تتجه أنظار العالم اليوم إلى أبو ظبي لمتابعة افتتاح متحف "لوفر أبو ظبي" الذي يعتبر حدثا ثقافيا ومعماريا كبيرا للإمارات العربية التي أصبحت تستضيف محطة تاريخية ثانية لأشهر متاحف العالم. وشارك في افتتاح المتحف الذي جرى العمل عليه لعشرة أعوام متواصلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وملك المغرب محمد السادس وعدد من الزعماء والقادة العرب. ويعد المتحف معلما معماريا عصريا تحيط به المياه من كل الجهات، وهو من تصميم المصمم العالمي جان نوفيل، تغطيه قبة كبيرة مؤلفة من قطع معدنية مستوحاة من ظلال أشجار النخيل المتداخلة. ويضم مجموعة مقتنيات وأعمالا معارة من أعرق المتاحف في فرنسا، ويضم المتحف أكثر من 620 عملا فنيا ما بين اكتشافات أثرية وفنون زخرفين ومنحوتات ومخطوطات قديمة موزعة على اثنتي عشرة صالة عرض تروي قصصًا من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية. وسلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على هذا الحدث الكبير، حيث وصفت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية المتحف بأنه "متحف التاريخ الإنساني"، مضيفة أنه مشروع طموح رسمه فريق علمى بقيادة "جان فرانسوا شارنييه" و15 آخرين بينهم بمساعدة الإمارات العربية المتحدة. ومن جانبها، قالت صحيفة "لو ايكو" أن مصمم المتحف جان نوفيل استوحى العمل الفنى من المدينة، وسوف يكون قاطرة سياحية للإمارات. بينما أبرزت صحيفة لو باريسيان "كنوز لوفر أبوظبى"، لافته إلى أنه ضمّ أكثر من 600 عمل، منهم 300 تم بيعها مؤقتًا من قبل المتاحف الفرنسية. وتابعت الصحيفة الفرنسية أن المتحف يجمع أعمالا فنية من جميع العصور، ويسلط الضوء على جوانب العالم الأربعة، وقالت إنّه متحف عالمى تحت القبة الصحراوية لجان نوفيل. ومن جانبها، علقت صحيفة "لوبوان" علي المتحف تحت عنوان "ماتيس يلتقى جورج واشنطن في متحف اللوفر أبوظبى"، لافتة أن المتحف سيضم منحوتات فنية لجورج واشنطن وماتيس وموندريان. وفي السياق نفسه، وصف المهندس الفرنسي، جان نوفيل، مصمم متحف اللوفر أبوظبي، "بأعجوبة العالم الثامنة"، لافتا إلى أن الأشغال الأخيرة في متحف اللوفر أبوظبي ظلت تسير على قدم وساق حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد الافتتاح الرسمي نظرا لضخامة مساحة العرض وأهمية الأعمال والقطع المعروضة. وقال نوفيل، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، قبل أن أوافق على إنجاز أي عمل آخذ بالاعتبار أنني مصمم معماري وبالتالي من الأهمية بمكان دراسة المكان ومحيط المشاريع التي أصممها والجميع يعلم أنني أحرص جدا على تصميم عمل لا يكون له مثيل في هذا العالم. وحول مقارنة متحف اللوفر أبوظبي بشقيقه اللوفر باريس، قال المهندس الفرنسي "اللوفر باريس" ولد من قصة معقدة ومتشابكة للغاية فقد كان في البداية قصرا لملك فرنسا لويس الرابع عشر، وهناك قصة متشابكة حول المكان خاصة وأن جزءا مهما منه تعرض حينها للتدمير دمر من قبل الثوار أيام الثورة الفرنسية قبل أن يتحول لاحقا إلى متحف بعدها تدخل المهندس المعماري العالمي الكبير "آي إم بي" فأعاد تصميمه من جديد.