أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، أن التبرع لبناء المتاحف وتطوير المواقع الأثرية ليس بالأمر الجديد بل معروف عالميًا فالمشاريع الثقافية بالعالم فى الشرق والغرب يدعمها المستثمرون ورجال الأعمال ويتمنى أن يتحقق ذلك فى مصر. وأضاف "ريحان" -في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز"- أن استثمار رجال الأعمال فى مجال الثقافة وترميم وتطوير المواقع الأثرية تكمن أهميته في أنه جزء من دور وطنى مفروض عليهم وهو العلو بشأن حضارتهم العظيمة ونشر الثقافة والوعى وفتح فرص عمل جديدة من خلال إتمام هذه المشروعات فضلا عن أن هناك عائدا ماديا لرجال الأعمال والمستثمرين خاصة المستثمرين فى مجال السياحة بشكل مباشر من مديرى الفنادق والشركات السياحية والمشاريع السياحية والمستثمرين بشكل غير مباشر العاملين فى قطاع الزراعة والصناعة والتجارة والنقل لأن تطوير المواقع الأثرية وإتمام إنشاء المتاحف سيساهم بشكل كبير فى تنشيط السياحة بشكل عام. وأوضح أن قيمة آثار مصر وحضارتها معروفة فى شتى أنحاء العالم وهناك عشاق للحضارة المصرية لديهم الاستعداد للمساهمة ويمكن للمكاتب السياحية فى الخارج الترويج لهذه الدعوة ونشرها وأعرب عن سعادته بظهور أول متبرع أجنبي للمتحف المصري الكبير والذى يؤكد أن قيمة الحضارة المصرية وسمعتها تتخطى كل الحدود لكنه كان يتمنى أن يأتى أول تبرع من مستثمر مصرى نشأ وتربى واستثمر أمواله وحقق أرباحًا على أرض مصرمشيرا إلى أن أكبر استثمار يجب أن يكون فى بناء الحضارة وبناء الإنسان صاحب هذه الحضارة. وكشف "ريحان" عن أن وزارة الآثار بحاجة لأموال طائلة لاستكمال مشاريعها الكبرى خصوصًا وان الوزارة تمول مشاريعها ذاتيًا وكانت من أكثر المتضررين بكساد السياحة بعد 2011 وهناك مشاريع عديدة من إنشاء متاحف وترميم مواقع أثرية وتطويرها وفتحها للزيارة مما يحتاج إلى دعم الدولة والمستثمرين وعشاق الآثار بمصر وشتى بلدان العالم بل وكل مواطن على أرض مصر يجب أن يشارك على قدر استطاعته فى حماية وصيانة وتطوير آثار بلاده والترويج لها. جاء ذلك تعقيبا على البيان التي نشرته وزارة الأثار وأفاد بأن أحد السائحين الأجانب ساهم بمبلغ ألف دولار أمريكي في بناء المتحف المصري الكبير، وذلك في إطار الحملة التي أطلقتها وزارة الآثار لفتح باب التبرعات للانتهاء من أعمال بناء وتجهيز المتحف من خلال حساب خاص بالبنك المركزي وأن هذا يعد أولي التبرعات التي يستقبلها المتحف وأن السائح قام بالتبرع بعد ما سمعه عن هذا المشروع الضخم والدور الكبير الذي سيلعبه المتحف بين المتاحف العالمية بعد افتتاحه.