يشكل الإدمان خطرًا كبيرًا يهدد حياة الشباب ويؤدي إلى ضياعهم، خاصة مع انتشار العديد من المواد المخدرة داخل مصر، ولذلك فقد كثفت الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط المخدرات للحد من انتشارها، ونجحت في ضبط كميات كبيرة من «الحشيش والبانجو والأستروكس» وغيرها من أنواع المواد المخدرة شديدة الخطورة. ووجهت وزارة الداخلية ضربة كبيرة لتجار المواد المخدرة، وخاصة مخدر «الأستروكس» الذي انتشر بكثافة خلال الفترة الأخيرة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق، أنها ضبطت 10 من الخارجين على القانون بحوزتهم كمية من مادة الأستروكس تتجاوز 111 كيسا من المخدر، حيث أكدت في بيان لها، أنها توجه باستمرار ضربات استباقية ضد مروجي المخدرات، في الوقت الذي ضبطت فيه تشكيلا عصابيا من أفراد يحملون جنسيات أجنبية مختلفة، خططوا لجلب شحنة كبيرة من المواد المخدرة تبلغ 200 كيلو جرام من مخدر الهيروين، و10 كيلو جرامات من مخدر «الآيس»، من إحدى الدول الآسيوية على متن إحدى المراكب التجارية ترفع علم دولة أفريقية. ومن جانبه، صرح اللواء أحمد عمر، مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات بأن مخدر «الأستروكس»، هو مسمى مصري، كما أن المواد التي تدخل في صناعته غير مجرمة، كما أن ذلك المخدر محاولة لتقليد الفودو، عن طريق عقاقير دوائية غير مجرمة ويعطي تأثيرا قاتلا وفتاكا، وهي صعب تجريمها لأنها مواد شائع استخدامها الطبي. وأضاف مساعد الوزير ل«البوابة»، أن «الأستروكس» عبارة عن نباتات عادية وتم إضافة عقاقير عليها، ولا يتم تجريمه، كما أن هناك حاجة ضرورية للتحذير من خطورة ذلك المخدر الفتاك، والذى أصبح منتشرًا في المناطق الشعبية مثل بولاق الدكرور وعين شمس وبعض المناطق الشعبية الأخري. وأشار إلى أن ضبطيات الأستروكس التي يتم ضبطها من قبل الأجهزة الأمنية، لا يكون فيها عقوبة ولذلك لعدم تجريمها، مؤكدًا أنه اختراع مصري. ويقول عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بمجلس الوزراء، إن الإدمان خطر كبير تعانيه الدولة، وأن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل القضاء عليه. وأضاف «عثمان»، أن هناك 3 مراكز جديدة للعلاج تم تجهيزها لعلاج الحالات التي تعاني من الإدمان، مؤكدًا أنه تم التعامل مع 93 ألف حالة على مستوى الجمهورية خلال عام 2017، وهو يعتبر عددا ضخما وكبيرا جدًا، حيث استفادوا بصورة كبيرة من تلك الخدمة التي يقدمها مركز علاج الإدمان على مستوى الجمهورية. وأشار إلى أن ال3 مراكز الجديدة الخاصة بمكافحة الإدمان والتى سيتم افتتاحها خلال بداية عام 2018، تتواجد فى محافظة المنيا، ومحافظة مرسى مطروح، وفى مبنى كلية الطب بجامعة المنصورة بالدقهلية، وبها إحدى المعدات والأدوات الحديثة. أما عن طريقة التعامل مع مدمني المواد المخدرة الذين يترددون على تلك المراكز، فقد أكد مصدر بصندوق مكافحة المخدرات، أن البداية تكون بسحب المواد المخدرة من جسد ذلك المدمن، ثم يخضع المدمن بعدها لمراحل تأهيل نفسي واجتماعي، ثم يتم بعدها العمل على الدمج المجتمعي للمريض. وأفاد المصدر ل«البوابة» أن المدمن يكون في ذلك الوقت في حاجة شديدة للرعاية من قبل الأسرة، وذلك فإن المركز ينظم جلسات للإرشاد الأسري، حتى تتمكن أسرة المدمن من مساعدته للعودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى. أما عن الخوف من إخضاع المدمن للمساءلة القانونية، فى حالة لجوئه إلى تلك المراكز، كونه يتعاطى المخدرات، فأكد المصدر أن العلاج سري ومجاني داخل تلك المراكز، ولا يوجد أي إخطارات للأجهزة الأمنية. من جانبه، أكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الدخلية الأسبق، أن أفغانستان وباكستان ولبنان ودول جنوب شرق آسيا، تأتي في مقدمة الدول المصدرة للمواد المخدرة. وأضاف «المقرحي» أن المدمن يجب أن تكون لديه إرادة ورغبة في الشفاء، مؤكدا أهمية طمأنته بعدم القبض عليه عند تماثله للشفاء، كما أن الأجهزة الأمنية لا تهتم بالمدمن مثلما تبحث عن التاجر والمروج لتلك السموم.