على مدار السنوات الماضية، ساهمت قطر فى صناعة الإرهاب بالمنطقة، وتمويل الميليشيات المسلحة ودعمها بالسلاح لزعزعة أمن البلدان العربية خاصة دول المقاطعة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث منحت جوازات سفر لعناصر إرهابية لمنحها حرية التحرك فى البلدان العربية، وهو الأمر الذى دفع السعودية والإمارات والبحرين إلى منع دخول حاملى جواز السفر القطري، إضافة إلى الشروط التى فرضتها مصر لدخول حامليه. ونقلت قناة «سكاى نيوز» الإخبارية عن وسائل الإعلام قولها: «إنه تم إرسال حاويات كبيرة من قطر تحمل الدولارات إلى الحزب لتمويل أنشطة ميليشياته، خاصة ما يتعلق بتصنيع الصواريخ فى البقاع». واستطردت وسائل الإعلام إلى أن هناك لقاءات جمعت وزير الخارجية القطرى السابق حمد بن جاسم، ومسئولين من حزب الله فى الضاحية الجنوبية، لافتة إلى أن مثل هذه اللقاءات تكررت، بطرق سرية ومتابعة وحضور إيراني، تجلى بشكل قوى فى صفقة الإفراج عن القطريين المختطفين فى العراق، والأسرى اللبنانيين فى سوريا إضافة إلى اتفاقات التهجير الطائفى التى توسطت فيها الدوحة فى سوريا لخدمة الأجندة الإيرانية. وأشارت القناة إلى أن مبررات القرار المفاجئ بإعفاء اللبنانيين من تأشيرة الدخول إلى قطر، بحجة السياحة ليست قوية بشكل كاف أمام المعطيات التى رصدتها مصادر لبنانية وغيرها، مفادها أن الغرض من القرار دخول عناصر لبنانية وإيرانية تحمل الجنسية اللبنانية إلى قطر. «جمعية قطر الخيرية»، التى يديرها الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني، عضو تنظيم «القاعدة» الإرهابي، هو رئيس مجلس إدارتها، تأسست فى عام 1992، بهدف ظاهري، وهو جمع تبرعات من دول العالم العربى لمحاربة الفقر وإغاثة المنكوبين فى حالات الطوارئ، لكنها تستغل أموال التبرعات فى دعم التنظيمات المسلحة فى المنطقة، وتعمل على إدخال تلك التمويلات عن طريق إعلان هدف تنموى داخل الدولة المراد إثارة الفوضى بها وساعدها مفتى الجماعة الإرهابية، يوسف القرضاوي، فى الحصول على الصفة الاستشارية لدى منظمة التعاون الإسلامي، خلال فترة تواجده من أجل تعميق جذورها داخل أكبر عدد من الدول الإسلامية والعربية بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تعمل المنظمة فى أكثر من 60 دولة فى أوروبا وأسيا وأفريقيا، ولها 16 مقرا فى كل من قطر- فلسطين- السودان - باكستان - بنجلادش - إندونيسيا - النيجر - موريتانيا - الصومال - بوركينافاسو - جزر القمر - مالي- ألبانيا - كوسوفا - البوسنة والهرسك - بريطانيا - تركيا. أما مؤسسة الشيخ عيد ثانى بن عبدالله للخدمات الإنسانية، يترأس مجلس إدارتها محمد بن عيد آل ثاني، تأسست عام 1995، بهدف السعى لبث روح البذل والعطاء والتطوع وترسيخ المبادئ الأصيلة فى أفراد المجتمع، ولكنها تحولت الى أحد أكبر المؤسسات الداعمة للفتن والحروب، وتربطها شراكة مع «ائتلاف الخير» التابع لمفتى الجماعة الإرهابية يوسف القرضاوي. وتقوم تلك المؤسسة بدور مشبوه داخل عدد من الدول العربية الموجود بها حروب داخلية أو اضطراب، كاليمن وسوريا والعراق وليبيا، وتعمل على جمع التبرعات للإنفاق على الإرهاب، حيث مولت تلك المؤسسة جبهة النصرة الإرهابية وحولت مليون دولار لطارق الحرزي، لتجنيد شباب لتنظيم «داعش»، فيما تقوم بتمويل جماعة الإخوان فى اليمن وليبيا. كشفت وسائل إعلام خليجية دور قطر فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، ونشرت صحيفة «مكة» السعودية أسماء شخصيات قطرية، كان لها أدوار فى دعم وتمويل الأعمال الإرهابية، وبعضهم