى أسفل العقار المجاور له وتحينت الفرصة عندما نشبت مشاجرة بين اثنين من الأطفال قاطنى العقار.
«مصطفى» أحد المتشاجرين الذى لم يبلغ بعد الخامسة عشرة من عمره اقترب منى قائلا: «عشرة جنيه يا أستاذ أجيب قطن وشاش».
ليداوى نفسه وصديقه الملقب ب «الفأر» بعد أن تركت آثار المشاجرة علامات وإصابات واضحة فى الوجه والصدر على كليهما.
اقترحت عليه أن ينتظرنى لكى آتى له بالقطن والشاش أو يأتى معى لطبيب ولكنه رفض قائلا: «أنا عارف علاجى كويس»!
استجبت له بعد أن وضعت شرطين أولهما أن يخبرنى عن العلاج الذى لا يحتاج لدكتور، وثانيهما: أن يتحدث معى بعضا من الوقت.
رد باستنكار: «كل ده بعشرة جنيه؟! كلك نظر يا أستاذ» قبل أن يوافق على مضض.
منحته العشرة جنيهات وانتظرته ليعود بعد دقائق معدودة ويجلس بجوارى قائلا «قول ياأستاذ عاوز منى إيه»، أنا: «عادى يا سيدى نتعرف وندردش شويه».
هو: «طيب لأجل اتفاقنا أنا هقولك: علاجى هو شريط «ترامادول أحمر» من عند «توتا العرجة».
يستطرد «مصطفى» متحدثا عن «توتا العرجة»:
«هى قاعدة على ناصية ميدان التحرير قدام شركة بنها، هى عرجة وقت اللزوم والقلق بس، أى حاجة تعوزها تلاقيها عندها برشام، «إلكتريك» - جهاز صاعق كهربائى - بلح خرطوش، شماريخ، كل حاجة!
هى آخر الليل هتيجى تتلقح تنام هنا فى العمارة، وهى ليها خيمة مخصوص بتنام فيها مع العيال اللى بيرضعوا المخطوفين، وكلنا بناكل فى طبق واحد كل ليلة»!
يتدخل «الفأر» ذلك الشاب الذى تشاجر مع «مصطفى» طالباً منه «ربع برشام»، يمنحه مصطفى طلبه بدون تفكير ويتحدث لنا عنه قائلا: «هو ده «الفار» كان عيل الله أكبر عليه جسم وعضلات ولكن وهما بيقتلوا «بلية» الله يرحمه، خد ضربة مطواه فى بطنه وكانت معدته خارجه بره على إيديه، وكان بيموت ولحقوه فى مستشفى «أحمد ماهر» بالعافية، ومن يومها وهو ماشى يشد «كوله» لحد ماصحته بقت وحشة وجسمه ووشه خسوا جدا وبقى زى الفار، وده سر اللقب بتاعه، وهو صديق لكل البنات هنا أصله لا مؤاخذة زى أختهم مبيعرفش»!
يلتقط «الفار» طرف الحديث غير عابئ بآخر جملة قالها «مصطفى»:
«عاجبك اللى عملوه فى البت «أروى» يا مصطفى؟، هو الواد «أحمد العاجز» عاوز منها إيه؟، مش عاوزاه يا جدع هو بالعافية؟، ولا هى الحكاية إن البت وقفت مع «العيال بتوع التحرير» عند طلعت حرب ضد «العاجز» اللى فضل يضرب فيهم؟!»
ثم استكمل مستنكرا: «تحنا بنضرب فى بتوع التحرير شوية وفى الإخوان شوية وفى العساكر شوية؟ لكن نضرب فى بعض ليه؟!!!!».
ثم عاد بالذاكرة إلى الوراء مستطردا:
«من أيام «الثورة الأولانية» واحنا داخلين مع العيال بتوع التحرير فى خناقات بأوامر «الباشا» بتاع قسم قصر النيل وهو كان «مظبطنا» الصراحة، لكن لما العيال قعدوا فى الميدان والداخلية «أتغابت» عليهم ومات منهم ناس، دخلنا الميدان وقعدنا معاهم، واتعرفوا علينا وصاحبوا مننا ناس زى البت «أروى» والواد «صاصا» وغيرهم وكانوا بياكلوا معاهم، وبعد ما مبارك غار فى ستين داهية، وكانوا بينضفوا الميدان، اشتغلنا معاهم وساعدناهم، وأخدنا منهم خيم كتير بعنا شوية منها واحتفظنا بشوية فوق فى الخرابة».
