يتجمع بمحافظة القاهرة، بمنطقة المرج بالتحديد، عدد من محلات صناعة المفاتيح ونسخها وهى مهنة قديمة، تطورت عبر السنين من الطرق اليدوية والمبارد ومطابقة أسنان المفاتيح مع بعضها البعض، حتى وصلت إلى شكلها الآلى الذى نعرفه اليوم. عم عبدالمنعم الأورينى، أحد ممارسى هذه المهنة منذ أكثر من عشرين سنة، بعدما ترك وظيفته بإحدى شركات صناعة الزجاج، ليعمل مع أبيه وتفرغ لتعلم المهنة واكتسب أصول حرفة صناعة المفاتيح منه، حتى تحولت إلى مهنته الدائمة التى أصبحت مصدر دخله الوحيد الذى يجلب منه قوته اليومي. واستطاع أن يقوم بشراء ورشة صغيرة ليصبح أشهر صانع مفاتيح بمنطقته، ويعرفه كل أهالى الحى من الصغير إلى الكبير لاحترافه صناعة المفاتيح العادية والمفاتيح الكمبيوتر، ومفاتيح السيارات الحديثة. تحدث عم «عبدالمنعم» عن تاريخ مهنته وقال: «فى السابق كنا نصنع المفاتيح القديمة بشكل يدوى بالكامل باستخدام المنجلة والمبرد، إما باليد أو عبر سكبها عند مهنى يسمى بالسكاب، ومن ثم يتم حفر الأسنان وكانت المفاتيح أكبر حجما وشكلها مختلف عكس الآن». مستكملا، كان يأتينا الزبون بنسخة من المفتاح على الصابون ويطلب نسخ مفتاحه فنحفر المفتاح الخام بشكل مطابق للمفتاح المطلوب، موضحا أنه نادرا ما كان يتطابق مفتاح مع قفل ليس له وهو أمر قد يتكرر مرة فى الألف، بحسب ما يقدر هو، لكن الآن دخلت آلة فرز المفاتيح التى سهلت عملية النسخ وذلك لدقة عملها ووفرت الجهد والوقت، وقال عم «عبدالمنعم»: إنه يعمل فى هذه المهنة منذ كان المفتاح ب3 قروش حتى أصبح الآن ب3 جنيهات. وأوضح، مع دخول الآلة على مهنة صناعة المفاتيح ونسخها، وفرت إمكانيات عديدة، وتطورت أشكال المفاتيح ومن الصعب إمكانية تشابهها وتقليدها، من خلال تعدد الأشكال والمسننات التى تميز مفتاحا عن آخر، وصار من بينها المضلع ومقلوب الأسنان، حتى أن الموضة دخلت على خط الصنعة وتعددت أشكال المفاتيح مع دخول الإكسسوارات فى تصنيعها.