صنفوا على قوائم الإرهاب. وأكدت الصحيفة السعودية فى تقرير لها أن عبدالرحمن النعيمى مصنف من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بإرهابى خاص، مول جماعة عصبة الأنصار فى عام 2001، ودعم تنظيم القاعدة بفروعه فى العراق وسوريا والصومال واليمن بملايين الدولارات خلال 10 سنوات، وقدم 250 ألف دولار لقادة حركة الشباب الصومالية الإرهابية، ودعم تنظيم القاعدة فى العراق بمليونى دولار شهريا. وتطرقت الصحيفة إلى دور خليفة السبيعى، الذى أدانته البحرين غيابيا بتهمة تمويل الإرهاب، وكونه عضوا فى منظمة إرهابية، واتهمته واشنطن بتمويل الإرهاب نظير تقديمه دعما ماليا لقيادة القاعدة فى باكستان وفى الشرق الأوسط ومساعدته فى نقل التنظيم إلى جنوب آسيا، مشيرة إلى دور «سالم الكوارى» و«عبد الله خوار»، اللذين اتهمتهما وزارة الخزانة الأمريكية بأنهما وجها أموالا إلى إيران، وعملا على تقديم الدعم المادى لعناصر القاعدة فى إيران، وساعدا على تسهيل سفر المتطرفين إلى أفغانستان، مؤكدة أن الشقيقين أشرف وعبدالملك عبدالسلام مواطنان أردنيان يحملان بطاقات هوية قطرية، اتهمتهما وزارة الخزانة الأمريكية بتمويل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة الأم. وأبرزت الصحيفة دور أبو عبدالعزيز القطرى وهو «محمد يوسف عبدالسلام»، والد أشرف وعبد الملك، الذى يعد الزعيم المؤسس للميليشيات السورية المتطرفة جند الأقصى، واعترف نجله عبدالملك بنقله 4 ملايين دولار من حساب مصرفى أردنى لوالده قبل اعتقاله، وبدأ حياته بتنظيم القاعدة بأفغانستان، وكان مقربًا من زعيما التنظيم السابق أسامة بن لادن والحالى أيمن الظواهرى، وتولى مسئولية وزير المال بتنظيم داعش، وأسس بجانب أبو محمد الجولانى «مؤسس جبهة النصرة» تشكيل خلايا نائمة للقاعدة فى سوريا بناء على أوامر من زعيم داعش أبو بكر البغدادى. وأشارت إلى «إبراهيم عيسى البكر» المواطن القطرى المعروف باسم «أبو خليل»، الذى تتهمه الولاياتالمتحدة بجمع أموال للقاعدة وطالبان، وسافر إلى وزيرستان فى 2012 بعد 10 سنوات من إعلان الأممالمتحدة أنه أرسل عشرات الآلاف من الدولارات لأحد عناصر القاعدة بمنطقة الخليج، موضحة أن «سعد الكعيبى» و«عبد اللطيف الكوارى» مواطنان قطريان فرضت عليهما وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مكافحة الإرهاب فى أغسطس 2015 بتهمة دعم جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، شاركا فى شبكة لجمع التبرعات بقطر لجهة تسمى «مدد أهل الشام»، وعمل الكوارى مع إبراهيم بكر لدعم تنظيم القاعدة بباكستان، وحصل على جواز سفر قطرى جديد فى 2007. فيما كشفت عدة تقارير صحفية دولية كتبت عن الدوحة خلال السنوات القليلة الماضية، تفاصيل تخص الوضع السياسى والمالى للإمارة الصغيرة، وأنها قلعة حصينة للمال القذر الذى تتغذى منه الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى كثير من دول العالم. وكشفت الصحيفة السعودية، أن هناك 6 مآخذ رئيسية على السياسة القطرية فى التعامل مع موضوع تمويل الإرهاب، فهى من جانب تستضيف 12 شخصية تجمع الملايين من أجل تمويل الإرهابيين، ومن جانب آخر تحتضن على أراضيها أكثر من 100 شخصية متطرفة من مقاتلى أفغانستان، كما يؤخذ عليها من جانب ثالث منحها الحصانة لممولى الإرهاب، ورفضها اتخاذ إجراءات صارمة بحق القطريين الذين يشتبه بتمويلهم للأعمال الإرهابية. وأوضحت الصحيفة، أن قطر سبق أن قدمت ووقعت تعهدات على اتخاذ العديد من التدابير الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب، كان