يستكمل الفار:
«بعد الثورة كنا بنمسك العيال المسيحيين الهربانين يوم ماسبيرو «ونقلبهم» وناخد حاجاتهم وكانوا العساكر واقفين قصادنا عادى وكنا مستغربين!، وبعد كده فى «شيوخ» شغالين فى «مول البستان» اتفقوا مع «الأعرج ودقة» عشان نضرب العيال بتوع التحرير عند «مجلس الوزراء»، ونولع فى المكتبة اللى على أول شارع قصر العينى «المجمع العلمى»، «ودقة» والعيال نزلوا فعلا ونفذوا المطلوب وبعدين راحوا فى شارع محمد محمود، و«الأعرج» اختلف معاهم على الفلوس وراح مع المتظاهرين ضد دقة فى شارع «محمد محمود» واتصور ونزلت صورته فى الجرايد وهو ماشى بالعكاز وبيرد الغاز على الداخلية!
سألته عن ذكرياتهم مع الإخوان فرد الفار قائلا:
أيام محمد محمود الأولى راح الشيخ صفوت حجازى لجامع عمر مكرم وطلب مننا نساعده فى سرقة الأدوية الخاصة بالمستشفى الميدانى الموجودة فى المسجد، استنيناه ورا الجامع من جهة الحمامات وادناه الأدوية ونقلناها وخزناها فى الخرابة ويومها الثوار طردوه وهو ظبطنا فلوس وأكل»!
أيام «محمد مرسى» كنا بننزل نضرب فى العيال بتوع التحرير بالليل وننزل نقعد فى وسطيهم بالنهار ناكل ونشرب ونسرق من الخيم اللى نلاقيه، فاكر عربية الداخلية الميكروباص اللى جابوها العيال الثوار من ورا جامع «عمر مكرم» ودخلوا بها الميدان نص الليل؟ احنا كنا معاهم وكنا بنرتب أننا نسرق منها «عفشتها» والموتور بتاعها، لكن العيال بتوع التحرير رجعوها الفجر لقسم «قصر النيل».
بعد كده فى ناس اتفقوا معانا ندخل جوه «البلاك بلوك» ونصطادلهم عيال منهم وكانوا متفقين مع «دقة» وهو قالنا إن اللى اتفق معاه «البلتاجى» بتاع الإخوان، فى محل فى آخر الطرقة يمين فى الدور الأرضى فى «مول البستان»، وكل ما نيجى نقفش عيل ونوديه لهم يطلع عيل صايع لابس قماشة على وجهه، لكن مش بلاك بلوك، وفى الآخر ما عرفناش نجيب «البلاك بلوك» ولا عرفنا مين هم وراحت المصلحة!
تتعالى ضحكات مصطفى والفار قبل أن يعود مصطفى بالزمن إلى الوراء للحديث عن حكايته:
«أنا هنا من 2008 بقالى 6 سنين، هربت من البيت وأنا عندى 8 سنين بعد ما اتخنقت من أمى وضربت جوزها بالأنبوبة، وفضلت تايه فى الشوارع كام يوم مرة بنام تحت أى كوبرى ومرة فى بطن كوبرى «قصر النيل»، وكام يوم هنا وهناك، لحد ماتعرفت على «دقة» واتصاحبنا وجابنى هنا.
«دقة» ده اسم العيلة اللى مسيطرة على الخرابة وهما 3 أخوات
«محمد ومروان وأحمد» والأخير هو أصغرهم وأجدعهم عنده 14 سنة بس يكسر عين التخين وكلامه بيمشى علينا كلنا بمن فيهم أخواته الأكبر منه، خصوصا بعد ما صاحب أمهم اتمسك واتسجن بعد ما جيت الخرابة بكام سنة وأمهم اتقبض عليها قبل «الثورة الأولى» وهى بتشحت بعيل فى مترو أحمد عرابى.
العمارة تعتبر ملكهم، هى صحيح مالهاش صاحب، بس هما اللى مسيطرين عليها».
