أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن الإطلاق الناجح لقمر "الياه 3" يعتبر مصدر فخر واعتزاز لشعب دولة الإمارات بشكل عام، وفريق المهندسين من مواطني الدولة الأكفاء العاملين على تطوير المشروع بشكل خاص، كونه يؤكد على مقدرات الدولة المتميزة في المجالات التكنولوجية المعقدة. وأشار الأحبابي إلى أن اطلاق "الياه 3" خطوة جديدة أخرى على طريق ريادة قطاع الفضاء على المستوى الإقليمي وسعيها نحو تبوأ مكانة ريادية ضمن القطاع على مستوى العالم، إذ يضاف هذا القمر إلى مجموعة الأقمار الاصطناعية العالية التقنية التي تحلق في مدار الكوكب، وتوفر مختلف خدمات الإنترنت والبث التلفزيوني والاتصالات وغيرها لقياس الظواهر المناخية المختلفة. وقال: "نجحت شركة "الياه" للاتصالات الفضائية منذ تأسيسها قبل نحو أكثر من 10 أعوام من خلال توجهها العالمي في توفير حلول متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية عبر الأقمار الاصطناعية في أن تصبح واحدة من أكبر شركات خدمات الاتصالات في العالم، وسيعزز "الياه 3" من أعمال الشركة وقدراتها في الاتصالات الفضائية ذات النطاق العريض ومن خدمات الإنترنت الفضائية بسرعات عالية وبأسعار تنافسية في أسواق البرازيل وأفريقيا". وأضاف الأحبابي، أن "الياه 3" هو دليل آخر على التزام الدولة بالتعاون الدولي في مجال تزويد الخدمات التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية وفي مراقبة الأرض والعمل مع أهم الجهات والمنظمات والشركات العالمية الرائدة ضمن قطاع الفضاء، إدراكًا بأهمية هذا التعاون بوصفه السمة الأبرز التي تضمن نجاح أعقد المشاريع الفضائية وتحقيقها لأهدافها، فضلًا عن تكامل خدماتها مع باقي المشاريع والمبادرات الأخرى. وأشاد بالقدرات والكفاءات العالية المتميزة التي قضت ساعات طويلة من العمل الدؤوب دون انقطاع في تطوير هذا المشروع الوطني والتكنولوجيا المتطورة، حيث أصبحوا قدوة لجيل مقبل من المهندسين والشباب الطموح الذي يتوجه نحو المجالات العلمية بهدف دخول قطاع الفضاء خلال السنوات المقبلة، والإسهام في خطط مشاريع الدولة الطموحة لهذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد أبرز ملامح الرؤى الحكومية لمستقبل الدولة. ونوه الأحبابي بأن المرحلة المقبلة ستركز على استغلال التجارب والخبرات من تطوير "الياه 3" في تطوير مشاريع مستقبلية ترتقي بالمقدرات ومستوى الخدمات بما يعود بالمنفعة العلمية والبحثية والتجارية، لتواصل الدولة من خلالها مسيرة العمل على تطوير قطاع فضائي متطور عماده تكامل الموارد والكوادر والتكنولوجية المحلية. وتأسست وكالة الإمارات للفضاء في العام 2014، لتعمل على تنظيم ودعم ورعاية قطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشمل ذلك المشاريع والمهمات الفضائية للدولة، من بينها التمويل والإشراف على مشروع "مسبار الأمل" الذي يعد أول برنامج تخوضه دولة عربية وإسلامية لاستكشاف كوكب المريخ. وتهدف الوكالة، التي تعتبر أول وكالة فضاء وطنية في المنطقة، إلى تقديم مساهمة بارزة للتنويع الاقتصادي في الدولة، إلى جانب تحضير قادة قطاع الفضاء في المستقبل من خلال مجموعة من برامج تطوير القدرات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية علوم الفضاء ومواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المجتمع الإماراتي، كما تتولى الوكالة مسؤولية إصدار تشريعات وقوانين قطاع الفضاء الوطني، فضلًا عن تعزيز مكانة الدولة في المجالات الفضائية على مستوى العالم.
