كشف مصدر قضائي فرنسي، الجمعة، أن الشاب المصري المتهم بالتخطيط لاعتداء إرهابي بباريس، بواسطة مادة الريسين السامة، والذي يدعى "محمد. م"، أقر بتصفحه مواقع أصولية، وبأن شخصًا تواصل معه عبر "التليجرام"، وطلب منه التزود بما يلزم لصنع قنبلة، وتفجيرها. ونقلت "فرانس برس" عن المصدر ذاته، قوله إن "محمد.م"، حاول "التقليل من خطورة أفعاله"، فيما أظهرت التحقيقات معه، أنه "كان مستعدًا للموت شهيدًا عبر تفجير نفسه". وبدوره، قال مصدر أمني فرنسي، إن"أجهزة الاستخبارات عثرت في منزل الشاب محمد، على كيس يحوي بارودًا يُستخدم في المفرقعات ومعدات إلكترونية، إضافة إلى تعليمات إرشادية لصنع متفجرات وتحويل الريسين إلى مادة شديدة السمّية". وتضاربت الروايات الفرنسية حول المخطط، الذي تم إحباطه، وكان يستهدف شن هجوم بمادة الريسين السامة، إذ قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولوم الجمعة الموافق 18 مايو، إن شقيقين مصريين يفقان وراء هذا المخطط، فيما نفى مسئول بمكتب المدعي العام في باريس، صحة هذا الأمر، وقال إنهما ليسا كذلك. وكانت فرنسا، أعلنت الجمعة، أنها أحبطت اعتداءً محتملًا بمادة الريسين السامة بعد اعتراض رسائل على تطبيق "التليجرام" للرسائل النصية المشفرة. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولوم لتليفزيون "بي.اف.ام" الفرنسي، إن "شابين من الجنسية المصرية كانا يعدان لاعتداء بواسطة متفجرات أو مادة الريسين السامة. نجحنا في كشف المخطط". وأضاف كولوم أنهم " كانوا يتابعون عددًا من الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعي، وصادف أن وجدوا شخصين على تليجرام، وتم تعقبهما والتعرف إلى مخططهما ووقفهما"، مشيرا إلى أن أحدهما كانت لديه "إرشادات عن كيفية صنع سموم أساسها الريسين". وبدورها، نقلت "رويترز" عن مصدر في مكتب المدعي العام في باريس، قوله إن الشرطة تحتجز طالبًا مولودًا في مصر. وأضاف المصدر ذاته أن الشرطة دهمت مسكن الطالب في الدائرة 18 ذات الكثافة السكانية العالية في باريس في 11 مايو الجاري للاشتباه في صلته بشبكات إجرامية، وبعد ذلك بأربعة أيام خضع لتحقيق رسمي ورفضت السلطات الإفراج عنه بكفالة. وأشار المصدر إلى أن الشرطة اعتقلت رجلًا آخر، لكنها أفرجت عنه لاحقًا. وقتل أكثر من 240 شخصًا على أراضي فرنسا خلال السنوات الثلاث الماضية في هجمات نفذها متشددون يستلهمون نهج جماعات مثل تنظيم داعش الإرهابي. وفي 12 مايو، قام شخص بطعن المارة في منطقة الأوبرا السياحية المزدحمة في باريس، وقتل شابا فرنسيا، وأصاب أربعة أشخاص آخرين بجراح، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا. ووصف شهود عيان المهاجم بأنه شاب ملتح شعره بني اللون يرتدي زيا رياضيا فضفاضا، وقال شاهد عيان إنه سمع المهاجم يصرخ قائلا: "الله أكبر". كما حاول المهاجم دخول عدة حانات ومطاعم في المكان، لكن لم يتمكن من ذلك بعدما أغلقها بعض روادها الذين اختبأوا في الداخل. وقال مصدر قضائي فرنسي حينها:"إن المشتبه بتنفيذ الهجوم بسكين في باريس، مساء السبت 12 مايو، شاب في ال 21 من عمره، ولد في جمهورية الشيشان". ونقلت "فرانس برس" عن المصدر ذاته قوله، إن منفذ الهجوم ليس له سجل جنائي وإن والديه يخضعان للتحقيق في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه فرنسي من مواليد الشيشان عام 1997. وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم حينها، وزعم أن أحد "الجنود" التابعين له هو من نفذه، فيما أظهرت الحادثة مجددا الصعوبة، التي تواجهها أجهزة الاستخبارات الأوروبية في تعقب من يشتبه في كونهم متطرفين.