وعن اسم «رحيمة» قال :
«أنا ماشفتهاش بس حكولى أن موتها كان السبب فى نزول أحمد «دقة» والعيال لبطن الكوبرى لما اتعرفت عليه، هى كانت واحدة ماشية مشى بطال، كانت لاجئة فى الخرابة بيقولوا من أيام كأس أفريقيا بتاع حسام حسن والمهرجانات اللى حصلت وقتها وكانت صديقة «أم دقة» الروح بالروح، كانت «رحيمة» تخصص رجالة وشباب وأى حد يدفع و«أم دقة» تخصص شحاته وعيال صغيرة»!
ويضيف: «رحيمة» ماتت محروقة هنا فوق فى الدور الثالث واللى ولع فيها الله يرحمه «مادو»، كان لا مؤاخذه.. مزاجه فيها وهى رافضة رفض كامل، وبتشتمه قدام العيال الصغيرة، وتفضل عليه أى عيل صغير وتقوله «لو أنت آخر دكر فى الدنيا»، علشان هو اللى جابها الخرابة من سنين و«حفل عليها» واغتصبها وعزم صحابه عليها!، يوم الحادثة «مادو» كان شارب ورمى على «رحيمة» «الكوله» اللى كان بيحضرها للتوزيع، وولع فيها النار وفضل يتفرج عليها وهى بتتحرق!
وسبحان الله بعد الحكاية دى بثلاث سنين قبل «الثورة الأولى» اتقتل «مادو» والكل برضه كان بيتفرج عليه بعد ما اتلموا عليه العيال وفضلوا يطعنوه بالمطاوى فى بطن كوبرى قصر النيل وهو شارب وربطوه بحجر ورموه فى النيل»!
وأضاف مصطفى قائلاً :
«اللى مش لاقيله بيت «الخرابة» بيته وبيدفع ثمن نومته، بأنه «يتحفل عليه أو عليها» يعنى يُغتصب من الكبار!
البنات هنا بيعيشوا فى الدور الثالث، كل بنت بعد أول حفلة بتتصاحب على واحد جدع مننا وتبقى تبعه علشان يحميها، وبتعيش وتنزل تشتغل وتكسب، والولاد بيغتصبوا فى عربية محروقة فى شارع «محمد محمود» جوه الخرابة»!
ويستكمل قائلا: «العربية تبع عيلة «دقة» وكانوا بيستخدموها لمزاجهم بس العيلة كلها دلوقتى فى السجن ما عدا «أحمد» لأنه عيل 14سنة، كل ما يتقبض عليه يطلعوه بحجه أنه قصير ولا «قاصر».. مش عارف!
قاصر ازاى وهو بيعرف يغتصب العيال؟! يقولها «مصطفى» باستنكار» ثم يلتفت لفتاة تحمل طفلاً على يديها قائلاً: «رايحة فين يابت يا زينب مين حبلك تانى؟
ترد الفتاة: «عاوز منى إيه يا مصطفى أنت فى حالك وأنا فى حالى فى حد فوق؟
ينتهى الحوار بعد صعود زينب بالزبون إلى أعلى العمارة ثم يعلق مصطفى قائلاً :
«زينب دى بت قشطة بتقول إنها من طرة تقريباً جات هنا قبل «الثورة الأولى» على طول كانت على مركب من مراكب قصر النيل بترقص وآخر كل ليلة كانت بتنام فى بطن أى مركب فى حضن أى عيل من المراكبية.
أتعرفت على الواد «بلية» الله يرحمه جابها هنا، وجاب لها حقها من أبوها الندل اللى اغتصبها كتير لمدة 3 سنين، وكان عندها 11سنة ولما البت ابتدت تفهم ورفضت كان بيضربها، ولما قالت لمرات أبوها، فضحتها وأجبرت أبوها يرميها فى الشارع.
«بلية» الله يرحمه كان راجل اتفق معاها تتصل بأبوها وتعزمه على ليلة فى مركب من المراكب وبعد ماشربوه وسكر ضربوه بالمطاوى وهى أصرت أنها تقضى على رجولته، قطعتله «عضوه الذكرى» وبعدين ربطوه بحجر ورموه فى النيل.
