العلاقات بين تركيا وأمريكا تصل لطريق ضبابي.. تقارير: "هل يستطيع ترامب الوقوف أمام أنقرة وعملياتها في عفرين؟"

تساءلت وسائل الإعلام الأمريكية، عن قدرة الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، على وقف العمليات التركية الدائرة الآن فى منطقة عفرين بسوريا. فعندما شارفت الحرب التي دامت سبع سنوات فى سوريا قد تقترب من نهايتها، قررت تركيا أن تغزو منطقة عفرين من أجل القضاء على الأكراد، وهي القوات التي تدعمها أمريكا، ولكن لماذا لم تتدخل أمريكا حتى الآن لحماية حلفائها؟.
بدءا من ليلة السبت الماضية، نفذ الجيش التركي مئات الغارات الجوية على سلسلة من المدن الكردية، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. وفى يوم الأحد، وحتى فى الوقت الذى يقوم فيه مسئولون أمريكيون كبار بجولة لتحرير الرقة، كانت أعمدة الدبابات التركية والمركبات القتالية المدرعة تتقاطع عبر الحدود ليس بعيدًا عن الشمال. وفى يومي الثلاثاء والأربعاء، أظهرت الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي جماهير من المدنيين الأكراد الفارين من ديارهم فى الطقس البارد والموحل.
إخلاء عفرين
وتقول تركيا إن الهجوم يهدف إلى إخلاء عفرين من «الأكراد» وتطلق عليهم الإرهابيين، لأنهم يشكلون تهديدًا مباشرًا للحدود التركية. ومن هنا بدأ التحرك الأمريكي، وحث ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تهدئة عمليات التوغل العسكرية فى شمال سوريا محذرًا من «الأعمال التي قد تؤدي إلى خطر النزاع بين القوات التركية والأمريكية».
وتعتبر هذه التصريحات التي طرحها ترامب أوضح دليل على الجدية التي تنظر بها واشنطن إلى العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا، والخطر المحتمل الذي يمكن أن تشكله على استقرار المنطقة. وقال ترامب فى حديث مع أردوغان عبر الهاتف إن «عملية الزيتون فى تركيا» التي تستهدف المقاتلين الأكراد المدعومة من الولايات المتحدة «تهدد بتقويض أهدافنا المشتركة فى سوريا».
وحث ترامب، الذى اتخذ نبرة صعبة مع نظيره التركى، تركيا على تخفيف حدة التصعيد، والحد من عملياتها العسكرية، وتجنب وقوع خسائر فى صفوف المدنيين، وزيادة عدد النازحين واللاجئين. وفى إشارة لتدهور العلاقات بين البلدين، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية ما تم الإعلان عنه بخصوص المكالمة بين الطرفين غير حقيقي، وهنا قالت الوكالة التركية إن مسئولًا حكوميًا تركيًا لم يذكر اسمه قال إن الرئيس ترامب لم يتشاطر أى مخاوف بشأن تصعيد العنف فيما يتعلق بالعملية العسكرية الجارية فى عفرين».
وأدعى أن مناقشة الزعيمين حول عملية الزيتون تقتصر على تبادل وجهات النظر، فيما قال السفير الأمريكي السابق فى تركيا، اريك ايديلمان، فى حديثه قبيل محادثات الزعيمين إن التيار الذي يمر بالسياسة الداخلية التركية يتشابك بشكل وثيق مع تصورات الولايات المتحدة.
وقال ايدلمان لشبكة «سي ان ان» ان «العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا متوترة جدا لفترة طويلة» ، وتابع أن «هذه التوترات تتجذر بشكل ما فى طبيعة النظام الذي يحاول أردوغان فرضه على تركيا والذي تعاديه أمريكا»
واستهدفت الغارات الجوية والبرية المستمرة التي تقوم بها تركيا فى مدينة عفرين شمال سوريا المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب الكردية. فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين لشبكة «سي إن إن» إن «تركيا اضطرت إلى اتخاذ إجراء (عسكري) لحماية الحدود». وأضاف «هذه ليست عملية ضد أكراد عفرين أو سوريا، وهي عملية ضد شبكة إرهابية لا علاقة بها بالأكراد»، وهذا الأمر بعيد عن الحقيقة أيضًا.
وشملت العمليات العسكرية التركية، التي دخلت اليوم الخامس، 13 ألف مقاتل، وفقا لتقديرات قدمتها الجماعات المتمردة التي تدعم الهجوم التركي.
وقالت أنقرة إنها أعطت كلًا من موسكو وواشنطن إشعارًا مسبقًا بنواياها. وندد الرئيس السوري بشار الأسد بهذا الهجوم ووصفه ب «العدوان الوحشي التركي على مدينة عفرين السورية»، بحسب وكالة الأنباء العربية السورية.
Amir Khalid