تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم عددا من القضايا، أبرزها موقف جماعة "الإخوان المسلمين" من الاستفتاء على الدستور والذي بدأ في الخارج، بالإضافة إلى فكر الجماعة التكفيري والعنيف ومحاولة تصديره. ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة، إن شاشات التليفزيون والفضائيات نقلت تفاصيل ما حدث في سفارة مصر في باريس من تسلل عدد من أنصار "الإخوان" في فرنسا تحت دعاوي تخليص بعض الأوراق الإدارية في القنصلية المصرية، وبعد ان تجمعوا في ساحة السفارة أعلنوا أنهم جاءوا لدعم شرعية الرئيس السابق محمد مرسي وأنهم قرروا الاعتصام في مبني السفارة". وتابع: "استنجد المسئولون في السفارة بالشرطة الفرنسية وسرعان ما تدخلت قوات الشرطة وحدثت مواجهة شديدة الضراوة وهجم رجال الشرطة علي المتظاهرين المعتصمين واخرجوهم من مبني السفارة بعد أن نالوا حظهم من الضرب والإهانة". وأضاف:"كان هذا هو رد فعل الشرطة في دولة من أولي دول حقوق الإنسان والحريات.. حدث هذا في دولة القوانين وفي الوطن الذي انجب رموز الحرية في العالم روسو وفولتير والثورة الفرنسية ودعوات حقوق الإنسان.. لم تكن الشرطة الفرنسية في شرف استقبال المتظاهرين عندما اقتحموا السفارة ولم ترفع شعارات الترحيب بهم بل انها استقبلتهم بالعصي والكلاب البوليسية وتعاملت معهم بمنتهي القسوة". واستطرد: هذه الصورة التي واجهت بها الشرطة الفرنسية الإخوان المسلمين في فرنسا تؤكد أن الحرية لا تعني الهمجية وأنه لا توجد دولة في العالم تسمح باقتحام المؤسسات وإعلان الاعتصام لأن القانون يحمي الجميع والشرطة هي اليد التي تحمي القوانين.. تصور الإخوان المسلمون في باريس أنهم سينقلون إلي عاصمة النور اعتصام رابعة ولكن الشرطة الفرنسية اسدلت الستار علي المشهد بعد دقائق. واستغرب الكاتب أن العالم يتباكى على الإخوان في مصر وهم يمارسون كل أنواع الإرهاب وحين خرجوا علي القانون في باريس كان العقاب شديدا لو ان الشرطة المصرية تعاملت مع امثال هؤلاء في إحدي السفارات في القاهرة لخرج علينا الإعلام الغربي بعشرات القصص والبيانات وخرجت السفارات تعلن شجب ما حدث. واختتم جويدة مقاله بالقول "لم ندرك حتي الآن ان للحرية ضوابطها وان للاعتصامات قوانين تحكمها وان حرية الإنسان تنتهي عند حرية الآخرين.. في باريس كان ضرب الإخوان المسلمين حقا مشروعا للشرطة وفي القاهرة كان تدمير الجامعات حقا مشروعا للإخوان". العنف المسلح وصناعة الأكاذيب: وفى مقاله بصحيفة "الوطن" رأي الكاتب عماد الدين أديب أن جماعة "الإخوان" فقدت دعويتها ووصلت إلى حالة العنف المسلح بهدف الإرهاب والترويع!.. وقال: هناك مدرستان من الفكر، مدرسة تؤمن بأن فكر مؤسس الجماعة الأستاذ حسن البنا كان إرهابياً باطنياً يخفى خلف الدعوة رغبة شريرة فى الوصول إلى الحكم عبر العمل الاجتماعى، وتحت مظلة شعارات إسلامية تستخدم العنف والاغتيالات والإرهاب كتنظيم سرى. أما المدرسة الثانية، فهى تحسن الظن بالجماعة، وتعتقد أن الأستاذ حسن البنا بدأ بفكرة أخلاقية بدائية تهدف إلى إقامة مجتمع