وهى دلوقتى بتسرح تشحت فى محطة «عرابى» مكان «أم دقة»، ومعها ولادها اتنين على كتفها بتشحت بيهم، لأنها مابترضاش تأجر عيال مخطوفة، ولا تخطف عيال من الشارع».
يتذكر مصطفى حكايات زينب عن خطف الأطفال قائلا:
«البت زينب» قالتلنا كتير إن «توتا العرجة» بتطلع الخرابة فوق ومعاها عيال فى اللفة، والعيال بتنزل متخدرة وفى ست كبيرة معها عربية اسمها «لوزة هانم» بتاخد منها كل فترة عيل أو اتنين حسب الموجود!
- شهادة روزاليوسف: شاهدنا بأنفسنا تلك السيدة وهى تبدو فى الخمسينات من عمرها وتبدو عليها مظاهر الثراء، طويلة القامة، وشعرها أصفر، ودائما ما تقف سيارتها أسفل عمارة «رحيمة»، وهى تأتى فى كل مرة بسيارة مختلفة، ويكون معها دائما 3 أشخاص منهم السائق وسيدة تبدو أنها من أصول شعبية، تقوم تلك السيدة بالجلوس على أحد المقاهى المجاورة للعمارة، وتدخن الشيشة إلى أن يتم نقل الأطفال إلى سيارتها، ثم تنطلق ومن معها.
يستكمل مصطفى قائلا: البت «زينب» «المخبولة بتحكى أنهم بيقطعوا العيال وبيبعوهم «أعضاء» بس احنا ماحدش فينا شاف أو سمع ده بنفسه، وهى بتقول أنها سمعتهم بيتكلموا، بس اللى أنا متأكد منه أن فى عيال بتطلع فوق كل يوم أو يومين فى خيمة «توتا العرجة» وبعدين بيمشوا وييجى غيرهم بعد فترة»!
ثم استكمل: العيال بتوع الميدان وجودهم مصلحة لينا ساعات وساعات ضرر، مصلحة ننزل نضرب فيهم علشان الداخلية ترضى عننا ويخفوا علينا، أو ننزل نضرب معاهم فى الداخلية علشان الداخلية تضرب غاز عليهم وهم يهربوا ويسيبوا الخيام واحنا نسرق اللى فيها، وفى أوقات بيدفعلنا علشان ننزل نضربهم زى اللى حصل لما اتفق معانا «الإخوان» ونزلنا معاهم كانوا شباب خارجين من «مول البستان» ودخلنا الميدان وولعنا فى الخيام وفى النخل كمان دى الفايدة.
أما الضرر فبييجى لما العيال بتوع التحرير هيجوا الداخلية وقرر وزير الداخلية «محمد إبراهيم» أيام حكم «محمد مرسى» يزور المكان بعد الفجر، وكانت المنطقة مليانة ببوكسات وعربيات مصفحة ومدرعات وكانوا محاوطين المنطقة من كل جنب بداية من عند «الحزب الناصرى»، وكنا محبوسين فى الخرابة ومش عارفين هيحصل فينا إيه لكن مرت الحمدلله بسلام».
«آخر مرة الداخلية جات هنا كان أيام الثورة الأولى لما خطف «الواد ماندو الصغير» البت السائحة وجابها من على الناصية قدام «النادى الدبلوماسى» وطلع بيها فوق فى الدور الثالث واغتصبها و«حفلوا عليها»، يومها البت رمت نفسها من فوق من كتر اللى حصل فيها، وبعدها بشوية جات الداخلية والعيال هربت «وماندو الصغير» رمى عليهم «قنابل مونه» وولع فى البوكس جنب كشك الكهربا بتاع النادى فانسحبوا وجه بعدهم رجالة الجيش (777) طلعوا العمارة من بره بالحبال ورموا ماندو من فوق وأخدوه فى عربية مدرعة ومن يومها ما حدش يعرف حاجه عنه وما نعرفش إذا كان عايش ولا مات».∎
بعدها بشهور «أحمد ومروان دقة» اتمسكوا فى التحرير بتهمة هتك عرض 14 طفلاً وهم دلوقتى فى واحدة من دور رعاية أطفال الشوارع جنب موقف السلام، بس «أحمد» خرج من القضية لأنه «قاصر» زى ما قولتلك!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.