مشاركة مصرية، وحضور ثقافى مصرى متميز شهدته فعاليات الدورة ال 23 لمعرض مسقط الدولي للكتاب التى انطلقت أمس (الاربعاء) بالعاصمة العمانيةمسقط، بمشاركة 783 دارا للنشر تمثل 28 دولة، حيث يعد هذا المعرض واحدا من المعارض الدولية المهمة على المستوى الخليجي، ويعتبره المثقفون إطلالة حضارية وثقافية عُمانية متجددة على العالم، ونافذة يعرضون من خلالها إبداعاتهم الأدبية والثقافية دون حظر أو تقييد. مشاركة مصرية فى معرض مسقط للكتاب، سبقتها قبل أسابيع قليلة مشاركة عمانية فى معرض القاهرة الدولي للكتاب الذى أقيم خلال (شهر يناير الماضى )، بأرض المعارض بمدينة نصر، وتنظر إليه السلطنة على أنه واحة للمعرفة والثقافة، وواحد من أهم المعارض على مستوى الشرق الأوسط والعالم، لذا تحرص وزارة الإعلام العُمانية على المشاركة فيه، نظرا للإقبال الكبير الذي يشهده المعرض من مختلف الشرائح العمرية والنخب الثقافية والفكرية، وكذا المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية التي تزور أجنحة المعرض المختلفة لاقتناء الكتب والمراجع المهمة في كافة المجالات. فعاليات وأنشطة ثقافية وأدبية متنوعة شهدتها أيام إقامة المعرضين، مستفيدة من الزخم السياسى والعلاقات الثنائية المشتركة التى تتميز بروح الأخوة والتفاهم والود، والتى دعمها زيارة الدولة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا لمسقط ومباحثاته المثمرة مع السلطان قابوس بن سعيد والتى تناولت كافة القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك 0 وصبيحة الاحتفال بافتتاح معرض مسقط الدولى للكتاب، انطلقت على الجانب الشمالى وبمشاركة كل من القاهرةومسقط، فعاليات وأنشطة معرض "فيلنيوس" الدولي للكتاب الذى يفتتح اليوم الخميس في ليتوانيا، حيث تحمل كل منهما تجربة ناجحة فى إقامة هذا العرس الثقافى، وسيقومان بمشاركتهما فى المعرض بنقل الثقافة العربية إلى هذا المحفل العالمى، بهدف تفعيل التعاون والتبادل الثقافي والعلمي بين البلدين والجامعات العالمية، والتقريب بين الثقافة العربية والثقافات الأجنبية بهدف إحداث التلاقى الحضاري بين الشعوب، الذي من شأنه ترسيخ المبادئ والقيم المشتركة وتعزيز التفاهم والتعايش والسلم في العالم أجمع. البعد الثقافي، أو ما تعارف على تسميته "بالدبلوماسية الثقافية "، بات عنصرا فاعلًا في تنفيذ السياسات الخارجية، ولم يعد مفهوم القوة الناعمة "الأدوات الثقافية والفنية" مجرد ترف لفظي لاستيعاب تطور قنوات التبادل الثقافي والفني من أشكاله البدائية إلى أكثر مظاهره التكنولوجية في سياق عولمة التواصل وقابلية الحدود للاختراق، بل بات كبعد أساسي ضمن أدبيات الجيوبوليتيك المعاصرة. ووفقًا لمنظري العلاقات الدولية، تُعرف الدبلوماسية الثقافية بأنها تبادل الأفكار والمعلومات والفنون وباقي جوانب الثقافة بين الدول والشعوب من أجل تعميق التفاهم والتواصل مع الآخر، وعادة ما تُسند ممارسة القوة الناعمة إلى أجهزة تسمى بالدبلوماسية العامة، ذلك النشاط الذي يهم مختلف البرامج التي تنفذ خارج الحدود في تواصل مباشر مع النخب والجماهير الأجنبية أو فئات مستهدفة منها، ويشمل ذلك تدفقات إعلامية وتواصلية وثقافية لبناء أفكار وقناعات معينة لدى الجهات والدول المستهدفة من الرسالة الإعلامية. و تعمل كل من مصر وسلطنة عُمان على توظيف الدبلوماسية الثقافية التوظيف الأمثل والذي يتوافق مع ثوابت سياستهما الخارجية، وتطبيقًا على ذلك جاءت مشاركة سلطنة عُمان في معرض القاهرة الدولي للكتاب،، فيما مثل البعد الثقافى أحد الأبعاد التى دارت حوله فعاليات الدورة ال22 لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2017،، إذ جسدت ندوة (يوسف الشاروني مثقفًا وإنسانًا)، تأكيدًا علي التقدير لثراء إبداعاته0 المشاركة المصرية والعُمانية في معارض الكتاب الخارجية تهدف إلى إبراز التراث الثقافي والتاريخي والأدبي العربى والشرقى المصرى والعمانى، وزيادة تفعيل التواصل الثقافي مع مختلف دول العالم. ودائمًا ما تضم أجنحة معارضهما العديد من الإصدارات والعناوين المختلفة في شتى التخصصات الأدبية والفنية والفكرية والعلمية والتاريخية وغيرها، إضافة إلى إصدارات باللغة العربية وعدد من اللغات الأجنبية، فضلًا عن تخصيص ركن لعرض الأفلام الوثائقية التي تتناول الجوانب الثقافية والتراثية والسياحية. ويحرص البلدان باستمرار على إدخال التحديثات الثقافية المستمرة على فعاليات المعرض، بما يتواكب مع التقنيات الحديثة والتدفق المعلوماتي في عصر أصبح فيه العالم عبارة عن "قرية كونية" من خلال شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" والتي صاحبها التطور غير المسبوق في الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك وغيرها من الأدوات العصرية الجديدة. الدبلوماسية الثقافية التى تنتهجها القاهرةومسقط ولفيف من سائر دول العالم تشكل الوجه الأبرز لسياسات القوة الناعمة، التي استلهمت من خبرتها التاريخية والحضارية في آسيا وأفريقيا وما وراء البحار، لبلورة مفهوم القوة الناعمة في العصر الحديث للعلاقات الدولية.