"بالضبة والمفتاح.. مثل شعبي دارج بين المصريين، يعبر على شئ محكم الغلق"، يقول محمد الطهطاوي، أحد العاملين في صناعة المفاتيح اليدوية، إن "الضبة" كلمة قبطية مأخوذة من لفظ "دبا" بمعنى مغلق خشبي للباب. ويضيف صاحب ال 36 عاما، في حديثه للتحرير، أن المفاتيح قديما كانت تصنع من الخشب، وصانع المفاتيح كان يلقب ب"الضبة". ويوضح "الطهطاوي"، أنه ورث هذه المهنة عن والده، فيعمل بها منذ 20 عاما، لافتا بأن تكلفة المفتاح قديما كانت تبلغ "مليم"، ثم قرش ثم بجنيه واحد، حتى صارت النسخة الوحدة ب10 جنيهات، و30 جنيها للمفتاح المفقود، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار، حيث يتم استيراده من عدة دول أبرزها الصين. يؤكد محمد الطهطاوي، أنه يتم وضع نسخة المفتاح القديمة بالتوازي مع الجديدة، ثم حفرها باستخدام أدوات يدوية من بينها المبرد والمفك والكماشة. "لدي أبناء في مراحل التعليم المختلفة مطالب بالإنفاق عليهم"، يشير إلى أنه لا يمتك فرصة لشغل أي وظيفة حكومية، مما يضطره للاستمرار في تلك المهنة "الحمد لله بنفق على ولادي من عرق جبيني.. بدل ما أم إيدي للناس". وعن المخاطر التي تواجهه، يشير إلى أن صناعة المفاتيح الآلية عبر ماكينات مجهزة هو الخطر الوحيد، حيث أنها تهدد الصناعة اليدوية بمرور الوقت، مشددا على أنها ستستمر لسنوات قادمة بالقرى؛ نظرا لإقبال المواطنين عليها بدلا من الذهاب للمحلات التجارية ذات تكلفة أعلى.