يصدر قريبا ديوان "ابتسامات تشرينية" للشاعرة ابتسام أبو سعدة عن دار "إبداع" للنشر والتوزيع، وهو أول ديوان شعري لها. تجوب بنا الشاعرة في هذا الديوان بين طيات شخصية المرأة المختزنة الكثير من الأسرار التي غالبا ما تخفيها، ما بين عشق وهروب، وحزن وفرح، وضعف وقوة، وتمرد وثورة، وأحيانا انكسار، وطفولة تشتاق إليها. وتكشف تناقضات تجمع خضوع المرأة وتمردها، انتصارها وقوتها، العشق والكبرياء، وغربة ما بين وطنٍ مُغتصب، وبين وطنٍ عاشت فيه جُلّ حياتها، ووطنٍ لم تُمضِ فيه الكثير من السنين لكنه استحوذ عليها فأصبح الحياة بالنسبة إليها. هكذا تحكي لنا الشاعرة لوحات ترسمها بفرشاةٍ، وتلون بها حروفها ما بين امتزاج غريب بين ألوان الربيع المبهجة، وألوان الخريف الحزينة، ما بين أمل وألم. فمن ابتسامات تشرينية تحمل ابتساماتها وفرحها وحزنها وخوفها، تذهب بنا إلى لوحة تحررها من الإطار، إلى تراتيل الوجع التي يصدح بها كمانها الحزين، منها إلى كبرياء ملكةٍ تعزز روح الغرور والكبر عند المرأة، إلى النيل الأخضر الذي بدأت تبذُر على أرضه أول إصدارٍ لها، فعدلت المسار في طريقها إلى فلسطين التي تنتمي إليها بجذورها الصلبة، فمهما تفرعت هنا وهناك، تبقى أصالتها وأصل خطواتها ثابتة، منها إلى تنوعٍ بين الغباء والغرور والجمال والنسيان وعشقٍ للمطر، فتهب روائح الياسمين العطرة من بين كلمات قصيدةٍ، تطلُّ علينا بصباحاتٍ من ياسمين. يذكر أن الشاعرة نصفها مصري، ونصفها الآخر فلسطيني، وفي الجزائر كان مولدها ونشأتها، وهى خريجة بكالوريوس تجارة، وطالبة دراسات عليا في التربية، تكتب منذ حداثة عمرها، وانفصلت 15 سنة عن الكتابة، وعادت إليها بقوة وشوق كبير ولها مدونة وصفحة أدبية على الفيسبوك، والعديد من القصائد والمقالات المنشورة في مجلات عربية ومصرية.