إسلامى عبر الدعوة السلمية والعمل الاجتماعى المؤثر داخل قرى ونجوع مصر، ولكن حدثت ظروف وأخطاء وخطايا، أدت إلى تحول الجماعة إلى العنف. وأضاف: الأمر المؤكد أن الجماعة ظلت دائماً لا تسعى لأن تكون «جماعة من المسلمين»، لكنها سعت دائماً وأبداً لأن تكون «جماعة المسلمين»، والفارق الجوهرى بين الحالتين هائل ومخيف.. "جماعة من المسلمين" تعنى أن جماعة الإخوان هى جزء من كل يحتوى أطيافاً وأشكالاً مختلفة، قد تكون دينية أو علمانية، قد تكون مسلمة أو غير مسلمة. أما اعتبار قادة جماعة "الإخوان" أنفسهم بأنهم «جماعة المسلمين»، فهذا يعنى أنهم اعتبروا أنفسهم أصحاب الامتياز الحصرى للإسلام، والسياسة الذين يحق لهم، ولهم وحدهم، الحكم والتشريع، وأن غيرهم هو الآخر الخارج على الدين والملة. إن اعتبار قادة الجماعة لأنفسهم بأنهم "جماعة المسلمين"، يعنى أنهم يرون أنهم "الفرقة الناجية" التى يحق لها وحدها دون سواها أن تقود وتحكم المجتمع كخطوة أولى، حتى الوصول إلى مرحلة «الأستاذية» لسيادة العالم ككل! الآن، انتهت الجماعة الدعوية، وانتهت فكرة الجماعة الناجية، بل أصبحت للأسف الشديد الجماعة الحاملة للسلاح والداعية إلى العنف، الهالكة والمهلكة لنفسها..إنه فصل أخير فى كتاب مؤلم ومحزن. وفي جريدة "الجمهورية" وتحت عنوان "احذروا.. لا تصنعوا الأكاذيب .. وتصدقوها" أكد الأستاذ محفوظ الأنصاري أنه آن الأوان لأن نتوقف عن صناعة أو اختراع الأكاذيب ثم تصديقها، ومن بين أهم الاختراعات الكاذبة.. هي: "أكذوبة" الرئيس المخلوع "محمد مرسي". وقال "وها نحن.. ولحوالي عامين متتاليين.. نعاني من هذه الخدعة الكبري.. ها نحن. والعالم من أمامنا. ومن خلفنا.. يتحدث.. عن الشرعية.. وعن الصندوق.. وها هي عصابات الإخوان وتجمعاتهم.. تخرج إلي الشوارع والمنتديات والجامعات.. حاملة "صورة الرئيس المخلوع".. وكأنه زعامة شعبية". وها هي عواصم العالم الغربي تسمح بفلول وعصابات إخوانية تخرج وتتجه إلى المؤسسات العلمية والثقافية والفكرية تهتف بحياة المخلوع وتطالب بعودته وتندد وتهاجم مصر وشعب مصر. وأضاف:" الحقيقة والواقع يؤكدان أن مسألة الرئاسة لم تخطر يوماً ببال الدكتور، ولم يأخذه ولو للحظة جموح الخيال.. وهوس الطموح للاقتراب أو التفكير في هذا الأمر. حتي حينما قررت "الجماعة"، وعلي غير استعداد أو تأهيل، أن تخوض تجربة الترشح للرئاسة اختارت "الشاطر".. ثم سجلت اسم "الاستبن" كنوع من "سد الخانة".وفجأة "تحول الهزار إلي جد".. فسوء إدارة المرحلة والخيبة والغباء الشديد لمن أداروا.. والضغوط الخارجية ومداخلاتها كل هذا وغيره كثير جعل من الدكتور مرسي مرشحاً للرئاسة. واستوجب هذا الأمرعملية تعبئة رهيبة وعمليات تزييف وأكاذيب بلا حصر فضلاً عن العديد من التحالفات والمساومات والتدفقات بالأموال والنتيجة رغم كل ما يحيطها من غموض وتزييف وخداع جاءت النتيجة كما أرادتها وأشادت بها واشنطن. وتابع: "الملفت أن الجماعة وعصاباتها تراجعت قليلا وتركت مهمة التشويه والتفتيت للشباب المضلل أو المنحرف..