عزل المؤتمر الوطنى الحاكم فى جنوب أفريقيا، أمس الثلاثاء، الرئيس جاكوب زوما، بعد اجتماع مطول فشلت فيه الضغوط لإقناع زعيم أثارت أعوامه فى السلطة انقساما واسعا، بالاستقالة، وفق وسائل إعلام محلية. وجاء قرار اللجنة التنفيذية بالحزب فى الساعات الأولى من صباح أمس، بعد مناقشات مكثفة استمرت 13 ساعة وعقب اجتماع مباشر بين زوما ونائبه سيريل رامافوسا خليفته المرتقب. و«رامافوسا» زعيم نقابى، قيل يوما إن نيلسون مانديلا اختاره ليتولى السلطة، وفى ديسمبر انتخب رئيسا لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم، بعدما فاز بفارق طفيف على منافسته نكوسازانا دلامينى زوما زوجة جاكوب زوما السابقة. ورغم قرار اللجنة التنفيذية فى الحزب عزل زوما، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الرئيس الذى يبلغ من العمر 75 عاما يرفض الامتثال للقرار مما قد يضطر الحزب لعزله عن طريق البرلمان. وقبل منتصف الليل بقليل، قالت هيئة الإذاعة والتليفزيون فى جنوب أفريقيا، إن رامافوسا أبلغ بنفسه زوما بأن أمامه 48 ساعة لتقديم استقالته، وقال مصدر بارز فى الحزب فى وقت لاحق، إن «زوما صرح بوضوح بأنه لن يترك منصبه». وقال المصدر، إن «رامافوسا عندما عاد إلى اجتماع الحزب الحاكم فى أحد فنادق بريتوريا بعد لقائه زوما، كانت المناقشات «محتدمة وصعبة». ولم يرد المتحدث باسم زوما على هاتفه». ويوم الجمعة كتبت «توبيكا ماديبا زوما» زوجة زوما على «إنستجرام» تعليقات توحى بأن زوجها، الذى تحدى محاولات من الحزب الحاكم ومن المحاكم لعزله، مستعد للمقاومة ويرى أنه ضحية مؤامرة من الغرب. وقالت «سينهى ما بدأه لأنه لا يتلقى أوامر عبر المحيط الأطلسى»، ومن المقرر انتهاء فترة حكم زوما فى منتصف 2019. وشهد اقتصاد جنوب أفريقيا، الأكثر تقدما فى القارة، ركودا طوال تسعة أعوام قضاها زوما فى السلطة مع عزوف البنوك وشركات التعدين عن الاستثمار بسبب الشكوك السياسية وتفشى الفساد.