آخرها فى «جدة» خلال سبتمبر 2014 فى الاجتماع التأسيسى الخاص للتحالف الدولى لمحاربة داعش، مشيرة لتقرير لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، والذى نقل عن مسئولين أمريكيين قولهم «إن قطر أكبر مصدر للتبرعات الخاصة بالجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق فى المنطقة». وما يزيد من القناعات الراسخة بالدور القطرى الضعيف فى محاربة تمويل الإرهاب، بل والداعم له، استغلال أراضى الدوحة لتحويل العديد من الأموال من الإرهابيين فى عدد من دول العالم، فبحسب تقرير أصدرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية فى 2014، فإن خالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، حول الأموال من أراض قطرية إلى ابن أخيه رمزى يوسف، لاستخدامها فى تفجير مركز التجارة العالمى، فضلا عن أن 10 إرهابيين من تنظيم القاعدة ضمن قائمة المطلوبين، عملت الدوحة على استضافتهم على أراضيها. وتشير المعلومات الواردة فى تقرير الصحيفة السعودية، إلى أن الدوحة قدمت ملاذا آمنا لزعيم تنظيم القاعدة فى العراق الأسبق أبو مصعب الزرقاوى، وجوازات قطرية، ومليون دولار دعما لمجموعته، وذلك أثناء سفره بين أفغانستان وقطر. فيما كشف أحد قادة منظمات حقوق الإنسان التى تمولها قطر، أن مؤسسة قطر الخيرية، هى إحدى الجهات الرئيسة فى تمويل الحراك الفوضوى بالدول العربية تحت مسميات الثورة والنضال وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن قطر معنية بتعزيز نقمة الشعوب على حكامها وقادتها من خلال قضايا حقوق الإنسان، واستخدمت منظمة «سوليا للتواصل الثقافى والاجتماعى» ومقرها فى نيويورك، كورشة عمل للطلبة الجامعيين، ويشترك فيها أكثر من 100 جامعة من 28 دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال القيادى السابق فى منظمات حقوق الإنسان- بحسب الاتحاد الإماراتية- إن برنامج سوليا معقد، ويتابع رئيس الدائرة كل الحوارات، ويزكى العضو من 30 إلى دائرة 16، وواحد من دائرة 8 أفراد إلى دائرة 4 أفراد، وبالتالى يصعد واحد من الدائرة الثالثة إلى الدائرة الرابعة. وأكد القيادى السابق أن الإشراف على هذه الدوائر يتم عبر رؤساء فى منظمات دولية لحقوق الإنسان وباحثين متخصصين فى قضايا تفتيت الشعوب، وبعضهم قادة من الإخوان فى دول التعاون، ومنهم طارق السويدان من رؤساء الدوائر. يعد عبدالعزيز المقرن، دليلا جديدا يضاف لقائمة الأدلة والبراهين التى تثبت تورط قطر فى دعم الإرهاب، وتقديم العون للإرهابيين وتجنيسهم لضرب أمن دول الخليج، وغيرها من الدول المجاورة.، والإرهابى عبدالعزيز المقرن، من أخطر الإرهابيين، ونفذ ثلاث هجمات إرهابية داخل المملكة العربية السعودية، وتم تصفيته فى العاصمة الرياض. ارتبط اسم «المقرن» بأعنف الهجمات الإرهابية على أرض السعودية، ثم ارتبط اسمه بقطر بعد أن كشف عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أن الدوحة منحته جواز سفر قطريا مكنه من دخول المملكة، مؤكدًا أن قطر تقدم جوزات سفرها للإرهابيين لدخول السعودية وتنفيذ هجمات إرهابية. اشترك «المقرن»، فى عدد من الهجمات الإرهابية، مثل تفجير مبنى المرور بالرياض فى 2004، وفى مايو من العام نفسه نفذ المقرن الهجوم الإرهابى فى ينبع، وبعدها بثلاثة أسابيع قتل التنظيم مواطنًا ألمانيًا فى حى الحمرا، وفى الشهر ذاته نفذ «المقرن» وتنظيم القاعدة ثلاث هجمات إرهابية أوقعت أكثر من 20 قتيلًا، وفى 12 يونيو 2004 قتلوا مواطنًا أمريكيًا وخطفوا آخر، حتى تم تصفيته هو وآخرون فى محطة وقود بالرياض.