فقد أصاب بعض الشباب "نوع من سوء الفهم والقصد" قد لا يقل خطورة عن سابقه من المنحرفين، وهو أن البعض من شباب الثورة وبعد النجاح الجزئي للثورتين تصور نفسه هو صانع الثورة ومخترعها ومفجرها وزعيمها والقادر على تقديم الزعماء والرؤساء والقادة وبالفعل بدأ للأسف هذا البعض يتحدث بهذه اللغة... هرع العديد من الطامحين في السلطة يتقربون من هذه المجموعات من الشباب التفوا حولهم وبدأوا ينسقون معا. واستطرد: وبدأوا جميعاً ومن خلفهم وحولهم ومعهم جماعات الإخوان وجماعات "الليبراليين" المرتبطين بالغرب الأوروبي الأمريكي وكل مَن لا يحمل ذرة حُب لهذا البلد يشنون حملة جماعية عنيفة ومنظمة ومدمرة ضد الدولة المصرية وبجميع تشكيلاتها وتكوينها ومؤسساتها وأجهزتها.. بدأوا يتحدثون عن مؤامرات للعودة إلى حكم ما قبل يناير 2011. المثقفون والخلافات السياسية: علي صعيد آخر، وتحت عنوان /نداء مشكوك في احتذائه/ تساْل الكاتب فهمي هويدي في مقاله بصحيفة "الشروق" هل يمكن أن نقيم عازلا بين الخلافات السياسية بين الأنظمة والحكومات وبين انسياب العلاقات بين الشعوب الشقيقة؟ السؤال من وحي نص نداء تلقاه من الجزائر موقعا من أكثر من 1500 شخص من المثقفين والأكاديميين الجزائريين والمغاربة دعوا فيه إلى «اعتبار المسار المغاربي مسألة جوهرية، وعدم ربطه بشرط فض الخلافات السياسية، والكف عن تأليب الشعبين ضد بعضهما البعض بالمزايدات والشحن الإعلامي، مع العمل على تسوية المشكلات القائمة بين البلدين بحكمة ووفق المصالح المشتركة». وقال الكاتب إن القضية بعيدة عن أذهان كثيرين من أهل المشرق، الذين لا يذكرون على الأغلب أن الحدود مغلقة بين الجزائر والمغرب منذ عشرين عاما وهما أكبر بلدين في الاتحاد المغاربي (عدد السكان فيهما يربو على 70 مليون نسمة).. وتمنى هؤلاء على مصر أن تتقدم تلك المسيرة وتقودها باعتبارها الشقيقة الكبرى، وكنت أحد الذين اشتركوا في مناقشة الاقتراح، إلا أن الظروف التي يعرفها الجميع حالت دون إخراجه إلى حيز التنفيذ. وأضاف الكاتب، لا أستبعد أن يكون المثقفون في البلدين قد يئسوا من مساندة المشارقة لموقفهم، فقرروا أن يأخذوا زمام المبادرة، ويسجلوا ذلك الموقف في النداء الذي حمل توقيعات الرموز الثقافية في البلدين. وقال : المثقفون الجزائريون والمغاربة الذين أطلقوا النداء لم يسجلوا موقفهم المستقل عن سياسة الحكومات فحسب، ولكنهم أيضا أثبتوا ولاءهم لأمل شعوبهم في العيش المشترك الذي ينعم فيه الجميع بالازدهار والحرية... إلا أنني لست واثقا من أننا يمكن أن نصدر نداء مماثلا نجمع فيه توقيعات الغيورين من المثقفين والأكاديميين المصريين مع أقرانهم الأتراك والإيرانيين والسوريين والقطريين والفلسطينيين، يدعو إلى تصفية الحسابات السياسية ومعالجة ملفاتها بعيدا عنهم، وبمعزل عن روابط شعوبهم ومصالحها. وهى فكرة ألقيها وانسحب بسرعة، لأن أجواء الاحتقان والاستقطاب جرفت مثقفينا وألحقت أغلبهم بفصائل العراك السياسي، بحيث باتت الدعوة إلى الدفاع عن العلاقات مع الأشقاء وعن حلم الوحدة المشترك، تهمة تصم صاحبها بالعمالة والإرهاب والتخابر والعياذ بالله.