مسنة تجلس على الرصيف، تظهر على وجهها تجاعيد الكبر، وتمسك بيدها بعضا من علب المناديل وتنظر إلى المارة كل حين وآخر دون أن تنادى على أحد، كل أمنياتها أن تعود لبيتها مجبورة الخاطر. قالت روحية جودة محمود التى تبلغ من العمر 85 عاما، وتقيم بالطالبية فيصل: «أجلس هنا لبيع المناديل، حتى أستطيع أن أعيش، فمعاشى 300 جنيه ولا يكفى ثمن إيجار الغرفة التى أستأجرها ب350 جنيها، وزوجى متوفى منذ 17 عامًا، وأولادى تركونى وحيدة، ولم يزرنى أى منهم بعد زواجهم، وتركونى بعدما كبرت فى السن وأنا فى أشد احتياجى لهم فى آخر أيامى». وأضافت: «لا أملك إلا معاشى، ولا يوجد من يعيننى على ظروف المعيشة بعدما نسينى أولادى، ونفسى أرتاح فى أواخر أيامى، أنا كبرت وتعبت من قعدة الشارع أملى فى ربنا كبير».