عذبونا وأجبرونى أقول «باحب طنطاوي».. شفت ناس مكبله ومنيمنهم زي الاسرى .. والضابط قال للعساكر «دول بتوع 25 يناير» عسكري قام بتهريبنا.. وآخر قال لنا : متزعلوش مننا انتو متعرفوش العيال اللي برة بتعمل فينا إيه .. عايزين يبوظوا البلد كل اللي داخل واللي طالع كان بيلطش لنا .. وعسكرى قال لنا بعد تضميد جراحه «احنا مكلناش من الخميس متزعلوش مننا» نشر محمد اليماني الناشط السياسي والمشرف على صيدلية المستشفى الميداني خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء شهادته على أحداث مجلس الوزراء، حيث تم القبض عليه مع بعض فريق المستشفى من عمارة مقر حزب العدل، والتعذيب الذي تعرض له، وصولا لقيام أحد الجنود الذين قاموا بتضميدهم بتهريبهم. وقال اليماني والذي يعمل كمدير تسويق في شهادته " البداية لما شوفت مشهد سحل المواطنين علي ايدي من هم مسئولون عن سلامتنا فحينما رأيت مشهد سحل اهالي الشهداء يوم 19-11 اصبح لدي يقين تام بأن ثورة لم تقم .. فلابد من النزول والتضحية وهكون انا احسن من اللي ماتوا .. قررت النزول ..ولم يعد لدي ما ابكي عليه .. فقد قررت ان المرة دي بجد مش هنسيبها لحد ، واصبحت كل حياتي التواجد في الميدان حتي اني نمت في الميدان من يوم 19 الي يوم فض اعتصام مجلس الوزراء يوم 15 ديسمبر .. شهر الا 5 ايام". وأضاف أنه كان موجودا بمقر حزب العدل أثناء حرق خيام المتظاهرين، ونزل بعدها لاصطحاب زملاءه من طلبة الطب وأطباء المستشفى الميداني لمقر الحزب حتى تهدأ الإشتباكات ويبدأون عملهم في إسعاف المصابين، " كنا عالكورنيش بعيد عن الأحداث ولقينا عساكر وضباط بدأوا يجروا ورانا بعد ما جرينا في إتجاه مقر الحزب ودخلنا العمارة فهجموا علينا، كنت طلعت فوق طلعوا ورايا ورموني من علي السلم وكأني اشاهد فيلم اجنبي انا الكومبارس فيه وبدأت اتدحرج زي الكورة قدامهم لحد ما نزلت تحت فقولت خلاص هيسيبوني لقيت الضرب انهال عليا عشان يوقفوني وشتايم يابن ويابن يابن ". واستكمل اليمانى الذي كان مشرفا على صيدلية المستشفى الميداني " قمت من قوة الضرب .. طلعونا بره الشارع ووقفونا صف واحد .. زميلتي قدام خالص وانا بالاخر خالص كنا حوالي 7 افراد ضربونا على رؤوسنا بالعصي السوداء .. أخبرناهم أن كل ما نفعله بالميدان نعالج ونساعد المصابين .. فالظابط بص لزميله وقاله نمشي منين قالو ماتيجي نفسحهم شويه يمكن تكون دي اخر مرة يشوفوا الدنيا .. وفوجئنا بركاب الاتوبيسات يشجعونهم ويقولن لهم اضربوهم بلطجية حرامية ". وأشار اليماني إلى أن فريق المستشفى الميداني تم إحتجازه بمجلس الوزراء " شوفت بعيني ناس مكبله ومنيمنهم علي بطنهم زي الاسرى .. والظابط عمال يقول للعساكر دول بتوع ايه يالا دول بتوع البرادعي اللي عايزين يقلعوا اختك الحجاب دول بتوع 25 يناير العملاء الممولين وكل الكلام اللي كنا نسمعه من انصار عكاشة وفجأة الظابط يقول للعساكر اضحك ياد تلاقي العساكر كلها بتضحك". وأضاف المشرف على صيدلية المستشفى الميداني " كل اللي داخل واللي طالع بيلطش فينا، وبعدين جه واحد قالنا انت بتقول يسقط حكم العسكر يا...... طيب، وضرب بغباء واحنا وشنا للحيطة.. قول بحب طنطاوي قول بحب طنطاوي ... طبعا من كتر الالم انت ممكن تقول انا بحب ام طنطاوي مش طنطاوي بس .. الاحساس دا لوحده كان اصعب احساس عدي عليا في الوقت دا". وأشار إلى أن ضابطا سأله بسخرية وسباب عما حدث له وحين رد عليه بأن ضابطا عذبه " مسكني ورماني علي الارض وبدأ الضرب بالبيادة وبدأ يشتم ويقولي واخد البنات تعمل فيهم ايه ياد ويضغط برجله في اماكن حساسة عشان اتكلم وانا مش فاهم عايزني اعترف بايه، بعدها موبايلي رن أخده .. وقال للي بيتصل اليماني تعيش انت". واستكمل اليماني شهادته قائلا "واحد بيقولنا انتوا مؤهلات عليا وعشان كدا احنا مبنعملش معاكوا حاجه .. انا ضحكت في سري قولت امال لو عملتوا، وشوية جه عسكري وشاف احد زمايلي علي كتفه صليب فقاله انت ايه وداك عمر مكرم يا مسيحي يابن يابن يابن وبدأ الضرب بغباء لزميلي لمجرد انه شاف الصليب علي كتفه". وأضاف أن ضابطا أمر العساكر بتخييط جروح زملائهم المصابين رغم عدم خبرتهم فى ذلك " كانوا بيعاملوهم زي الحيوانات"، عرضنا عليهم تضميد جراح الجنود ووافقوا، وكان رد العساكر الذين ضربونا وعالجناهم " انتوا ايه اللي جابكوا هنا انتو شكلكو ولاد ناس" وقال أحدهم " والله احنا مكلناش من يوم الخميس .. مش عارفين حتي ننام .. ومتزعلوش مننا انتو متعرفوش العيال اللي برة بتعمل فينا إيه .. عايزين يبوظوا البلد ويقلعوا أختى وأختك الحجاب". وأشار إلى أن كل أموالهم وبطاقات الإئتمان تم سرقتها أثناء القبض عليهم، وأن احد العساكر المتعاطفين معاهم هربهم من داخل مجلس الوزراء، وحين سأله أحد الضباط ، قال له " دول تبعنا يا باشا"، ثم وصلهم إلى أقرب محطة مترو وطلب منهم عدم ذكر إسمه".