افتتح بمكتبة الإسكندرية مؤتمر "تعليم العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية" والذي ينظمه مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المكتب العربي الإقليمي لأكاديمية العلوم لدول العالم الثالث . وأشار الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الأسكندرية خلال الكلمة الأفتتاحية للمؤتمر إلي قضايا التغيرات البيئية والمناخية مؤكدا وجود عدد كبير من السيناريوهات التي تتنبأ بأثر التغيرات المناخية ومنها ارتفاع سطح البحر وزيادة حموضة البحار وهي مشكلة بدأت في الظهور بالفعل وتأثر الأمن الغذائي في العالم كله. وشدد سراج الدين على أن تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية IPCC الأخير والذي تنبأ بتأثيرات أخرى للتغير المناخي كالعواصف والتصحر وغيرها يعد فرصة لمراجعة الخطة القومية ومراجعة منظومة السياسات لوضع خطة وإدخال العنصر العلمي لحل المشكلة. ونوه إلي أهمية قيام العلماء في مصر بعمل نماذج لتقييم وضع المياه خاصة أن جميع النماذج العلمية تقول أن المنطقة ما بعد الاستوائية ومنها مصرستقل فيه نسبة الأمطار نتيجة التغيرات المناخية موضحا أنه يتعين دراسة تأثير ارتفاع سطح البحر على الدلتا. ولفت سراج الدين إلى أنه يجب الانتباه إلى ظاهرة أخرى تهدد المجتمعات العربية وهي عرام العواصف أو Storm surge وهي موجات كبيرة تهز السواحل وقد ظهرت في الإسكندرية عام 2010. وأكد مدير مكتبة الأسكندرية إسماعيل سراج الدين أهمية أن نبدأ بالعلوم الاجتماعية وأن نقوم بشرح الموقف لصناع القرار والمجتمع حيث إننا سندفع مستقبلاً ثمن عدم الاهتمام بهذه القضايا الآن. وألمح إلى أن المنطقة العربية ستكون من أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية نظرا لطبيعتها ولذلك يجب الاهتمام بهذه القضايا مؤكدا أن التحرك الرسمي لبحث آثار التغيرات المناخية في مصر جاء عام 2007 حيث تم تشكيل لجنة لدراسة آثار المشكلة إلا أن هذه اللجنة لم تجتمع حتى الآن. وأشار إلى وجود عدد من المشروعات المطروحة التي يجب استغلالها للعمل على التصدي لآثار التغيرات المناخية، ومنها مشروع منخفض القطارة والدراسات التي يجب إجراؤها لاستخراج مياه جوفية من الصحراء الغربية وفقا لما اقترحه الدكتور فاروق الباز. ولفت إلى أن مصر هي أكبر دولة مستوردة للقمح ولذلك فإن الزراعة هي الحل مشددا على أهمية مناقشة الخطة القومية للتعامل مع الأمن الغذائي والزراعة في مصر.. وزيادة كفاءة استعمال الأراضي والمياه الجوفية واعتماد طرق أكثر دقة لتوصيل المياه. وشدد سراج الدين على أهمية التوعية المجتمعية والحوار مع صناع القرار من أجل التغلب على الآثار المتوقعة من قضية تغير المناخ خاصة في مصر. ومن جانبه أكد الدكتور عادل البلتاجي رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في البحر المتوسط أن الهدف من المركز الدولي هو التركيز على التقدم في العلوم في العالم النامي وإحداث نوع من المشاركة بين الدول المتقدمة علميا والدول الأخرى دون حواجز أو فواصل تمنع التواصل المعرفي. وأوضح البلتاجي أن المقر الرئيسي للأكاديمية يوجد في مدينة ترييستي بإيطاليا مع وجود عدد من المكاتب الإقليمية ومنها المكتب الإقليمي للعالم العربي في مكتبة الإسكندرية، كما يوجد مكاتب إقليمية في بكين ونيروبي وريو دي جانيرو وغيرهم. وأوضح أن الأكاديمية تضم 1105 اعضاء منهم 68 عضوا فقط من العالم العربي.. لذلك يجب تنشيط عملية الاشتراك ووضع اقتراحات لقبول أعضاء جدد من العالم العربي. وأشار البلتاجي إلى أن أنشطة الأكاديمية تشمل التدريب وتبادل الخبرات ومنح جوائز لتحفيز العلماء.. موضحا أن الأكاديمية تقدم جائزة أساسية للمنجزات العلمية ومنح للتدريب وتبادل بين العلماء، كما تعقد اجتماعات في كل أنحاء العالم لتبادل الخبرات والمعرفة. يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الصلة بين العلوم والتكنولوجيا والمجتمع من خلال مناقشة القضايا المتعلقة بجودة التعليم وأهميته والمساواة في نظم التعليم في الدول العربية والتي تعتبر ضرورة لتربية جيل يستطيع أن يواجه تحديات المستقبل. يشارك في المؤتمر عدد كبير من العلماء ومنهم الدكتور مصطفى السيد أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا والدكتور يسري الجمل رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ووزير التعليم السابق والدكتور أحمد خيري رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا والدكتور مجدى مدكور أستاذ التكنولوجيا الحيوية بمعهد البحوث الزراعية والأراضي القاحلة بالإضافة الى نخبة من الأساتذة والعلماء المصريين والعرب.