شهد عام 2013 اختتام العمل على تصنيع صاروخ جديد بعيد المدى لمنظومة "إس – 400 تريؤومف" الصاروخية المضادة للجو. وكان الصاروخ "40Н 6 Е" قيد التصنيع خلال فترة طويلة لصعوبة تحقيق الشروط المطروحة أمام مصمميه. وتمكن خبراء شركة "ألماس – أنتاي" أخيرا من إنجاز هذا العمل. ويمكن أن تزود منظومة "إس 400 – تريؤومف" ب5 أنواع من الصواريخ مختلفة المهام والأغراض. وجاء صاروخ "40Н 6 Е" نموذجا أخيرا استكملت به تشكيلة المنظومة، ويستخدم هذا الصاروخ لتدمير أهداف مهمة ومعقدة، بينها طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح المعادية، وذلك عن بعد 400 كيلومتر. وقال المدير العام لشركة "ألماس – أنتاي" صانعة المنظومة أن تزويد منظومة "إس – 400" بهذا الصاروخ سيضمن تفوقها الحاسم على منافساتها، وأشار إلى أنه يخطط العام القادم لإجراء إطلاقات تجريبية لهذا الصاروخ الذي يجب أن يشكل أساسا لتصنيع جيل جديد من منظومات الدفاع الجوي والدروع الصاروخية في القوات المسلحة الروسية. وتتصف منظومة الصواريخ الحديثة المضادة للجو "إس- 400" (تريؤومف) خلافا لسابقتها "إس 300 بي إم" بقدرتها على تدمير كل أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار وحتى الرؤوس المدمرة للصواريخ ذات المسار الباليستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية. وليس بمقدور أي منظومة أخرى متابعة مثل هذا المسار. وتعتبر منظومة "إس 400" الأكثر تطورا في العالم، وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيها طائرة الشبح الشهيرة. وتم تصميم المنظومة في شركة "ألماس – أنتاي"، وبدأ تزويد الجيش الروسي بمنظومات "إس- 400" (تريؤومف) بدءا من أغسطس 2007، حيث بدأت أول كتيبة مزودة بهذه المنظومات مناوبتها القتالية في ضواحي موسكو. مواصفاتها الفنية التكتيكية: مدى اكتشاف الأهداف 600 كم، وعدد الأهداف التي تتابعها في آن واحد حتى 300 كم، مدى تدمير الأهداف الجوية–400 كم، مدى تدمير الأهداف الباليستية 5-60 كم، الارتفاع الأقصى لإصابة الهدف 27 كم، الارتفاع الأدنى لإصابة الهدف 100 متر، السرعة القصوى للهدف المدمر 4800 كلم في الساعة، عدد الأهداف المدمرة في وقت واحد 36 هدفا، عدد الصواريخ الموجهة في وقت واحد 72 صاروخا، زمن نشر المنظومة من الحركة 5 دقائق، هذا وقد شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعات عقدها في مطلع ديسمبر الماضي مع القادة العسكريين في الجيش الروسي وصناع الأسلحة الروسية، على ضرورة تسريع العمل الرامي إلى تصنيع منظومة "إس – 500" التي يجب أن تكون حلقة في سلسلة الدرع الصاروخية الروسية. وستضمن منظومة "إس – 500" حماية مناطق معينة والمدن الكبيرة والمواقع الصناعية والاستراتيجية. وستكون المنظومة قادرة على اكتشاف وإصابة حتى 10 أهداف باليستية بسرعة 7 كم في الثانية في آن واحد، وكذلك مجموعات الصواريخ المجنحة والأهداف الجوية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وتتفوق مواصفات منظومة "إس – 500" على منظومة "إس – 400" (تريؤومف) الروسية ومثيلتها الأمريكية "PAC-3" أي النموذج الأخير لصواريخ "باتريوت. ومن المقرر أن يستخدم في منظومة "إس – 500" مبدأ إصابة الأهداف الباليستية والأيروديناميكية على انفراد، والمهمة الأساسية للمنظومة، هي اعتراض الصواريخ القتالية الباليستية المتوسطة المدى، وعند الضرورة الصواريخ العابرة للقارات أيضا في نهاية مسارها ضمن حدود معينة ، في القطاع الأوسط.