متكئ على الحرية الممنوحة لرجال الدين، وأن أنوف الاحتلال لن تطال سيارته وتكشف سترها، كان المطران هيلاريون كابوتشى، ينقل السلاح للمقاومة الفلسطينية قادمًا من مسقط رأسه مدينة حلب السورية إلى مدينة القدسالمحتلة، حيث يعمل مطرانًا للروم الكاثوليك. غير أن وشاية أفصحت عما تحويه سيارته الخشبية العتيقة، ومنحت جنود الاحتلال الإسرائيلى الحُجة لمحاصرة وتفتيش العربة ليعثروا بداخلها على 4 رشاشات كلاشينكوف ومسدسين وكمية من القنابل اليدوية. وما أن رأوا تلك الكمية من الأسلحة حتى أنهالوا بالركلات واللعنات والصفعات على وجه «كابوتشى» بُغية استخلاص اعتراف منه عن مصدر الأسلحة التى أنكر معرفته بها، أو أسماء الفدائيين الذين ينتظرون وصوله بهذا الصيد الثمين. ولكن مقاومته بهُتت بعد العثور على خطاب موقع بخط يده مكتوب فيه رقم مسئول من حركة «فتح»، وهو ما أثبت ضلوعه فى تهريب السلاح، فاعترف المطران وحكمت عليه محاكم الاحتلال عام 1974 بالسجن 12 عامًا، لكن وساطة الفاتيكان تمكنت من إطلاق سراحه بعد 4 سنوات، بشرط ألا يعود إلا فلسطين مرة أخرى. كان المطران المولود فى الثانى من مارس 1922 قد أصبح مطرانًا للروم الكاثوليك، بدءًا من عام 1965. وفى مثل هذا اليوم الأول من يناير 2016 أعلن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفاة «كابوتشى» فى العاصمة الإيطالية روما عن عمر ناهز 94 عامًا.